بلومبرغ
ضخّ البنك المركزي الصيني أكبر قدر من السيولة قصيرة الأجل في ثمانية أشهر في النظام المالي، مع تأزُّم الأسواق بسبب المخاوف بشأن أزمة ديون مجموعة " إيفرغراند غروب".
بلغت قيمة ما ضخه "بنك الشعب الصيني" 110 مليارات يوان (17 مليار دولار) من النقد من خلال اتفاقيات إعادة شراء عكسية مدتها سبعة أيام و14 يوماً، لتُعَدّ بذلك أكبر إضافة عبر عمليات السوق المفتوحة منذ أواخر يناير، عندما أدّى ضغط التمويل إلى ارتفاع أسعار الفائدة بين البنوك. قبل يوم الخميس ضخّ "بنك الشعب الصيني" السيولة لثلاث جلسات متتالية، مما حفز الرهانات بأن بكين تأمل في تهدئة أعصاب السوق بشأن "إيفرغراند".
تلاشي المخاوف بشأن "إيفرغراند" يرفع الأصول العقارية في الصين
حاجة مُلحَّة
تُعَدّ الحاجة إلى المساعدة على تهدئة توترات السوق مُلِحَّة، إذ تتسرب المخاوف بشأن قدرة "إيفرغراند" على الوفاء بالتزاماتها للأسواق العالمية. وينصبّ التركيز على ما إذا كان المطور يمكنه دفع 83.5 مليون دولار من الفوائد المستحقة يوم الخميس على إصدارها المقوم بالدولار لأجل خمس سنوات. العائد على الورقة المالية، التي لها فترة سماح مدتها 30 يوماً قبل أن يشكّل عدم سدادها تخلفاً عن السداد، هي جزء من 669 مليون دولار من فائدة السندات المستحقة حتى نهاية هذا العام.
وحدة "إيفرغراند" للسيارات الكهربائية تتوقف عن دفع رواتب الموظفين ومستحقات الموردين
قال كريغ بوثام، كبير الاقتصاديين المختصين بالصين في شركة "بانثيون ماكرو إيكونومكس": "يُعتبر قطاع العقارات بأكمله، وبالتالي القطاع المالي، موضع تساؤل، ولن توفي البيانات الغامضة لتجنب التخلف عن السداد بالغرض لفترة طويلة". ويستطرد بوثام بأن "خفض (بنك الشعب الصيني) نسبة الاحتياطي الإلزامي أصبح الآن ضرورياً أكثر من أي وقت مضى".
تراجعت معدلات الفائدة قصيرة الأجل بين البنوك بسبب ضخ "بنك الشعب الصيني" السيولة. انخفض سعر إعادة الشراء لليلة واحدة 14 نقطة أساس إلى 2.01%، وهو أدنى مستوى له منذ 3 سبتمبر، فيما هبط سعر الفائدة لمدة سبعة أيام لليوم الثالث على التوالي. وفقد العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 2.85%.
مساهم رئيسي يتخارج من العملاق الصيني "إيفرغراند"
ارتفعت أسهم شركة التطوير المدرجة في هونغ كونغ والمثقلة بالديون 18% يوم الخميس، وكانت صعدت بما يصل إلى 32% في التعاملات الصباحية، في ظلّ رهان المستثمرين على أن الشركة ستتجنب حلّ الديون غير المنضبط بعد أن تفاوضت إحدى وحداتها على مدفوعات الفائدة على سندات اليوان.
بصرف النظر عن محاولة تهدئة مخاوف السوق بشأن "إيفرغراند"، تميل السلطات أيضاً إلى تخفيف قبضتها عن السيولة في نهاية الربع بسبب زيادة الطلب على النقد من البنوك لإجراء الفحوص التنظيمية. تحتاج البنوك أيضاً إلى تخزين مزيد من السيولة قبل العطلة التي ستمتدّ أسبوعاً في بداية أكتوبر.