قيود كوريا الجنوبية على شركات التكنولوجيا تمنح الأفضلية للبيع على المكشوف

تسبَّب بائعو الأسهم على المكشوف في تكبُّد الأسهم المفضَّلة لدى المستثمرين الأفراد في كوريا الجنوبية خسائر كبيرة خلال الشهر الجاري، مستفيدين من القيود التنظيمية التي تشنُّها الأجهزة الرقابية المحلية لتحجيم قوة شركة "كاكاو كورب"، وشركات إنترنت عملاقة أخرى.

كانت أسهم شركة "كاكاو"، التي تُشغِّل تطبيق الرسائل الإلكترونية الأوسع استخداماً في كوريا؛ هي أكثر الأسهم التي شهدت عمليات بيع على المكشوف في شهر سبتمبر الجاري، إذ أعرب أعضاء البرلمان عن انزعاجهم بسبب سيطرتها على السوق؛ وهي خطوة تمَّت مقارنتها بالإجراءات الصارمة التي طبَّقتها الصين. وهبط سهم الشركة بأكثر من 20%، لتفقد الشركة 14 مليار دولار من قيمتها السوقية وسط مبيعات المؤسسات الاستثمارية، حتى بالرغم من أنَّ سهمها هو الأكثر شراء من قبل متعاملي الشراء والبيع في الجلسة نفسها.

ومن ضمن الأسهم الأخرى الموجودة في قائمة الأكثر بيعاً على المكشوف، وفي الوقت نفسه الأكثر شراء بين المستثمرين الأفراد؛ هناك أسهم "كاكاو بنك" المدرج حديثاً؛ وهو البنك الوحيد الذي يقدِّم خدماته عبر الإنترنت فقط، فضلاً عن أسهم شركة صناعة الألعاب "إن سي سوفت كورب"، والشركة المنافسة لـ"كاكاو كورب"، وهي "نافر كورب".

صراع الدببة والثيران

كيم دانغ-جو، هو الرئيس التنفيذي لشركة "إيرودا ديسكريشناري إنفستمنت"، ومقرّها في سيول، وهي تقدِّم خدماتها بشكل رئيسي للمستثمرين الأفراد. يقول دانغ-جو: " لدى المستثمرين الأفراد ميل إلى الحركة العكسية". وأضاف أنَّ المتعاملين من القطاع العائلي يرون الآن أسعار أسهمهم المفضَّلة أكثر جاذبية للشراء بعد عمليات البيع التي أطلق شرارتها بائعو الأسهم على المكشوف.

ساهم المتعاملون الأفراد في كوريا، الذين يتّسمون بالولاء العنيف، في قيادة واحدة من أفضل موجات الصعود في العالم من مستويات منخفضة شهدتها الأسهم خلال العام الماضي بسبب الجائحة حتى في ظلِّ أكبر عملية خروج للمستثمرين الأجانب من آسيا. غير أنَّ قوة الأفراد تلاشت تدريجياً مع رفع الحظر عن عمليات البيع على المكشوف، والذي دام لـ 13 شهراً، وتحرَّك مؤشر "كوسبي" معظم الوقت في نطاق عرضي على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة.

"كاكاو" يسعى لجمع 2.3 مليار دولار من طرح عام لأول بنك رقمي في كوريا الجنوبية

لامست قيمة البيع على المكشوف خلال الشهر الجاري أعلى مستوياتها منذ تدفُّق الرهانات المتشائمة في شهر مايو، عند رفع الحظر على هذه التعاملات الذي فرض من قبل بهدف مواجهة تقلُّب الأسعار الناتج عن انتشار جائحة كورونا. شكَّل المستثمرون الأفراد روابط تحت أسماء مستعارة، مثل: "كيه ستوب"، و "كيه ستريت بتس" (K-streetbets) التي واصلت معارضتها القوية لعمليات البيع على المكشوف، برغم أنَّ جهودهم حتى يجعلوا هذه الحظر دائماً؛ لم تحقّق نجاحاً.

حتى مع سقوطه الأخير؛ مازال سعر سهم شركة "كاكاو" يتداول عند أربعة أضعاف المستوى الذي كان عليه منذ 18 شهراً، عند امتطائه موجة صعود في الطلب بسبب البقاء في المنزل في ظلِّ انتشار الجائحة، علاوةً على نجاح الشركة في إدراج شركات منبثقة عنها. ويعرف السهم بأنَّه "سهم شعبي" بسبب أنَّ 62.5% من أسهم الشركة مملوكة للمستثمرين الأفراد.

رفع حظر البيع على المكشوف يدفع الأجانب نحو كوريا الجنوبية

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، تعهدت الشركة، التي أسسها الملياردير برايان كيم، أن تتخلى عن نموذج النمو الكبير الذي واجه انتقادات، لأنَّه "رمز للجشع". و برغم هذه الجهود واصل السهم الهبوط، ويتوقَّع العديد من مراقبي السوق أن يستهدف أعضاء البرلمان من الحزب الحاكم شركة الإنترنت العملاقة مع شركات تكنولوجية كبيرة أخرى في جلسات استماع برلمانية تنعقد في الشهر القادم.

قد يسبِّب ذلك المزيد من عدم الاستقرار في أسهم هذه الشركات، ويترك المستثمرين الأفراد في موقف سيّئ.

يقول هان جيونغ، محلل لدى شركة "كيوون للأوراق المالية": "يلتقط بعض المستثمرين الأفراد (سكيناً يسقط على الأرض)، لكن يبدو أنَّ أي انتعاش معقول في أسعار الأسهم بعيد المنال. وقد زادت أعداد الأجانب الذين يتطلَّعون إلى التربُّح من عمليات البيع على المكشوف". وأضاف أنَّ الأمل في عملية صعود على نمط شركة "غيم-ستوب كورب" قد يؤدي إلى الإحباط، إذ إنَّ "المستثمرين الأفراد في كوريا الجنوبية، لم يعودوا متماسكين كما كانوا من قبل".