بلومبرغ
يقع سوق الأسهم الأكثر سخونة في العالم حيث أبرد عواصمه. فعلى الرغم من الارتفاع المتواصل للأسهم من الولايات المتحدة إلى أوروبا وتسجيل مستويات قياسية متتالية، إلا أن بورصة منغوليا الصغيرة نجحت في تصدر المشهد بلا منازع.
حيث حقق مؤشر "إم إس إي توب 20" الذي يتتبع أداء أكبر الشركات في أكثر البلدان كثافة سكانية في العالم نحو 130% منذ بداية عام 2021، ليسجل بذلك أفضل أداء بين مؤشرات الأسهم الرئيسية التي تتبعها بلومبرغ.
لكن سلسلة الخسائر التي تكبدتها البورصة هذا الأسبوع، جعلت بعض المتداولين يتساءلون عما إذا كانت الحفلة تقترب من نهايتها. وفي المقابل لايزال يتوقع فريق من المتفائلين تحقيق المزيد من المكاسب.
قال بيلغون انخبايار نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة "إردين ريسورس ديفيلوبمنت" الكندية التي تستكشف الذهب والنحاس في البلاد: "تتمتع سوق الأسهم المنغولية بإمكانات هائلة لأنها تنمو من قاعدة صغيرة للغاية".
عائدات كبيرة
تعيد تلك المكاسب للأذهان العائدات الضخمة التي شاهدناها مع أسهم الميم والعملات المشفرة خلال جنون الاستثمار أثناء وباء كورونا. بينما يجادل المتفائلون بأن أُسس صعود بورصة منغوليا صلبة.
نما الاقتصاد بمعدل 6.3% في النصف الأول من العام وسط قفزة بتصدير السلع وخاصة الفحم والنحاس والتي يتم تصدير الجزء الأكبر منها إلى الصين. حيث كان الإقبال الكبير للجار العملاق من أجل الحصول على المواد الخام المحرك الرئيسي لانتعاش اقتصاد منغوليا الغني بالموارد.
يقول توماس هوغر، الرئيس التنفيذي لشركة "آسيا فرونتير كابيتال"، إن شركة التعدين المنغولية المدرجة في هونغ كونغ تمثل أفضل الأسهم المنغولية أداءً في الصندوق الذي يديره، حيث ارتفعت أسهم الشركة 225% هذا العام.
ومع ذلك لم تكن تلك الارتفاعات الكبيرة حفلة خاصة بعمال المناجم فقط.
فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة "أبو" لإنتاج الفودكا والبيرة والمشروبات الأخرى.
ازدهار الاستهلاك
قد تكون تلك العوائد الضخمة مؤشرا على الثقة في استمرار ازدهار الاستهلاك بين الطبقة الوسطى المتنامية في منغوليا، أو قد تكون تحذيراً من فقاعة. وتعد "أبو" أكبر شركة مدرجة في البورصة المنغولية، حيث تبلغ قيمتها السوقية 517 مليون دولار.
كذلك ارتفعت أسهم شركة "أولسين أي كيه إتش ديلغور" التي تدير مركزاً تجارياً تأسس قبل 100 عام، ويعود تاريخه للحقبة السوفيتية في العاصمة أولان باتور بنسبة 613% منذ بداية العام وحتى تسجيل مؤشر "إم إس إي توب 20" مستوى قياسي خلال تداولات الأسبوع الماضي. ورغم تقليص بعض المكاسب نتيجة سلسلة الخسائر التي منيت بها هذا الأسبوع لا تزال مرتفعة بنسبة 315% حتى الآن.
المكاسب قد تستمر
ليست تلك المرة الأولى التي تحقق فيها الأسهم في منغوليا أداءً جيداً. حيث ارتفع المؤشر القياسي 400% في عام 2007 ثم سجل ارتفاعاً بنسبة 138% مرة أخرى في 2010. بينما استمر في تسجيل 5 سنوات متتالة من الخسارة في الفترة 2012 - 2016.
وبينما يعاني الاقتصاد العالمي من تعافٍ غير مستقر وغير منتظم وتحذير الخبراء الاستراتيجيين في البنوك الاستثمارية الكبرى من التقييمات المبالغة في أسواق الأسهم بجميع أنحاء العالم، لا يمكن استبعاد تكرار الإنجازات الصعبة السابقة.
وقال هوغر الذي يمتلك 19% من صندوق "ايه اف سي آسيا فرونتير" الذي تستحوذ فيه منغوليا على أكبر وزن نسبي بين أسهم المحفظة: "نتوقع أن يتحرك المؤشر بشكل عرضي أو يتجه نحو الانخفاض بشكل طفيف، ومع ذلك نعتقد أن الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها والتي لم تسجل بعد ارتفاعات كبيرة يمكنها تحقيق مكاسب خلال الشهرين المقبلين".
يقول أنغاراج بيمباغاف الذي يعمل وسيط تداول في "منغوليا إنترناشيونال كابيتال"، إن ارتفاع السوق من المحتمل أن يكون مدفوعاً بفائض السيولة لدى السكان المحليين نتيجة التحفيز الحكومي لتخفيف تداعيات الوباء، وبالتالي قد لا يستمر. وعادة ما يلتزم السوق بتصحيح نفسه، وهو ما نعتقد أنه قد بدأ بالفعل.