بلومبرغ
ترى شركة "تيدمان إنفستمنت غروب" (TIG)، التي لم يخسر صندوقها التحوطي الذي يركز على الصفقات قط، أن بريطانيا مرتع مليء بالفرص.
وتبنت الشركة، ومقرها نيويورك، رهاناً بقيمة 550 مليون جنيه إسترليني (761 مليون دولار) على الشركات المنخرطة في صفقات بريطانية العام الجاري، وفقا لدرو فيغدور، الذي يدير استراتيجية استثمار بقيمة 3.2 مليار دولار في "TIG".
وقال فيغدور، في مقابلة: "أحد السمات الجارية في هذا السوق هي المزايدة ونشاط المساهمين، ونرى أن ذلك خلق خيارات بتكلفة معقولة للغاية.. وفي بريطانيا، يُعد الأمر أفضل نظراً لأن خطورة فسخ الصفقات أقل بقدر كبير".
فرص استثمارية
والتقييمات المنخفضة في بريطانيا نتيجة معاناة الشركات في الدولة من تأثيرات "بريكست"، بجانب الوباء العالمي، قادت إلى أعلى مستوى من الصفقات في 14 عاماً.
وراهنت "TIG"، التي تسعى للربح من خلال الرهان على ما يعرف بصفقات المراجحة الاندماجية، على أهداف لصفقات الدمج والاستحواذ مثل "سلسلة متاجر البقالة "دبليو إم موريسون"، والمجموعة الهندسية "ميغيت"، وشركة برمجيات الأمن السيبراني "أفاست"، وشركة التطوير العقاري "جون لانغ غروب"، وفقاً لبيانات مقدمة للجهات التنظيمية.
وتتضمن الصفقات اتخاذ مراكز تقتنص الفرق بين سعر سهم الشركة المستهدفة وسعر عرض المشتري، ورغم أن شركات صناديق التحوط تجني أرباحاً عندما تُستكمل الصفقة، فهي تتحمل مخاطر التراجع الحاد حال فشلها.
وقال فيغدور إن النظام التنظيمي في بريطانيا وقانون الاستحواذ يضمنون ألا تنسحب الشركات كثيراً من الصفقات المعلنة، ما يجعل الدولة رهاناً أكثر أماناً نسبياً.
ومن بين حوالي 130 صفقة استهدفت شركات مدرجة والتي انهارت العام الجاري، كان 5% فقط من الصفقات تشمل اسماً مدرجاً في بريطانيا، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، ومن بين تلك الصفقات البريطانية كانت هناك معاملات تم إلغاؤها فقط بعد فوز عرض شراء أعلى، ما يعني أن صناديق مراجحة الاندماج ستظل قادرة على تحقيق أرباح.
منافسة على الصفقات
وكانت شركات الملكية الخاصة وفيرة النقدية نشطة بشكلٍ خاص في بريطانيا العام الجاري، ما أدى إلى معارك استحواذ رفعت تقييمات الشركات وحفزت صفقات بقيمة 512 مليار دولار في الدولة.
وعلى سبيل المثال، سينتج عن المعركة الساخنة للاستحواذ على "موريسون" مزاد لتحديد ما إذا كانت رابع أكبر سلسة بقالة بريطانية ستكون من نصيب "فورترس إنفستمنت غروب" أم "كلايتون دوبليار آند رايس"، وهذا الاتجاه يجعل رهانات الاندماج والاستحواذ أكثر جاذبية لصناديق التحوط.
وقال فيغدور: "نعتقد أن هيكل الفرص لا يحظى بالتقدير الكامل من قبل السوق، وأنت تتمتع فعلياً بميزة الخيارات تلك مجاناً.. وبالطبع لا يحدث الأمر في كل مرة، ولكن عندما يحدث فأنت تحقق 5% إلى 20% أكثر".
مكاسب مستمرة
ولم تفقد استراتيجية "TIG" تحت قيادته أي أموال في أي عام منذ أن بدأت التداول في 1993 وحققت عائداً سنوياً أقل قليلاً من 7%، وفقاً لوثيقة مستثمرين اطلعت عليها "بلومبرغ". وحقق الصندوق، الذي يراهن على الأحداث المرتبطة بالشركات مثل عروض المناقصات والاندماجات والتصفيات والمنافسات بالوكالة، مكاسب بنسبة 7.8% خلال الستة أشهر الأولى من العام، متتبعاً ارتفاعاً بنسبة 8.4% في مؤشر مراجعة الاندماج الصادر عن شركة "إتش إف آر آي إي دي".
ويتباين التزام "TIG" تجاه السوق البريطاني بحدة مع بعض من أقرانها التي تسيِّل بعضاً من رهاناتها على أهداف الاستحواذ البريطانية، ومن بين شركات إدارة الأموال التي خفضت مراكزها تأتي "جيه أو هامبرو كابيتال مانجمنت"، و"سيلشستر إنترناشونال إنفستورز"، و"فرانكلين ريسورسيز إنك".
وقال فيغدور: "نحن في فترة جذابة إلى حد كبير لصناعة الصفقات.. وهناك حاجة لإبرام صفقات وهناك قدرة على تمويلها بديون ذات أسعار جذابة، وهو ما يخلق فرصة بارزة".