بلومبرغ
ستحتل البنوك المركزية في الدول النامية مركز الصدارة هذا الأسبوع، إذ ستمهد التطمينات بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة لصعود ممتد في عملات الأسواق الناشئة.
من المقرَّر أن يضع صانعو السياسات في بولندا، وروسيا، وبيرو، وماليزيا تكاليف الاقتراض جميعاً، آمنين من وجهة نظرهم بأنَّ أسعار الفائدة الأمريكية ستبقى منخفضة لفترة أطول، وهي رسالة أرسلها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من جاكسون هول. يعني هذا أنَّ أيَّ تحوُّل متشدِّد في الأسواق الناشئة يمكن أن يعيد تجارة الفائدة إلى العمل، مما سيؤدي إلى زيادة المكاسب، كما كان الحال بالنسبة للبيزو التشيلي في الأسبوع الماضي.
وبرغم عودة تجارة المناقلة في الأسواق الناشئة بنسبة 0.5% فقط في النصف الأول، فقد ارتفع مؤشر بلومبرغ لتجارة الفائدة في عملات الأسواق الناشئة (EM Carry) بالفعل بنسبة 2% منذ نهاية يوليو، مع تصدُّر العملات ذات العوائد المرتفعة- ولكنَّها متقلِّبة مثل الليرة التركية والراند الجنوب إفريقي- حالة الصعود.
قال كريستوفر شيلز، المحلل في "إنفورما غلوبال ماركتس" في لندن، الذي دعم الريال البرازيلي، والروبل الروسي، والبيسو المكسيكي في التفوُّق في الأداء في الأشهر المقبلة: "قد تكون عملات الأسواق الناشئة في وضع جيد".
خفض مؤيد للأسواق الناشئة
أكَّدت بيانات التوظيف الضعيفة يوم الجمعة على الاعتقاد بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة حتى مع بدء تقليص التحفيز الطارئ. من شأن ذلك أن يبقي تكلفة اقتراض الدولار منخفضة في الأوراق المالية ذات العوائد المرتفعة، وهي استراتيجية يمكن أن تخدم المستثمرين بشكل جيد، خاصةً بالنظر إلى أنَّ تركيز الاحتياطي الفيدرالي على رعاية الانتعاش الاقتصادي سيبقي غطاءً على الدولار أيضاً.
قال جيمس بارينو، رئيس ديون الأسواق الناشئة في "شرودر إنفستمنت": "يبدو أنَّ باول، على الأقل في هذه المرحلة، قد أدار (خفضاً مؤيداً للأسواق الناشئة) - وهو شيء لم نعتقد أبداً أنَّنا سنراه. الشيء الرئيسي الذي فعله باول هو الفصل الواضح بين مناقشة الخفض التدريجي، ومن ناحية أخرى رفع سعر الفائدة. وأشار إلى أنَّ رفع أسعار الفائدة ربما يكون بعيد المنال. وقد أدى ذلك إلى ضعف الدولار، وهو أمر إيجابي قوي للأسواق الناشئة".
كما أعطى هذا الفصل فرصة جديدة للحياة لعملات المتصدِّرين الأوائل، مثل البرازيل وروسيا، فقد بدأ أداؤهم المتفوق في التراجع بعد المكاسب القوية هذا العام. كان الروبل والريال من بين الأفضل أداءً في الأسواق الناشئة منذ خطاب باول في جاكسون هول في 27 أغسطس، الذي أعطى صانعي السياسات مجالاً للرد على الأساسيات الاقتصادية بدلاً من التشكيك بالاحتياطي الفيدرالي.
عوائد مغرية
قال أندريس فايرغيمان، مدير الأموال في "باين بريدج إنفيستمنت" (PineBridge Investments) في لندن، الذي وصف خطاب باول في جاكسون هول بأنَّه "يغير قواعد اللعبة": "لقد استجابت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة بالفعل للتضخم المرتفع، ورفعت أسعار الفائدة، مما خلق حاجزاً في وجه النمو الاقتصادي المفاجئ على الجانب السلبي العام المقبل". وقال، إنَّه مع اقتراب التضخم في العديد من الدول النامية من ذروته: "تتمتَّع هذه الدول بمعدلات حقيقية إيجابية بالفعل التي من شأنها أن تدعم أسعار الصرف".
قد تكون هذه مجرد البداية. على سبيل المثال، ارتفع العائد الضمني المعدل لتقلُّبات الروبل بأكثر من 200 نقطة أساس إلى أعلى مستوى له في 20 شهراً بعد زيادة سعر الفائدة في يوليو، مع توقُّع ارتفاع آخر هذا الأسبوع. وفي حين انخفضت العائدات الضمنية عبر مناطق الأسواق الناشئة في الشهر الماضي؛ فإنَّها تظهر بالفعل بعض الانتعاش في آسيا وأمريكا اللاتينية.
قال ميشيل فيرنير، رئيس استراتيجية الدخل الثابت في "بنك باركليز الخاص" (Barclays Private Bank)، إنَّه مع عودة تجارة المناقلة بقوة، فقد يجد المستثمرون أنَّ العائدات في بلدان، مثل جنوب إفريقيا، والبرازيل، وتركيا أكثر إثارة ومن الصعب مقاومتها، مما يعزز عملاتهم. ومن المتوقَّع أيضاً أن تحصل العملات المرتبطة بالتصدير والسلع على دعم.
أحداث يجب متابعتها هذا الأسبوع:
• من المفترض الإعلان عن أرقام التجارة الصينية لشهر أغسطس، يوم الثلاثاء، مما سيوفِّر مزيداً من الدلائل على تباطؤ الاقتصاد بعد هدوء مقاييس مؤشر مديري المشتريات.
من المحتمل أن تكون الصادرات معتدلة بسبب الانقطاعات في سلاسل التوريد مع عودة ظهور كوفيد 19، وفقاً لملاحظة من "مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية".
• قد تُظهر البيانات يوم الثلاثاء انتعاش اقتصاد جنوب إفريقيا المضطرب بنسبة 17.8% على أساس سنوي في الربع الثاني.
• من المرجَّح أن يحافظ البنك المركزي الماليزي على سعر الفائدة عند مستوى قياسي منخفض 1.75% يوم الخميس لدعم الانتعاش الاقتصادي، وفقاً لاستطلاع أجرته بلومبرغ. خفَّض بنك "نيغارا ماليزيا" (Negara Malaysia) في أغسطس توقُّعاته للنمو الاقتصادي لعام 2021 إلى 3 -4%.
• قد يرفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة للمرة الخامسة هذا العام، فقد بلغ متوسط التوقُّعات في استطلاع بلومبرغ زيادة 50 نقطة أساس إلى 7% يوم الجمعة.
• من المرجح أن تحافظ بولندا على أسعار الفائدة يوم الأربعاء عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 0.1%، إذ يرى صانعو السياسة أنَّ التضخم مدفوع بإعادة فتح الاقتصاد بعد انحسار أسوأ ما في الوباء.
• في بيرو، من المحتمل أن يتمَّ رفع سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75% يوم الخميس. يجب أن تشير التوجيهات المستقبلية إلى زيادات إضافية، مع ارتفاع توقُّعات التضخم، وتدفُّقات رأس المال إلى الخارج، وانخفاض قيمة العملة، وفقاً لبلومبرغ إيكونوميكس.