بلومبرغ
تشير مشاهدات الشاشة المنقسمة للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة التي تنخفض، في حين يواصل مؤشر "ستاندرد آند بورز" الصعود إلى أن المتاعب بالصين أصبحت محلية. قد يكون هذا صحيحا، لكن تغامر مجموعة واحدة من المستثمرين بفرصها.
من جانبها تقوم صناديق التحوط التي تحقق رهانات صعودية وهبوطية على الأسهم، بخفض شراء أسهم الشركات الأمريكية التي تعتمد بشدة على الصين في الأعمال التجارية، مثل "لاس فيغاس ساندس كورب" و" جنرال موتورز" ، وفقا للبيانات التي جمعتها وحدة الوساطة المالية التابعة لـ" غولدمان ساكس".
تم التخلص من أسهم الشركات ذات المبيعات المرتفعة في الصين، حيث خفض مديرو الصناديق صافي الشراء بنسبة 26% خلال شهر حتى أواخر أغسطس إلى أدنى مستوى منذ أبريل 2020، وفقا لبيانات العملاء لدى غولدمان ساكس.
في غضون ذلك، شهدت أسهم الشركات التي تعتمد على الدولة الآسيوية في توفير الإمدادات انخفاضا في حيازتها بنسبة 17% نحو النطاق الأدنى للعام الماضي.
إقرأ أيضاً: العملات المشفرة تعيد لصناديق التحوط سحرها مجدداً
إجراءات تنظيمية صارمة
يشير التراجع السريع إلى حالة مزاجية قاتمة قد تتجاوز المخاوف بشأن الإجراءات الصارمة التنظيمية الشاملة في بكين.
بالفعل، هبطت أسهم مثل مجموعة "علي بابا" بعد أن سعى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى كبح جماح قوة الشركات التكنولوجية العملاقة. لكن التحول في شراء أسهم بالشركات الأمريكية التي تعتمد على الصين سلط الضوء على مخاوف أعمق، ماذا لو أخفقت الصين في السيطرة على جائحة كوفيد-19 وأغلقت المزيد من الموانئ؟ ماذا لو تعثرت تلك الدولة، التي هي أكبر محرك لنمو الاقتصاد في العالم خلال عقود؟ ..
قال براد ماكميلان، كبير مسؤولي الاستثمار في "كومنولث فايننشال نتورك" (Commonwealth Financial Network) "صناديق التحوط الأمريكية أصبحت أكثر قلقا بشأن مكانة الصين في النظام الاقتصادي العالمي.
أضاف أن صناديق التحوط الأمريكية "أقل استعدادا للمراهنة على السجل الإيجابي المستمر"الذي تتمتع به الصين، في إشارة إلى انفتاح بكين على الشركات والمستثمرين الأجانب.
تراجعت أسهم الشركات التي تعتمد على البيع للصين، عن أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار نقطة مئوية واحدة منذ يونيو ، وهي تستعد لتسجل خمسة فصول من الأداء المتفوق، أطول فترة منذ بدء غولدمان نشر البيانات في عام 2016.
أسوأ موجة هبوط للأسهم منذ عقود
شهدت مجموعة الأسهم - التي كانت جذابة يوما ما بدعم من آفاق النمو الأسرع وتيرة- نضوب بريقها وسط مؤشرات على أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يفقد زخم النمو الاقتصادي القوي.
حاليا، يمكن أن تكون تصرفات صناديق التحوط بمثابة ردود فعل سريعة على الانهيار العنيف الذي دفع الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة إلى واحدة من أسوأ موجات الهبوط منذ عقود.
خسر صندوق " كرين شيرز سي إس أي تشاينا إنترنت فاند" (KraneShares CSI China Internet Fund) ( المعروف باسم كيه دبليو إي بي) ، الذي يتتبع الأسهم مثل " علي بابا" وتينسنت هولدينغز ليمتد" أكثر من نصف قيمته خلال ستة أشهر.
يتوقع عدد من قليل في "وول ستريت" أن تتحول الحملة الصارمة التي تشنها بكين إلى تهديد منظم للسوق في بقية العالم.
في ذروة الحملة، حث الخبراء الاستراتيجيون في " غولدمان" و" جيه بي تشيس" المستثمرين على التزام الهدوء، ووصفوا المخاطر بالصين بأنها تمثل مشكلة محلية.
على أية حال، قد يدفع التخلص من أسهم شركات التكنولوجيا الصينية، الأموال للتدفق في شرايين نظيراتها الأمريكية.
في الواقع، قفزت أسهم شركات الإنترنت والبرمجيات إلى الصدارة في الولايات المتحدة، حيث تغلبت المجموعة على كل الصناعات الأخرى في مؤشر ستاندرد آند بورز خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
مناقشة تغييرات اللوائح والاتفاق عليها
يقول زهيوي رن، مدير محفظة في " بن ميتشوال آسيت مانجمنت" (Penn Mutual Asset Management)، "لا يتعلق الأمر بكون شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة أقل تنظيما، ولكن يجب مناقشة أي تغييرات على اللوائح والاتفاق عليها من قبل كلا الحزبين السياسيين، مما يؤدي إلى إبطاء العملية ويشير إلى مشهد أكثر ملائما".
أضاف "الولايات المتحدة لا تزال مجتمعا يستند إلى القانون، وبموجب القانون، فمن لديه المزيد من رأس المال، والذي لديه المزيد من الموارد عادة ما يفوز في ظل هذا النوع من النظام القانوني. بهذا المعنى، فإن هذا الأمر مفيد لشركات التكنولوجيا الكبيرة وهذا يمنحها علاوة، أما في الصين، لا تتحكم شركات التكنولوجيا هذه في مصيرها من حيث البيئة التنظيمية أو القانونية".
في حين أن الأمر مطروح للنقاش حول ما إذا كان التباطؤ في الصين مؤقتا، أم أنها تواجه مشكلات هيكلية قد تحد من توقعاتها الاقتصادية لسنوات قادمة ، فإن المستثمرين لا ينتظرون معرفة ذلك على وجه التحديد.
باع عملاء صناديق التحوط التابعة لـ"غولدمان ساكس" أسهما في الشركات الأمريكية المنكشفة على الصين، خلال 9 من جلسات التداول الـ 11 الماضية حتى 26 أغسطس، مع ارتفاع المبيعات على المكشوف.
قال كريس زاكاريللي، كبير مديري الاستثمار في "اندبندنت ادفايزر أليانس" (Independent Advisor Alliance) "إن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة ليست قوية كما ستكون مع دول أخرى، ولكن لا أعتقد أن ذلك يحول دون حدوث تباطؤ حاد حقيقي في الصين من التأثير غير المباشر على الولايات المتحدة".
أوضح أنه في الوقت الحالي، تواجه الشركات الأمريكية التي تمارس أنشطة تجارية في الصين مخاطر محتملة تتمثل في تباطؤ النمو في البلاد وزيادة التدقيق التنظيمي، مضيفا "في كلتا الحالتين ، فإن الشيء المنطقي الذي يجب فعله هو تقليل التعرض للشركات التي لديها أيا من هذه الظروف أو الأوضاع".