بلومبرغ
توقفت أيام السفر بالطائرات النفاثة للمصرفيين والتنفيذيين في وول ستريت مؤقتا منذ تدفقهم إلى دافوس في يناير، لكن في العاصمة المالية للشرق الأوسط، عادت الأعمال للمعتاد مجددا.
انطلقت الأحداث التي تتضمن مقابلات شخصية مباشرة بسرعتها القصوى في دبي نتيجة قيود السفر الأقل ومطارها الأكثر اتصالا مع العالم، كما أن الإمارات لديها واحد من أسرع برامج التطعيم مع تدبير 15 مليون جرعة لعدد سكان يبلغ 10 مليون نسمة.
وفي ظل إعاقة القيود للسفر إلى مراكز رئيسية مثل لندن وسنغافورة، أصبحت دبي سريعا الفائز في قطاع المعارض والمؤتمرات العالمي الذي تزيد قيمته عن تريليون دولار، وتخطط الإمارة لاستضافة أحد أكبر مؤتمرات الغاز وقمة المستثمرين الأفارقة العام الجاري، كذلك من المقرر أن يجتمع كبار لاعبي الكريكيت في الإمارات للمشاركة في بطولة شعبية يعقبها لاحقا كأس العالم للرجال للكريكيت "T20".
قال هلال المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في الإمارة، إن المؤتمرات والفعاليات شكلت 3% من اقتصاد دبي البالغ 112 مليار دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن تدعم العودة إلى الحياة الطبيعية صناعة الترفيه التي قوضها الوباء.
قال سكوت ليفرمور، كبير الاقتصاديين في "أكسفورد إيكونوميكس" في دبي، إنها "فرصة لإظهار أن دبي مفتوحة، وإذا أصبح في الإمكان إقامة الفعاليات مع إبقاء الإصابات الجديدة بفيروس كوفيد تحت السيطرة - يساعد برنامج التطعيمات في ذلك - فإن ثقة الزوار في السفر إلى دبي ستكون عالية".
ومع ذلك، قد تؤثر قيود السفر حول العالم، بما في ذلك متطلبات الحجر الصحي التالية للرحلات الخارجية، على الحضور، ورغم ذلك، تهدف دبي إلى استقبال 25 مليون زائر إلى معرض إكسبو 2020، بما في ذلك وفود من كل دولة تقريبا، ومن المتوقع أن يدر المعرض المؤجل، والمقرر افتتاحه في أكتوبر، إيرادات بمليارات الدولارات.
قال المري من دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: "تعتبر صناعة الفعاليات شريحة صغيرة لكنها مهمة في اقتصاد دبي ولها تأثير مضاعف كبير.. ولا توجد أماكن كثيرة في العالم تركز مثل هذا التركيز الكبير على الأحداث التجارية الدولية".
استقرار حالات العدوى
رغم حملة التطعيم السريعة، لا تزال الإصابات اليومية تبلغ حوالي 2000 حالة في الإمارات، بعد أن ارتفع العدد إلى 4000 حالة في اليوم في وقت سابق من العام الجاري مع فرار السياح من الإغلاقات في جميع أنحاء أوروبا للتوجه إلى الدولة الخليجية.
وأجبرت الزيادة في عدد الحالات دبي على فرض قيود على الفنادق والمستشفيات، إلا أن الإمارة ما زالت تتجنب عمليات الإغلاق التي كانت موجودة في جميع أنحاء العالم، واستقرت حالات العدوى منذ ذلك الحين، وشهدت سياسة فتح المدينة بالفعل أحداثا متعددة منذ مايو.
نقلت شركة "غازتك" مؤتمرها من سنغافورة بسبب قيود السفر، وألغي انعقاد مؤتمر "أسبوع النفط الأفريقي" في كيب تاون لصالح دبي التي قالت إن 88% من العملاء فضلوها على مواقع أخرى.
أيضا يحدث هذا التحول في عالم الرياضة، ونقلت رابطة الكريكيت الباكستانية مبارياتها إلى الإمارات، وسيحذو حذوها الدوري الهندي الممتاز، أحد البطولات الرياضية الأكثر شعبية، بعد تعليق المباريات بسبب تفشي المرض في الهند، ومن المقرر أن يبدأ كأس العالم للكريكيت الذي يستمر لشهر قريبا.
مدينة المؤتمرات
سافر المدير التنفيذي لشركة "أفايا" (Avaya)، جيم تشيريكو، إلى دبي من تشابل هيل بولاية نورث كارولينا الأسبوع الماضي لحضور أول حدث مباشر للشركة مع العملاء والموظفين منذ انتشار الوباء، وفي فندق ريتز كارلتون، استمع حوالي 150 شخصا إلى مناقشات حول كيفية تغيير كوفيد 19 للصناعة.
وقال نضال أبو لطيف، رئيس العمليات الدولية في "أفايا"، والذي نظم الحدث: "كان من الرائع حقا أن نشعر وكأننا نعود إلى الوضع الطبيعي ونتواصل وجها لوجه"، وحصل كافة المشاركين الذين سافروا من جميع أنحاء الخليج ومصر على التطعيمات وارتدوا أقنعة.
معرض دبي للطيران
من المقرر أن يعود معرض دبي للطيران، أحد الأحداث البارزة في صناعة الطيران، في وقت لاحق من العام الجاري، ومن المخطط أيضا أن ينظم مؤتمر صناديق التحوط الذي تقيمه شركة أنتوني سكاراموتشي، "سولت" (SALT) في أبوظبي، التي تبعد ساعة جنوبا، العام الجاري في اجتماع الشركة لمنطقة الشرق الأوسط، وفقا لجو إليت، مدير العمليات في "سولت"، وقال إن الفريق سيحدد المواعيد بعد تلقي مزيد من إرشادات الصحة العامة من المسؤولين المحليين.
وقال المري من دائرة السياحة والتسويق التجاري، إن الأحداث التي تتم وجها لوجه تلعب دورا مهما في تعزيز الأعمال التجارية، ولهذا السبب نحن ملتزمون بالحفاظ على دبي آمنة ومفتوحة على العالم.