مع زيادة الإقبال على "الصناعي".. هل يختفي بريق الألماس الطبيعي قريباً؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
يزيد إقبال جيل الشباب على الألماس المصنوع في المختبرات، وسط اهتمام أكبر بالحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات - المصدر: بلومبرغ
يزيد إقبال جيل الشباب على الألماس المصنوع في المختبرات، وسط اهتمام أكبر بالحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

الألماس (مايزال) إلى الأبد.

قالت شركة "باندورا"، التي تصنع قطع مجوهرات أكثر من أيِّ شركة أخرى في العالم، في الأسبوع الأول من مايو، إنَّها لن تستخدم الألماس المُستخرج من المناجم بعد الآن، وستتحوَّل بدلاً من ذلك إلى استخدام الأحجار المُصنَّعة بالمختبرات.

تشتهر "باندورا" بقطعها الساحرة الميسورة التكلفة، التي يحبها المتسوِّقون الشباب من الصين إلى الولايات المتحدة، وهي المرشح المثالي لقيادة هذا النوع من البريق.

ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالمنتجات الفاخرة الراقية، يصعب رؤية الألماس الصناعي، يأخذ محل الشيء الحقيقي في أيِّ وقت قريب.

ليس من المستغرب أن تحدث تغييرات على الألماس. إذ يقود المتسوِّقون الأصغر سنَّاً النمو عبر السلع الاستهلاكية، وهم أكثر قلقاً بشأن عوامل مثل غرض العلامة التجارية، وتكلفة المنتج على كوكب الأرض مقارنة بالأجيال السابقة في سنِّهم.

التأثير البيئي

في صناعة الرفاهية، يأتي التأثير البيئي الأكبر من إنتاج المواد الخام، التي تتراوح من الأحجار الطبيعية إلى المعادن والجلود.

يُنظر إلى الألماس المصنوع في المختبر بشكلٍ عام على أنَّه أكثر صداقة للبيئة، لكن الصورة معقدة: فبرغم أنَّ صنع الألماس يستخدم موارد طبيعية أقل من استخراجه من الأرض، إلا أنَّه ما يزال يتطلَّب استهلاك كميات كبيرة من الطاقة.

التخلي عن ألماس المناجم

تلعب مجموعة "باندورا" - المعروفة باسم "بريليانس" (Brilliance) - بالتأكيد أوراق اعتمادها البيئية. وبالإضافة إلى استخدامها للمزيد من الذهب والفضة المعاد تدويرهما؛ فإنَّها ستستخدم في العام المقبل أحجاراً مصنوعة بالكامل باستخدام الطاقة المتجددة.

ومن شأن ذلك أن يقلل من انبعاث الغازات المُسببة للاحتباس الحراري إلى أقل من العُشر في عملية التصنيع في منجم الألماس منخفض الكربون.

تقول الشركة، إنَّ صُنع كل قطعة من مجوهرات "بريليانس" سينتج 400 غرام من ثاني أكسيد الكربون –وهو أقل من الكربون الناتج من إعداد كوب من "الكافيه لاتيه".

من المؤكَّد أنَّ الألماس المصنوع في المختبر أرخص ثمناً، وهو ما نال إعجاب المستهلكين أثناء الوباء.

زيادة المبيعات

فقد استحوذوا في الولايات المتحدة، على 3.1% من مبيعات المجوهرات من ناحية القيمة في الربع الأخير من عام 2020، وفقاً لمحلل صناعة الألماس، إيدان غولان، مما يمثِّل ارتفاعاً عن نسبة 2% بالربع الأخير من عام 2019.

كانت الأقراط واحدة من محرِّكات هذه الزيادة. فالنساء كنَّ على استعداد للإنفاق على الزينة التي ستكون مرئية في مكالمات "زووم".

ولأنَّها تأتي مع رمزية عاطفية بسيطة - فهي ليست خاتم خطوبة – فلديهنَّ حجة أقوى لشراء أحجار أرخص.

ارتفعت مبيعات حلق الألماس الصناعي بنسبة 126% في الولايات المتحدة بالربع الأخير من 2020، مقارنة بالعام الذي سبقه، وفقاً لغولان. كما كانت مبيعات الأقراط المرصعة بالألماس الطبيعي خفيفة على نطاق واسع.

كانت خطوة حاذقة من "باندورا" بصفتها علامة تجارية ميسورة التكلفة، لأنَّها تريد إضفاء طابع ديمقراطي على الألماس لعملائها. ففي النهاية، فإنَّ 44% من عملائها تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً.

لكنَّ توفير المال يُعدُّ لعنة على الرفاهية الراقية، إذ تدلُّ المنتجات على المكانة. إنَّ التباهي بهذه الماسة الكبيرة، قد لا يعطي الشعور اللذيذ نفسه إن كنت تعلم أنَّك حصلت على هذين القيراطين أو الثلاثة فقط، لأنَّها أرخص من الشيء الحقيقي.

الألماس الطبيعي يحافظ على مكانته وسعره

برغم أنَّ "دي بيرز غروب"، أكبر مُنتجٍ للألماس في العالم من ناحية القيمة، أطلقت في 2018 "لايتبوكس جويلري"، وهي شركة ماس مصنوع بالمختبر، تُركِّز على القطع ذات الأسعار المنخفضة والمواكبة للموضة، إلا أنَّ المجموعات الفاخرة الكبيرة الأخرى، مثل "سي فانانسيير ريتشموت" الشركة مالكة "كارتييه"، و"إل في إم إتش مويت هينسي لويس فيتون" مالكة "تيفاني"، لم تحذُ حذوها.

يُعدُّ المنتج باهظ الثمن مطمئناً لمشتري السلع الفاخرة، الذين توافدوا خلال الوباء على العلامات التجارية ذات الأسماء الكبيرة المرتبطة بالجودة والتراث، مثل "هيرمس" (Hermes)، و"لويس فيتون"، و"رولكس".

قد يساعد هذا في تفسير سبب عدم انخفاض أسعار الألماس الطبيعي كاستجابة لتزايد المعروض من الأحجار المصنوعة في المختبر.

من المتوقَّع إنتاج حوالي 5.6 مليون قيراط من الألماس بجودة الأحجار الكريمة الاصطناعية هذا العام، مقارنة بـ 119.4 مليون قيراط من الألماس الطبيعي، وفقاً لمحلل صناعة الألماس، بول زيمنسكي.

الاعتماد على جيل الشباب

ومع ذلك، سيتزايد الضغط من أجل استدامة أكثر، ومن أجل ضمان استمرار الشباب في شراء الماس، سيتعيَّن على الصناعة تكثيف الجهود البيئية والاجتماعية.

كما أنَّ إحدى طرق القيام بذلك، يكون من خلال التواصل الأفضل حول تحديد المصادر. يريد المزيد من العملاء أن يعرفوا بالضبط من أين أتى الألماس الخاص بهم، ومن الأيدي التي حملته؛ يريدون دليلاً على أنَّه من مصادر أخلاقية.

أطلقت الصناعة عدداً من المبادرات، من بينها "تراكر" (Tracr)، بقيادة "دي بيرز"، التي تستخدم تقنية "بلوكتشين" لتتبُّع حركة الألماس من المنجم إلى المتجر إلى المستهلك النهائي.

في عام 2019، بدأت "تيفاني" الكشف عن بلد أو منطقة منشأ الأحجار الفردية المسجلة التي يزيد وزنها على 0.18 قيراطاً. وفي أكتوبر الماضي، أضافت تفاصيل الرحلة الكاملة.

وخلال الشهر الأخير من إبريل، دعمت شركة "إل في إم إتش"، و"ريتشمونت" و"كيرينغ" مالكة "غوتشي" نظاماً من شأنه تحسين إمكانية تتبُّع الأحجار الكريمة الملونة.

ربما مايزال الألماس الطبيعي صاخب البريق، الأخَّاذ، بالنسبة إلى عمالقة الرفاهية، لكن المزيد من المنافسة من الأحجار الكريمة الصناعية، تعني أنَّه لا يوجد وقت للجلوس، والاستمتاع بالجمال.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

لندن

8 دقائق

5°C
غيوم متناثرة
العظمى / الصغرى /
33.3 كم/س
73%
الآراء الأكثر قراءة