بلومبرغ
قادت الأسهم اليابانية المكاسب في الأسواق الآسيوية بعد أن هدّأت بيانات التضخم الأميركية المتزامنة من توترات السوق في وول ستريت، وأبقت بنك الاحتياطي الفيدرالي على المسار الصحيح لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
جاء التقدم في طوكيو بعد بيانات النمو الاقتصادي التي فاقت التوقعات، في حين ارتفعت الأسهم في أستراليا أيضاً. وارتفعت الأسهم الصينية بعد أن أشارت البيانات إلى علامات استقرار في مبيعات التجزئة وأسعار المنازل.
أغلق مؤشرا "إس آند بي 500"، و"ناسداك 100"على ارتفاع أمس الأربعاء بعد صعود المؤشر الأساسي لأسعار المستهلكين على أساس سنوي، والذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة، بأبطأ وتيرة منذ أوائل عام 2021. وكانت العقود الآجلة للمؤشرين الأميركيين مرتفعة بشكل معتدل يوم الخميس.
عززت قراءة التضخم في الولايات المتحدة التوقعات بخفض سعر الفائدة الفيدرالي الشهر المقبل. تسعر عقود المقايضة حالياً تخفيضاً بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر و100 نقطة أساس للتيسير حتى نهاية العام، مما يشير إلى درجة من الثقة في أن البنك المركزي سيقدم خفضاً بمقدار نصف نقطة في الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024.
إشارات إيجابية
بدت الأسهم الآسيوية "ثابتة" بعد الإشارات الإيجابية من الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وفقاً لما ذكره يب جون رونغ، استراتيجي السوق في "آي جي آسيا" (IG Asia) في سنغافورة. وأضاف: "تستمر معنويات المخاطرة في الاعتماد على الإشارة الواضحة، بعد أن أظهر مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يونيو مزيداً من تراجع التضخم".
وانخفضت سندات الخزانة في آسيا، بينما تعزز الدولار مقابل معظم نظرائه الرئيسيين. ولم يطرأ تغير يذكر على الين بالقرب من 147 يناً للدولار بعد تراجعه بنسبة 0.3% يوم الأربعاء، وكان ثابتاً إلى حد كبير بعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني.
انخفضت عائدات السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها منذ 13 شهراً مع تزايد التكهنات بأن البنك المركزي يقترب من بداية دورة خفض أسعار الفائدة الخاصة به.
قال كريشنا جوها من "إيفركور" إن مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لم يكن مثالياً، لكنه كان جيداً بما يكفي لأنه كان متسقاً مع قراءة بسيطة لمؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. بالإضافة إلى ذلك، تخلى البنك المركزي عن الاعتماد على المخططات النقطية، وينظر في التوقعات الأوسع وتوازن المخاطر.
أضاف "جوها": "الآن يعطي بنك الاحتياطي الفيدرالي أهمية لبيانات العمل، وليس بيانات التضخم. وستحدد بيانات العمل الواردة مدى قوة بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة".
تحركات الصين
بالإضافة إلى البيانات الصينية، أعلن البنك المركزي أنه سيضخ سيولة لمدة عام واحد للمقرضين المحليين في 26 أغسطس، بدلاً من 15 أغسطس، وهو تأخير نادر يأتي وسط إصلاح واسع النطاق لمجموعة أدوات السياسة الخاصة به.
"سيستغرق الأمر بعض الوقت لتختفي المعنويات الضعيفة، خاصة في سوق الإسكان الصينية"، وفقاً لما قاله كين وونغ، أخصائي صناديق الأسهم الآسيوية في شركة "إيست سبرينع إنفستمنتس" (Eastspring Investments) في هونغ كونغ، والذي أضاف: "لا يزال مالكو المنازل في الصين يعيشون واقع انخفاض أسعار المنازل، مما لا شك فيه أنه أضعف الثقة في هذا القطاع".
تراجعت أسهم شركة "تينسنت" (Tencent Holdings Ltd) في هونغ كونغ على الرغم من تسجيلها زيادة بنسبة 82% في صافي الدخل في النتائج التي أعلنتها أمس الأربعاء، بفضل الطلب على ألعابها المحمولة. وتراجعت أسهم الشركة المدرجة في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، تحت وطأة المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني.
زاد مدير صندوق التحوط مايكل بيري، الذي راهن ضد سوق الإسكان الأميركي في عام 2008، من حصته في مجموعة "علي بابا" (Alibaba Holding Ltd) على الرغم من خفض محفظته الاستثمارية بنسبة النصف في الربع الثاني.
عين على اليابان
سيركز المستثمرون أيضاً على ردود الفعل الإضافية على قرار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بالانسحاب من انتخابات قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم الشهر المقبل. ستؤدي هذه الخطوة إلى "فترة من عدم اليقين السياسي المتواضع"، وفقاً لما ذكره تارو كيمورا، كبير الاقتصاديين اليابانيين في "بلومبرغ إيكونوميكس". وأضاف: "هذا احتمال غير مرحب به بالنسبة للأسواق في ضوء الاضطرابات الأخيرة في الأسهم والين والأضواء السياسية على رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة الشهر الماضي".
من ناحية أخرى، مدد مؤشر "إس آند بي 500" تقدمه لليوم الخامس على التوالي يوم الأربعاء، وهي أطول سلسلة مكاسب في أكثر من شهر. وحققت معظم مجموعاتها الرئيسية مكاسب، حيث قادت الأسهم المالية والطاقة والتكنولوجيا الاتجاه. في أواخر التداول، ارتفعت شركة "سيسكو" (Cisco Systems Inc) بناء على توقعات قوية للإيرادات.
كانت أسهم شركة "ميغا سكايبس" (Megacaps) متباينة، مع صعود أسهم شركة "إنفيديا"، وشركة "ألفابت". واستمر "مقياس الخوف" في وول ستريت - في الانخفاض، ليهبط إلى حوالي 16 نقطة. وذلك بعد ارتفاع غير مسبوق جعل المقياس فوق 65 الأسبوع الماضي.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" أمس الأربعاء، إنه يشعر بقلق متزايد بشأن سوق العمل أكثر من التضخم.
وفي سوق السلع، استعاد النفط مكاسبه في التعاملات المبكرة بعد انخفاضه للجلسة الثانية يوم أمس. وارتفع الذهب بعد انخفاض ليومين ليتداول حول 2450 دولاراً للأونصة.