بلومبرغ
للمرة الأولى، رفعت شركة "أبل" أسعار خدمات الموسيقا و"أبل تي في+"، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف التراخيص، في خطوة تخاطر بمنح المنافسين ميزة في صناعة البث الرقمي شديدة التنافس.
رفعت الشركة سعر خدمة "أبل ميوزك" إلى 10.99 دولار في الشهر من 9.99 دولار لاشتراك الفرد الواحد، وهي زيادة ستدخل حيز التنفيذ فوراً، ما يجعل الخدمة أغلى من الخدمات المقدمة من قبل "سبوتيفاي تكنولوجي"، و"أمازون دوت كوم". ارتفعت أسهم "سبوتيفاي" 9.4% إلى 97.07 دولار على خلفية تلك الأخبار، وهو أكبر ارتفاع خلال اليوم منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
من خلال خطة اشتراك محتوى الفيديو الخاص بها "أبل تي في+"، ستستمر "أبل" في تقديم سعر أقل من شركات مثل "نتفلكس" أو "وارنر برذرز ديسكفري"، لكن هذه الخدمة عانت من البطء في بناء قاعدة جمهور كبيرة مثل المنصات المنافسة. سيرتفع سعر "أبل تي في+" إلى 6.99 دولار من 4.99 دولار، وسترتفع حزمة " أبل ون" الاعتيادية بمقدار 2 دولار لتبلغ 16.95 دولار.
يُعدّ اندفاع "أبل" لدخول مجال البث في السنوات الأخيرة جزءاً من جهد أوسع نطاقاً لتوليد المزيد من الإيرادات من الخدمات. وتحقق هذه الفئة الآن ما يقرب من ربع مبيعات الشركة –أي نحو 20 مليار دولار من إيرادات الربع المنتهي في يونيو– ما يمثّل ارتفاعاً من أقل من 10% في عام 2015. يُذكر أن "أبل" تستعد لتقديم أحدث نتائجها ربع السنوية هذا الأسبوع.
فوائد الزيادة
قالت الشركة في بيان إن ارتفاع أسعار الموسيقا يرجع إلى "زيادة تكاليف التراخيص" وإن الفنانين ومؤلفي الأغاني سيكسبون الآن المزيد من المال. يُعدّ ذلك بمثابة أخبار سارة للمستثمرين في "وارنر ميوزك غروب" -وهي شركة تسجيل كبرى- إذ ارتفعت أسهمها بنسبة تصل إلى 15% في تعاملات يوم الإثنين.
تعمل "أبل" أيضاً على زيادة خطة اشتراكاتها السنوية للخدمة الموسيقية لتصل إلى 109 دولارات من 99 دولاراً، واشتراكها السنوي في "أبل تي في+" ليصل إلى 69 دولاراً من 49 دولاراً. سيصل سعر حزم "أبل ون" للعائلات إلى 22.95 دولار من 19.95 دولار، في حين أن حزمة "بريمير"، التي تضيف "أبل نيوز+"، و"أبل فتنس+"، ومساحة تخزين إضافية أعلى، بالإضافة إلى "أبل آركيد"، و"أبل ميوزك"، و"أبل تي في+"، ستزيد 3 دولارات لتصل إلى 32.95 دولار.
في شرحها لسبب زيادة سعر اشتراك "أبل تي في+"، قالت "أبل" إن الخدمة قد تم طرحها في البداية "بسعر منخفض جداً" لأنها بدأت بعدد قليل من العروض والأفلام. أضافت "أبل" أن الخدمة باتت الآن "موطناً لمجموعة واسعة من المسلسلات الحائزة على جوائز والمشهود لها على نطاق واسع، والأفلام الروائية، والأفلام الوثائقية، وبرامج ترفيه الأطفال والعائلة من رواة القصص الأكثر إبداعاً في العالم".
بعيداً عن الصدارة
رغم ذلك، فإن نسبة مشاهدة الخدمة لا تضاهي مثيلتها في منصات البث الكبيرة الأخرى. على الرغم من أن "أبل تي في+" أصدرت أعمالاً مشهورة نالت استحسان النقاد، بما في ذلك فيلم (Coda) الحائز على جائزة "أوسكار"، ومسلسلات مثل (Severance)، و(Ted Lasso)، إلا أنها تفشل في النجاح في مساحة بث محتوى الفيديو شديدة التنافسية. وأظهر أحدث تقرير لشركة "نيلسن" (Nielsen) أن الأميركيين أمضوا وقتاً أطول في مشاهدة خمس خدمات مدفوعة أخرى على الأقل، بالإضافة إلى مقاطع فيديو مدعومة بالإعلانات من "يوتيوب"، و"بلوتو تي في" (Pluto TV).
اعتمدت "أبل" بشكل متزايد على الخدمات لزيادة مبيعات الأجهزة في بيئة أصبحت فيها ترقيات الأجهزة أعلى سعراً وأقل تكراراً. وقامت الشركة التي تتخذ من كوبيرتينو في كاليفورنيا مقراً لها، بتسريع إطلاق العروض الرقمية الجديدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك بطاقة الائتمان، ومؤخراً، حسابات التوفير.
أطلقت "أبل"، أمس الإثنين، أيضاً الإصدار الأول من "آيباد أو أس16" (iPadOS 16) مع برنامج "ستيج مانجر" متعدد المهام، بالإضافة إلى تحديث "ماك أو إس فينتورا" (macOS Ventura) لأجهزة "ماك" المكتبية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. كما أطلقت أيضاً نظام التشغيل "آي أو أس 16.1" (iOS 16.1) مع مكتبات صور "آي كلاود" المشتركة، وميزات جديدة للمنازل الذكية.
"أبل" ليست الوحيدة
ليست "أبل" وحدها التي تزيد من أسعار البث، إذ سترتفع تكلفة خدمة "ديزني+" الرائدة التابعة لشركة "والت ديزني" بنسبة 38% لتصل إلى 11 دولاراً في وقت لاحق من هذا العام. وتقدم الشركة أيضاً فئة جديدة مدعومة بالإعلانات، سيتم تسعيرها بنفس سعر عرضها السابق، أي بسعر 8 دولارات شهرياً.
يأتي ذلك بعد زيادة أسعار خدمة البث "إي إس بي إن+" بنسبة 43%، إذ وصل سعر الاشتراك في أغسطس إلى 10 دولارات شهرياً. من جهتها تقدم "نتفلكس" -التي رفعت الأسعار في وقت سابق من العام- خطة اشتراك مدعومة بالإعلانات، على الرغم من أنها -بسعر 7 دولارات شهرياً– إلا أنها ستكون أرخص من عروضها الحالية.