تكمن صعوبة إعداد تقرير سنوي حول السيارات الفاخرة التي فشلت في تحقيق النجاح خلال عام 2020، في أنَّ الأسوأ بين هذه السيارات أيضاً؛ لم يكن سيئاً بشكل كامل، بل إنَّ المشكلة تكمن في أنَّ تلك السيارت جاءت مخيبة للآمال، بشكل يجعل من السهل نسيانها.
في العقود الماضية، كان إطلاق وصف السيارات السيئة محصوراً بتلك السيارات الأكثر عرضة للتعطل أو حتى الانفجار أو تلك العاجزة عن حمايتك عند أقل حادث، لذا فإنَّ انتقاد سيارة ما لكونها غير مميزة بما يكفي أو مخيبة للآمال، يعدُّ ترفاً كبيراً.
معايير النجاح
وفي عالمنا اليوم، أصبح انتقاد مظهر سيارة لأنَّه قديم الطراز، أو انتقاد التصميم الداخلي لأحد السيارات لكونه متبذلاً، إهانة قصوى للسيارة ككل.
وبالطبع، ينتابك الفضول لمعرفة أيّ شركات سيارات قد حقَّقت نجاحاً في عام 2020، وأيّها اتخذت قراراتٍ ذكيةً، وقامت بمخاطرات جيدة، واستمعت إلى العملاء، وأبلت حسناً في أسواق الأسهم، وخطَّطت للمستقبل، وأيها لم تفعل ذلك.
ابقَ معنا لنطلعك على القائمة الكاملة.
في السطور التالية سوف نستعرض ثلاث سيارات فشلت في إبهارنا في اختبارات القيادة لهذا العام. (تذكَّر أنَّنا في بلومبوغ Pursuits " نستعرض العلامات الفاخرة، لذا نحن نتكلم بالأصل عن سيارات متميزة).
الخيبة الكبرى: مرسيدس مايباخ
كم تمنيتُ أن تخطف هذه السيارة قلبي، فهذه سيارة رياضية متعددة الأغراض (أو ما يُعرف اختصارات بالـ SUV) بقوة 558 حصان، وسعرها يبلغ 161.550 دولاراً، وتحمل اسم علامة تجارية شهيرة بجودتها.
واعتقدت أنَّ علامة "مايباخ" التي تتباهى بإرث يمتد على 111 عاماً جاهزةً لتلبية حاجات المستهلكين الذين يعشقون السيارات التي توقظ في أنفسهم شعوراً بالحنين إلى الماضي. وتخيلت أنَّه أخيراً وبعد طول انتظار، ولدت سيارة تنافس سيارتي "رولز رويس كولينان" (Rolls-Royce Callinan)، و"بنتلي بنتايجا" (Bentley Bentayga) الرائعتين بالفعل.
ولكنَّني للأسف الشديد كنتُ على خطأ!، فسيارة "مرسيدس مايباخ GLS" لا تلبي أعلى معايير السرعة، ولا أعلى معايير الأناقة. فهي أبطأ من سيارة "لامبورغيني" الرياضية متعددة الأغراض بقوة 750 حصاناً التي يبلغ سعرها 219 ألف دولار، ناهيك عن أنَّها لا تحقق معايير أناقة السيارات العريقة مثل "كولينان".
ولا شكَّ في أنَّ هذه السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الأولى من "مرسيدس مايباخ" تتمتَّع بنمط قيادة في منتهى السلاسة، بالإضافة إلى تصميم داخلي مفعم بالأناقة يحاكي أحدث معايير التكنولوجيا لدرجة أنَّّه يخيَّل إليك لوهلة أنَّك في نادٍ للاستجمام أو ردهة فخمة. إلا أنَّ الأمر نفسه ينطبق أيضاَ على سيارة "مرسيدس مايباخ السادان" (صالون) من فئة S الرائعة والأكثر بساطة. وفي الحقيقة، حين جلست في السيارة الرياضية متعددة الأغراض، فإني لو لم أشاهد شعار "مايباخ" المطرَّز داخلها على الجوانب، لكدتُ أنسى بسهولة أنَّني داخل سيارة يروَّج لها على أنَّها أكثر تميزاً من سيارات الفئة S.
بكل صراحة: إذا كان لا بدَّ من وجود الكثير من الشعارات والعلامات المطرَّزة لتذكِّرك بأنَّ السيارة "مميزة"، فهذا يعني بكل بساطة أنَّها بعيدة كل البعد عن التميُّز.
وعلاوةً على ذلك: تمَّ تناول التصميم الخارجي للسيارة الرياضية متعددة الأغراض على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية، وواجهت بعض التعليقات على مظهرها، إذ قال بعضهم، إنَّه ليس متميِّزاً حتى بالمقارنة مع سيارات الفولفو وغيرها من السيارات الأقل كلفة. وبالرغم من حجمها الكبير، تتسع هذه السيارة الفاخرة لأربعة أشخاص فقط، وأتساءل لماذا؟، في حين أنَّ السيارات الأجمل من فئة S موجودة أصلاً، وعلى الأرجح فإنَّ الجميع سيفضِّلها.
أبرز السيارات المخيبة للآمال..جاغوار "F- Type R"
عندما خرجت سيارة "جاغوار F- R" إلى النور عام 2015، كان تصميمها مبهراً، وفائق الدقَّة، و سعرها مقبول. كما أنَّ قيادتها بدت ممتعةً جداً. ولكن منذ ذلك الحين، تفوَّقت عليها سيارات أخرى يتمُّ طرحها تحت راية كلٍّ من "بورش"، و"بي أم دبليو" و"مرسيدس"، إذ أصدرت جميعها نماذج استثنائية من السيارات الرياضية القابلة للكشف. حتى أنَّ شركة "آستون مارتين" لا تزال تصنِّع سياراتٍ جذابةً، إذا عرفت كيف تختارها جيداً.
وكما كتبتُ في مقال في يوليو، تفتقر سيارة "F-Type" إلى الإثارة، والعملية، والبنية لتكون قادرةً على منافسة نظيراتها ضمن فئتها. وفي الواقع، حملت هذه النسخة من سيارات طراز F بعض التحديثات، مثل المصدَّات الجديدة، وأضواء أمامية LED أقل سماكة، وإشارة "جاغوار" السوداء اللامعة. كما أضيف لها شاشة تحكُّم بحجم 12.3 بوصة في التصميم الداخلي الذي يغلب عليه طابع البلاستيك. وأما من خلف عجلة القيادة، فيمكن وصف سيارة طراز F الجديدة بأنَّّها مناسبة، وآمنة، وجيدة.
لكنَّ هذه الأوصاف لا تلائم السيارات الرياضية التي يفترض أن تكون أنيقة ومليئة بالتشويق. ويوافقني الرأي كيفن تاينان، كبير المحللين لدى "بلومبرغ إنتيلجنس" الذي صرَّح عبر الهاتف قائلاً: "على الرغم من إعجابي بسيارة طراز F ، أتساءل في قرارة نفسي ‘أي سيارة هذه؟’ وتابع قائلاً: "يبدو كأنَّهم لم يحاولوا حتى تجديدها. فهي
لا تزال عادية جداً، إذ يصعب تصنيفها أو وصفها. لم أعد أعرف ما الهدف الذي يسعون له مع هذا الطراز ؟".
وقياساً للسعر المعلن للموديل الذي قمت بقيادته، وهو (84 ألف، و900 دولار أميركي)، توقَّّعت المزيد من التميُّز والابتكار.
بورش 911 سبيدستر..تقييم مبالغ فيه
عندما رِفِع الستار عن هذه السيارة بمناسبة "العيد السبعين لسيارات بورش الرياضية" في تسوفنهاوزن، ألمانيا عام 2018، تمَّ تقديمها كمفهوم فريد من نوعه. وكان من الشيِّق جداً إعادة إحياء تجربة قيادة سيارة بورش ذات السقف المكشوف.
وقد تميَّزت هذه السيارة الفريدة من نوعها بطلاء من لونين، وزخرفات مستوحاة من "إرث" العلامة، وقد جمعت بين مواصفات السيارات الأولى التي أصدرتها الشركة التي أسَّسها فرديناند بورش عام 1948، ونسخة سبيدستر خفيفة الوزن من سيارة بورش 356، والموديلات العصرية الأخرى.
ولكن، كان على الصحافيين الانتظار حتى عام 2020 ليحظوا بفرصة قيادة إحدى هذه السيارات؛ وحين جاء دورهم، بدت السيارة قديمة الطراز. إذ بدا نظام المعلومات الترفيهية القديم من جيل 911 السابق قديم الطراز مقارنةً بجيل 911 الجديد. إلا أنَّ المستهلكين الأكثر ولعاً بالسيارات، كانوا قد اشتروا هذه السيارات عند طرح بعضها في السوق غير الرسمية. وعلى الأغلب، فإنَّ السيارات كانت ستحقِّق نجاحاً أكبر لو لم تصدر شركة بورش عدداً كبيراً من السيارات الأخرى الرائعة. (فقد كشفت العلامة النقاب عن مجموع 33 سيارة في عام 2020).
وبعد طرح كلٍّ من "بورش تايكان" المميَّزة، ونسخة "باناميرا سبورت توريسمو" الرائعة و"911 توربو إس" الجديدة الاستثنائية في السوق هذا العام، ناهيك عن نسخة جديدة من "911 GT3" المرتقبة في مطلع العام 2021، بدت سيارة سبيدستر، كأنَّها غير مواكبة لعصرها.