بلومبرغ
لم تعد الإقامة في منزل ذي إطلالة مائية تحظى بنفس الجاذبية التي كانت عليها من قبل، أو ربما أسعار العقارات الأخرى أصبحت أغلى، حيث أظهر تقرير صدر في يوليو 2018 عن شركة "زيلو" (Zillow)، أن معدلات أقساط المنازل المطلة على المسطحات المائية بلغت 36 بالمئة في الربع الأول من العام نفسه، بعد أن بلغ ذروته بنسبة 54 بالمئة في الربع الثاني من عام 2012 منخفضًا بذلك عن متوسطه البالغ 41 بالمئة منذ 1996.
وتلقي شركة "زيلو" في هذا الانخفاض باللوم على الأعاصير الكارثية وتغير المناخ وأذواق الناس والارتفاع القوي في أسعار المنازل غير المطلة على المياه، بعد انخفاضها خلال فترة الأزمة العقارية، ورغم صمود معظم أسعار المنازل المطلة على الواجهات المائية خلال تلك الفترة، إلا أنها لم تعد إلى مستوياتها المرتفعة قبل الركود كحال بقية السوق.
وبذلك، لا يزال المنزل المجاور للمحيط الهادئ يحقق هامشًا من الأقساط مع أن نسبته ليست عالية نظرًا "لقوة الجوانب الأخرى من سوق الإسكان وتصاعدها السريع"، بحسب ما صرحت به "سارة ميكيتاريان" (Sarah Mikhitarian) الاقتصادية بشركة "زيلو" في إحدى مقابلاتها.
كما أنه ليست العقارات المطلة على المحيط وحدها ما يرغب الأفراد بدفع المزيد من أجلها، ففي أحد التقارير الذي يصنف المدن من حيث متوسط أقساط العقارات ذات الواجهة المائية منذ عام 1996، وُجد أن من بين أفضل 10 مدن تبدأ من جاكسونفيل في ولاية فلوريدا بمعدل أقساط نسبته 72 بالمئة وتنتهي في دالاس بمعدل أقساط نسبته 41 بالمئة، لم تكن سوى 3 مدن مطلة على البحر، وهي: جاكسونفيل وبالتيمور وسياتل، أما البقية فشملت إلى جانب دالاس كلًا من كليفلاند، دنفر، ميلووكي، سكرامنتو في كاليفورنيا، أوستن في تكساس، إنديانابوليس.
نصيحة سريعة للمشترين: في 8 من هذه الأسواق العشرة التي تتمتع بمنازل ذات الأقساط العالية، كانت الأسعار منخفضة بشكل عام أو كانت المنازل فيها تطل على مسطحات مائية أصغر مثل الأنهار أو البحيرات.
قيمة المنازل على الواجهات المائية الداخلية..
المنازل ذات الواجهة المائية الداخلية حققت أقساطًا مرتفعة على مر التاريخ
متوسط أقساط بيع المنازل ذات الواجهة المائية منذ عام 1996
قد يكون لتقلص أقساط العقارات، ذات الواجهة المائية، علاقة بتهديد ارتفاع منسوب مياه البحر، ففي تقرير صادر عن "يونيون أوف كونسيرند ساينتست" (Union of Concerned Scientists) في يونيو 2018 قدرت منازل تصل قيمتها الإجمالية إلى 117.5 مليار دولار في أنحاء البلاد بأنها معرضة لخطر الفيضان على مدى 30 سنة قادمة، فضلًا عن تقييمه المخاطر على المدى القصير.
مخاطر ارتفاع منسوب المياه..
المناطق الساحلية الجذابة قد تخسر الكثير مع ارتفاع منسوب مياه البحر
قيمة العقارات المعرضة لخطر الفيضانات المستمرة بحلول 2030
وأفادت "ميكيتاريان": "قد يكون بعض المشترين أكثر حذرًا بشأن المنازل التي يفكرون بشرائها"، وأضافت: "يمكن لنا أن نرى انتشار شعور الناس بالقلق من ارتفاع منسوب مياه البحر واشتداد العواصف".
من جانب آخر، قد تساعد الندرة في دعم الأسعار، ذلك أن موقع "زيلو" ذكر أن المنازل المطلة على المياه لا تشكل سوى 0.4 إلى 0.6 بالمئة فقط من بين جميع المعاملات العقارية في أي سنة كانت.