بلومبرغ
الجشع، هو العامل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى إبطاء سوق السلع والمنتجات الفاخرة عالمياً في عام 2022.
يقول برادلي نيلسون، كبير مسؤولي التسويق في "سوذبي إنترناشيونال للعقارات" (Sotheby’s International Realty)، والتي أصدرت أخيراً تقريرها عن توقُّعات الرفاهية لعام 2022"، إنَّه "من المستحيل أن يُتداول العقار بسعر منخفض في ظل هذه البيئة الراهنة".
يضيف نيلسون أنَّ التركيبة القوية التي تجمع ما بين المكافآت المرتفعة للغاية، وتسريع عمليات انتقال الثروة بين الأجيال، وانخفاض أسعار الفائدة، وشبح التضخم، "تجعل الاستثمار في الأصول الثابتة المادية، مثل العقارات، أمراً جذاباً للكثيرين، لأنَّ هذه التركيبة تعمل على توازن محافظهم الاستثمارية". هذه البيئة السائدة، والقائمة على الطلب والمنافسة، سترفع أسعار العقارات إلى قمم جديدة، بغضِّ النظر عن الأسعار المنخفضة التي قد تُعرض فيها هذه العقارات للبيع.
اقرأ أيضاً: مبيعات المنازل الفاخرة في الولايات المتحدة تقفز 35% خلال 2021
يقول نيلسون: "كنا وسطاء في صفقة عقارية تعاونية في نيويورك. كان السعر المطلوب 40 مليون دولار، وكان هناك العديد من المليارديرات المهتمين بالشراء في الوقت ذاته. السوق يشلّه الكائن الحي الذي يتنفس، ويتسم بالحيوية والنشاط. سيقدّم لك المعلومات التي تحتاج إليها عندما يتم عرض وحدات جديدة للبيع".
على العكس من ذلك؛ يحذّر نيلسون من أنَّ التسعير بقيم عالية لن يؤتي ثماره.
اقرأ المزيد: الملياردير أورتيغا يشتري برج "رويال بنك بلازا" في تورونتو بـ961 مليون دولار
قال نيلسون: "من الممكن بالتأكيد المبالغة في سعر عقار ما"، مستشهداً بسوق لوس أنجلوس، التي شهدت أخيراً بيع عدد من المنازل بأسعار تقلّ عن الأسعار التي عرضت فيها للبيع بأكثر من 50 مليون دولار. وأضاف: "لكن في النهاية، في ظل وجود بعض هذه الأسعار المرتفعة؛ أعتقد أنَّها استراتيجية لاكتشاف الأسعار".
بشكل عام، أوضح تقرير "سوذبي إنترناشيونال للعقارات" أنَّ التوجّهات التي بدأت في عام 2021، والتي تمثلت في تراجع الطلب في الضواحي القريبة من المدن، وزيادة الأسعار في الضواحي الأبعد من ناحية المسافة، وعودة حجم المبيعات في المراكز الحضرية؛ سنشهد لها امتداداً في العام الجاري.
قال نيلسون: "يمكنك مشاهدة عودة الحياة إلى طبيعتها في أسواق الضواحي القريبة، وذلك بدفع من المناسبات اليومية الاعتيادية التي هيمنت على هذه الضواحي لأجيال عدة".
مسافة أطول وتنقلات أقلّ
يتابع نيلسون أنَّ الطلب الانفعالي، بدلاً من ذلك، قد مضى في اتجاه أبعد؛ إذ يبحث المشترون الذين يحتاجون إلى التنقل لبضعة أيام فقط أسبوعياً عن المزيد من الأراضي في مناطق، مثل: ترودال كاونتي في شمال مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، و دريبينغ سبرينغز، وسيدار بارك إلى الجنوب والشمال من أوستن في تكساس، ثم هدسون فالي في شمال نيويورك.
يقول نيلسون، إنَّ "سوق العقارات مرتبطة في الوقت الحالي بنظام العمل الهجين، في مقابل العمل عن بُعد".
يشير تقرير "سوذبي" إلى وجهة نظر أحد الوسطاء في هدسون فالي، والذي قال، إنَّ الأشخاص الذين يتطلعون إلى إنفاق ما بين 600 ألف دولار و700 ألف دولار "كانوا يعتبرون مشترين جيدين"، ولكن حالياً ارتفع هذا السقف إلى "نطاق 1.5 مليون دولار إلى 2.5 مليون دولار".
آفاق جديدة
ما تزال الاعتبارات الضريبية من المحرّكات التي تقف وراء قرارات شراء العقارات الفاخرة.
يقول نيلسون: "يعتبر ذلك في حقيقة الأمر، العنوان الرئيسي في كل من الولايات المتحدة والعالم. سنشهد أكبر حركة استثمارات مستمرة في مناطق الملاذات الضريبية".
يرى نيلسون أنَّ عدم وجود ضريبة على الدخل الحكومي في كلٍّ من تكساس وفلوريدا، من شأنه أن يساعد أسواق الرفاهية في هاتين الولايتين على الاحتفاظ ببريقهما، في حين أنَّ الزيادات الضريبية في دول متفرقة، مثل عُمان وأيرلندا وكندا، التي فرضت أخيراً ضريبة بنسبة 1% على قيمة المنازل التي يمتلكها غير المقيمين وغير الكنديين، ستؤثر سلباً على الأسعار في أسواق العقارات الفاخرة.
أخيراً، يقول نيلسون إنَّ التأثير الأكبر في العقارات الفاخرة سيتضح تدريجياً خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً بالقول: "التعامل مع العملات المشفَّرة، سينمو بطرق هائلة". وبحسب رأيه؛ فإنَّ هذا الأمر منطقي.
يضيف: "إذا كان تكوين الثروة هو الاتجاه الذي يقود السوق، وكانت المعاملات في العملات المشفَّرة هي التي تدفع لتكوين الثروة؛ فأعتقد بأنَّه سيكون هناك طلب متزايد على هذا النوع من المدفوعات في مقابل السداد النقدي".
أزمة العرض
ما الذي يمكن أن يؤدي إلى إبطاء قاطرة الإسكان الفاخر؟ الإجابة هي: "نقص المعروض".
يقول نيلسون: "يا لها من فرصة رائعة بأن تكون مطوّراً عقارياً! إذا كنت تبني مشروعاً للإسكان الفاخر يقدم عدداً كبيراً من الوحدات الجديدة في عام 2022، فأعتقد أنَّك ستتذكر هذه اللحظة بعد غضون خمس سنوات، وتقول، إنَّك كنت تفكر بشكل عبقري".
يضيف أنَّ هناك احتمالاً أن يتيح هذا المخزون الفرصة فقط عندما تصبح الأسعار مرتفعة للغاية، إذ يتعذر على مالكي المنازل تجاهل هذه الفرصة.
ويختتم بالقول: "السؤال هو: متى تتيح السوق الفرصة، ويتساوى العرض والطلب مرة أخرى؟". ويخلص إلى أنَّ مثل ذلك يطرح السؤال الآتي: "ما المدى الذي يمكن أن ترتفع إليه الأسعار إلى حدٍّ يقول معه شخص يمتلك عقارات عدة: الطلب مرتفع جداً، وقد حان وقت البيع؟".