شلهوب: كورونا قدّم دفعة غير متوقعة لقطاع السلع الفاخرة

time reading iconدقائق القراءة - 10
المصدر:

الشرق

في بدايات جائحة كورونا، اعتقد كثيرون بأن قطاع التجزئة وبالتحديد بيع المنتجات الفاخرة انتهى تماماً، لكن الواقع كان مختلفاً كلّياً. فمع وصول مستويات الادخار لأرقام قياسية وتغيّر أنماط الاستهلاك بسبب الإغلاقات المرافقة للجائحة، سرعان ما نما الطلب وتزايد الإنفاق في فئات كالسلع الفاخرة والسيارات والترفيه والإلكترونيات بشكل كبير.

بيانات "بنك أوف أمريكا" في نوفمبر أظهرت ارتفاع الإنفاق على الترفيه بنحو 4% مقارنة بمستويات ما قبل كورونا، واستمرار الإنفاق "المجنون" على السلع، بالإضافة لارتفاع الإنفاق على متاجر تحسين المنازل بنسبة 50% تقريباً.

مستهلك ما بعد الجائحة

عن ذلك، قال باتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة "شلهوب" في مقابلة مع "الشرق" إن المستهلك "بات يملك خيارات أقل لتوجيه إنفاقه، بالمقابل أصبح لديه فائض من المال يمكنه إنفاقه على السلع الفاخرة وتدليل نفسه"، مضيفاً: "أنا لا أستغرب ذلك أبداً، فقد رأينا تاريخياً أن هذا ما يحصل بعد الأزمات، حيث يرغب المستهلكين بمكافئة انفسهم عبر شراء سلع جديدة".

ارتفاع الأسعار.. إلى متى؟

هذا "العطش الاستهلاكي"، على حد وصف شلهوب، وارتفاع الطلب على سلع بعينها ساهم في تفاقم مشاكل غير مسبوقة في سلاسل التوريد حول العالم، والتي بدورها ساهمت في تغذية ارتفاع التضخم وأسعار السلع لمستويات هي الأعلى منذ عقود.

يرى شلهوب أن ارتفاع أسعار السلع في الفترة الماضية كان مرتبطاً بشكل أساسي بزيادة التكلفة اللوجستية للسلع، متوقعاً أن تستمر مشاكل سلاسل التوريد بالتأثير على الأسعار، لكن من المحتمل أن تبقى أسعار السلع ثابتة في الفترة القادمة.

إلى ذلك، فإن تغير أنماط المستهلك باتت أيضاً تساهم برفع تكلفة السلع، حيث بات المستهلكون انتقائيون أكثر من أي وقت، وأصبحت هناك معايير كثيرة يتطلع إليها المستهلك مثل المعايير البيئية والجودة والخدمات التي تتسم بالتواصل الإنساني، مضيفاً: "نحن نجري إحصاءات مع المستهلكين ونرى أنهم يتوجهون بشكل أكبر نحو السلع التي تحمل معنى بالنسبة لهم، وتلك المتأكدين من جودتها.. المستهلكون اليوم متطلبون أكثر بكثير مما سبق".

الابتكار.. مفتاح النجاح للتجزئة

خلص بحث أجراه البنك المركزي الأوروبي أواخر عام 2021 إلى أن تفضيلات المستهلك تغيرت إلى الأبد بعد الجائحة، التي غيرت طريقة التسوق وأعطت دفعة هائلة للتجارة الإلكترونية والابتكار في هذا المجال. كما أخذت مجالات حديثة مثل الأزياء الافتراضية والسلع المرتبطة بالرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) دفعة كبيرة.

يقول شلهوب: "بدأ تطبيق التقنيات الافتراضية "ميتافيرس" في دول الخليج العربي بالفعل، وهو مجال يجذب المستهلكين خاصة من الأعمار الأصغر سناً، إنه مجال جديد جداً علينا جميعاً".

كما أعطت الجائحة دفعة للسلع الفاخرة المستعملة وإعادة التدوير للسلع عموماً بشكل كبير. ففي خضم الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا، أعلنت دار "سوثبي" للمزادات أن قيمة مزايدات الشركة الإلكترونية عبر الإنترنت بلغت في عام 2020 مبلغ 285 مليون دولار، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف المزايدات الإلكترونية خلال عام 2019. بينما قالت "كارولين إرفين" وهي رئيسة التجارة الإلكترونية بقسم مجوهرات "كريستي"، أن الدار الشهيرة لبيع السلع الفاخرة شهدت في آخر شهرين من عام 2020 زيادة بنسبة 200% في عدد المبيعات عبر الإنترنت.

بحسب شلهوب، "بات المُستهلكون أكثر ارتياحاً لشراء الأغراض المُستعملة عبر الإنترنت. ونحن اليوم نرحب بهذا النمط وبالمشاركة بعملية التدوير الاقتصادية الموجودة، فنحن لا نرى فيها تهديداً لنا، بل على العكس نرغب بتبنيها". وهو يعتقد بأن التوجه نحو السلع المستعملة سيستمر في مستقبل عالم التجزئة، منوهاً على أهمية الالتزام في الشفافية في هذا المجال.

تصنيفات

قصص قد تهمك