بلومبرغ
يدرس العديد من أندية كرة القدم الإسبانية الانضمام إلى خطة مقترحة، من قِبَل ثلاثة من أكبر فرق البلاد، بهدف استبدال الاتفاقية التي توصلت إليها رابطة الدوري الإسباني "لاليغا" (LaLiga) مع صندوق "سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners)، لضخ ما يقرب من ملياري يورو (2.3 مليار دولار)، وفق تصريحات المصرفي الذي رتّب الصفقة البديلة.
قال أنس لاغراري، الشريك في شركة "كي كابيتال" (Key Capital)، في مقابلة شخصية: "ما فهمته أن كثيراً من الأندية لديها شكوك، وبعضها اتخذت فعلاً قرارها بعدم الانضمام إلى مشروع (سي في سي)".
أرسل كل من "ريال مدريد" و"برشلونة" و"أتليتيك بيلباو" خطاباً الخميس الماضي إلى جميع الأندية من الدرجة الأولى والثانية، يتضمن ملخصاً لخطة لتأسيس شركة ذات غرض خاص لجمع ملياري يورو في صورة ديون، وتوزيع هذه الأموال على الأندية بنفس النسب التي تم التفاوض عليها في صفقة "سي في سي".
سوف تقوم الأندية بعد ذلك بسداد 115 مليون يورو سنوياً لمدة 25 عاماً من إيرادات البث الإعلامي.
قال "لاغراري": "ما نفعله هنا، وما كنا نقوم عليه هو استبدال مصدر الأموال، لا كيفية استخدامها. ليس لدينا أي مشكلة من استخدام الأندية لهذه الأموال بنفس الطريقة المتفق عليها في صفقة (سي في سي)، هذا الاقتراح له منطق، وهو أقل تكلفة من صفقة (سي في سي)".
تعجب "لاغراري" قائلاً: "إنني أتساءل ما هو الدافع وراء دفع الأندية إلى حافة الهاوية بصفقة عالية التكاليف، قد تضعف قدرتها فعلاً على المنافسة مستقبلاً".
تُلقي المشروعات المتناقضة ضوءاً على المعركة الدائرة بين مدريد وبرشلونة، أنجح أندية البلاد، وصاحبي الوزن الثقيل على مستوى أوروبا، من جانب، ورابطة "لاليغا" التي تدير أهم فريقين في إسبانيا.
برز ذلك الشقاق الذي ظل في حالة غليان تحت السطح لفترة طويلة، حول كيفية حماية وتعزيز الثروة الرياضية، إلى المقدمة عند تأسيس "دوري السوبر الأوروبي"، الذي تم تعليقه حالياً بسبب الانتقادات الدولية.
ستاد برنابيو
سيتم ترتيب الصفقة بطريقة الاكتتاب الخاص بهدف جمع ملياري يورو في صورة قروض، تُستحق بعد 25 عاماً، ودون ضمانات، عدا أولوية السداد. و ستقوم رابطة "لاليغا" بسداد مستحقات هؤلاء الدائنين أولاً، ثم تعيد توزيع بقية الأموال على الأندية. وتستهدف الصفقة في معظمها مستثمرين من الولايات المتحدة، مثل شركات التأمين وصناديق التقاعد، وفق تصريحات "لاغراري".
وأضاف "لاغراري": "بالأساس، يوجد نص يفرض على الفريق أولوية سداد مستحقات الشركة، التي ستتكون لتوفير التمويل لهذه الأندية، وذلك قبل توزيع ما يتبقى من إيرادات حقوق البث التليفزيوني"، موضحاً أن هذه الشروط هي نفسها التي طبقت في تمويل إصلاح ستاد "برنابيو" التابع لنادي ريال مدريد ومشروع "دوري السوبر الأوروبي".
وأبدت شركة "كي كابيتال" والمرتبطون بها استعدادهم للتفاوض مع أي شخص. وتابع "لاغراري": "أننا مستعدون لأي شخص يرغب في الاستزادة بالمعلومات على مستوى النادي أو مستوى الفريق"، حتى يكون الباب مفتوحاً لدخول مزيد من البنوك في الصفقة، التي تشمل حالياً بنوك "جيه بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"إتش إس بي سي". وأشار إلي أن بنوكاً أخرى، من بينها بنوك إسبانية، قد تنضم إلى الصفقة مستقبلاً.
مصالح أنانية
وشنت رابطة كرة القدم في إسبانيا هجوماً مضاداً على محاولة إفشال الصفقة، التي توصلت إليها مع شركة "سي في سي".
و في خطاب موجه إلى الأندية الإسبانية اطلعت عليه "بلومبرغ"، قال خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني "لاليغا": "إنها محاولة أخرى لكسر الإجماع بهدف وحيد هو استمرار المصالح الأنانية للأقلية، والحفاظ عليها في مواجهة المصلحة العامة للأغلبية".
وقالت "لاليغا" أيضاً إنه يستحيل على كثير من الأندية الوفاء بالتزاماتها المالية لأن هذا التمويل يتم عن طريق الديون، وأكد متحدث باسم "لاليغا" أن الخطاب تم إرساله للأندية.
وفق مشروع "سي في سي"، سوف تمتلك شركة الاستثمار المباشر حصة بنسبة 10% في الكيان الجديد، الذي سيستحوذ على أنشطة "لاليغا" وعلى حقوق البث الإعلامي للأندية لمدة 50 عاماً.
في مقابلة شخصية، قال خافيير غوميز، مدير عام مؤسسة "لاليغا": "لا تحتاج الأندية إلى اتفاق حتى تقبل صفقة (سي في سي)، لأنها قروض على حقوق الملكية، لذلك فهي قروض ثانوية تابعة، ولا تقدم فيها ضمانات".