كيف يؤثر التضخم على المتقاعدين؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
رجل يصطاد في نهر - المصدر: بلومبرغ
رجل يصطاد في نهر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

- مقال رأي

للتضخم تأثير كبير على حياتنا المالية. فبعد أكثر من 18 شهراً من الاضطرابات المرتبطة بالوباء، أصبح المتقاعدون على مستوى العالم قلقين إلى حد ما بشأن خططهم التقاعدية. ومع ذلك، فإن الحذقون فقط هم الذين يناقشون هذه المخاوف مع مستشاريهم الماليين. تستخدم الحكومة الفيدرالية الأمريكية أيضاً التضخم كمعيار عندما تقرر رفع حدود المساهمة لخطط المعاشات التقاعدية المؤهلة أو مزايا الضمان الاجتماعي الشهرية.

يؤثر التضخم على قدرتك على العيش بشكل جيد خلال سنوات تقاعدك، إذ إن قيمة معاشك التقاعدي تتآكل سنوياً بسبب التضخم. وبالتالي، إذا ارتفعت قيمة محفظتك 4% وبلغ التضخم 2%، فإن معاشك التقاعدي يكون قد ارتفع 2% فقط بالقيمة الحقيقية.

بالنسبة للمتقاعدين، يعد الشاغل الرئيسي هو كيف سيؤثر التضخم على كيفية إنفاق أموالهم على احتياجات مهمة مثل الرعاية الصحية التي هي الأولوية القصوى لجميع المتقاعدين على مستوى العالم. ونظراً لأن التضخم يقلل من القوة الشرائية للمتقاعدين، فإن هذا صحيح حتى لو ظل التضخم منخفضاً، حيث إن كبار السن هم أكثر عرضة من صغار السن لإنفاق الأموال على الرعاية الصحية التي تميل إلى أن تصبح أكثر تكلفة سنوياً.

وفي حين قد لا يستطيع كبار السن التأثير بشكل مباشر على معدل التضخم، بإمكان المتقاعدين الحد من آثاره الجانبية. وهناك طرق لتقليل الظل الذي يلقيه التضخم على تقاعدهم. على سبيل المثال، يؤثر السكن، والسفر، ورعاية الأبناء البالغين أيضاً على إنفاق كبار السن. ويعد خفض تكاليف السكن خطوة في الاتجاه الصحيح. سيؤدي استبدال منزل أكبر بآخر أصغر -حتى بعد سداد الرهن العقاري- إلى تقليل النفقات الشهرية لضرائب الممتلكات، والتأمين على المنزل، وتكلفة الصيانة. وهناك خطوة ذكية أخرى تتمثل في إضافة استثمارات عقارية إلى محفظتك التي من المرجح أن ترتفع مع ارتفاع التضخم، ومن الأمثلة على ذلك صناديق الاستثمار العقاري التي تدفع قسائم عوائد ربع سنوية، ويمكن أن توفر أرباحاً عند ارتفاع الأسعار.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد السندات في موازنة استثمارات الأسهم لأنها أكثر اعتدالاً، نظراً لارتفاع إمكانية التنبؤ بها، ولأنها تميل إلى تقديم عوائد مستقرة وثابتة. وهناك مزيج من أدوات الاستثمار التي قد تؤدي بشكل حسن في أوقات ارتفاع معدل التضخم مثل الأسهم المصرفية وصناديق الطاقة المتداولة في البورصة، أو أسهم النمو والذهب.

يمكن أن تكون تكلفة التضخم الإجمالية قاتلة للتقاعد، لكن لا يجب أن يكون كذلك بالنسبة لكبار السن الذين يأخذون الوقت الكافي لوضع خطة واقعية مع مستشار الاستثمار الخاص بهم لتلبية احتياجات الإنفاق الخاصة بهم.

وفي جميع الأحوال، يجب فحص الخطة والتحقق منها كمسودة للعميل الذي عليه أن يدرسها بشكل جيد كونها خارطة طريق أولية للاستثمار التقاعدي، ومراجعتها مع مستشار آخر في شركة أخرى. لا يجب على المتقاعد التوقيع على الخطة إلا بعد أن تُجاب جميع أسئلته. ويجب أن تكون رسوم الاستثمار والرسوم التشغيلية شفافة، إذ إنه يجب أخذها في الاعتبار في تكلفة رسوم الاستثمار.

يجب أن يكون الفهم الكامل للخطة واضحاً جداً بالنسبة للمتقاعد، ويتعين عليه طرح جميع الأسئلة التي تحتاج إلى توضيح دون الشعور بالحرج، حيث قد تكون هناك غرامات يجب تحملها لأي سبب، مثل عمليات السحب المبكر للأموال من الحساب. ومن ثم، يجب فهم تركيبة المحفظة، ومكون المخاطر، ومقدار الدفع المضمون، وما هي مدة وتكرار حدوث المدفوعات لتغطية نفقات المعيشة. يمكن للاستثمارات أن تساعد في التخفيف من وطأة التضخم.

يذكر أنه ليس هناك ما يضمن أن سوق الأسهم ستستمر في النمو، بل قد تنخفض وتصحح الأسعار فيها بشكل كبير. وبالتالي، لا تضع كل بيضك في سلة واحدة، لأن التنويع هو أولوية لتقليل المخاطر.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان
الآراء الأكثر قراءة