يعتمد التفوق العسكري الأمريكي على الحفاظ على قوة قتالية متحفِّزة وعالية الأداء، وقد تعتقد أنَّه أمر بديهي- ومن المفترض بالتأكيد أن يكون كذلك- لكن ذلك
لايتطابق مع حقيقة ملحوظة، وهي أنَّ أعداداً كبيرةً من الجنود في الخدمة الفعلية يكافحون لإطعام عائلاتهم.
لا يجمع البنتاغون بيانات شاملة عن انعدام الأمن الغذائي، لكنَّ الدراسات المسحية الحديثة على أفراد الجيش تشير إلى أنَّ المشكلة مستمرة، وستواصل النمو على الأغلب، ووجد مسح أُجري في عام 2019 على 7800 عضو من الأسر العسكرية أنَّ 12.5% عانوا من انعدام الأمن الغذائي -وفقاً لتعريف الحكومة الفيدرالية- مقارنة بـ10.5% من جميع الأسر الأمريكية. وفي عينة أصغر من أسر الجيش العام الجاري؛ ارتفع الرقم إلى أكثر من 20%.
وخلُصت دراسة منفصلة على حوالي 6000 جندي في الخدمة الفعلية إلى أنَّ 33% يعانون من انعدام "هامشي" - أي أنَّهم واجهوا بعض عدم اليقين على الأقل بشأن قدرتهم على شراء الغذاء - مقارنة بـ17.9% من السكان بشكل عام.
تحويل القوات إلى فرائس
لكن كيف يكون ذلك ممكناً؟ يكسب المجندون الجدد أكثر - في المتوسط - من المدنيين أصحاب الدرجة التعليمية المشابهة، لكنَّهم يتزوجون ويحظون بأطفال في سنٍّ أصغر، وينتقلون كثيراً. لذلك يجد أزواجهم صعوبة في التمسُّك بوظيفة واحدة. وكان معدل البطالة قبل الوباء بين أزواج العسكريين أعلى ست مرَّات من المتوسط الوطني، ومن بين هؤلاء الذين يمتلكون وظيفة في بداية الأزمة، فقد 42% وظائفهم، ويواجه أفراد الجيش قيوداً على العمل في وظيفة ثانية لدعم دخولهم.
إنَّ مخاطر ومناضلة جنود الخدمة الفعلية هؤلاء لمقابلة الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم هو أمر مشين في حدِّ ذاته، كما أنَّه يهدد أمن الدولة، ويجعل القوات فريسة سهلة للقلق والاكتئاب، مما يضر بجاهزيتهم العسكرية، ويزيد الإنهاك، وهو بالتأكيد
لا يساعد في مجهودات الجيش لزيادة التجنيد. ويتعيّن على الكونغرس، وحكومة بايدن، وقادة البنتاغون العسكريين والمدنيين أن يعالجوا تلك المشكلة.
وقد تكون إزالة العقبات التي تمنع العائلات العسكرية من الحصول على المساعدة الفيدرالية بداية جيدة. هناك عدد قليل نسبياً من العائلات العسكرية قد سُجِّلوا حالياً في برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) - ليس لأنَّ قلة قليلة منهم يحتاجون إلى الدعم؛ ولكن لأنَّ العديد منهم يفشلون في التقديم، ولأنَّ البدل الأساسي للجيش للإسكان (BAH) يُحسب كدخل، ويرفع بعض الأسر التي تعيش خارج القواعد العسكرية فوق حد الدخل ذي الصلة.
ومن المفترض أن يموِّل البدل الأساسي للإسكان تكلفة إضافية محدَّدة، ولا ينبغي حسابه بهذه الطريقة. وينبغي أن يخطر الجيش أفراد خدمته بأهليتهم لدعم برنامج المساعدة الغذائية التكميلية، ومساعدتهم على الحصول عليه.
والأفضل من ذلك، رفع الأجور حتى لا يحتاج أفراد الخدمة منخفضي الدخل إلى دعم المساعدة الغذائية التكميلية في المقام الأول. لقد صوَّتت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مؤخَّراً لصالح دفع بدل احتياجات أساسية بخلاف الأجر العادي، وهو ما يمكن أن يعزز دخول 10200 أسرة عسكرية. لكنَّ الخطة تحتاج المزيد من العمل -وأحد الأسباب أنَّها ستنتهي في 2007، كما أنَّها تتضمَّن بعض التعقيدات غير الضرورية- لكن يتعيّن على الكونغرس البناء على هذه الفكرة وتعزيزها.
ويتحمَّل 1.3 مليون جندي في الخدمة الفعلية الأمريكية العبء الثقيل لحماية المواطنين. وأقل ما تدين به الدولة لهم في المقابل، هو الأمن الاقتصادي الأساسي لهم ولأسرهم.