بلومبرغ
قفز النحاس إلى أعلى مستوى له في سبع سنوات مع ظهور أثر التدافع على أصول النمو في أسواق المعادن، في حين هبط الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، وسط تزايد التفاؤل بنهاية وباء فيروس كورونا.
وواصلت سبائك الذهب التراجع دون 1800 دولار للأوقية، وأضاف النحاس على مكاسبه الممتدة منذ أربعة أسابيع نتيجة الرهانات على أنَّ اقتراب توزيع لقاحات كوفيد-19، سيدفع في اتجاه التعافي الاقتصادي. وتسلِّط هذه التحركات الضوء على اتجاه أوسع نحو الأصول الخطرة في نوفمبر في ظلِّ تحرُّك الأسهم العالمية نحو تسجيل شهر قياسي.
وكتب المحللون في "سيتي غروب إنك" بمن فيهم "آكاش دوشي"، في مذكرة مرسلة عبر البريد الإلكتروني: "تشير الارتفاعات القوية في أسعار السلع الصناعية، مثل النحاس إلى حدوث تحوُّل في المعنويات من تجنب المخاطر إلى الإقبال عليها"، وأضافوا أنَّ الذهب يواجه مساراً مجهولاً في 2021 مع تحسُّن آفاق النمو العالمي.
المعنويات الاقتصادية المرتفعة تمنح قوة للنحاس
وجاءت أحدث دفعة لشهية المخاطر خلال نهاية الأسبوع، عندما قال اثنان من كبار المسؤولين الصحيين في الولايات المتحدة أنَّ المصل سيتم توزيعه في الولايات المتحدة قبل نهاية العام. وفي أماكن أخرى، وارتفع مؤشِّر القطاع الصناعي في الصين إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات اليوم الإثنين. وتتخذ الدولة خطوات لتعزيز الاستهلاك المحلي لسلع، مثل السيارات والأجهزة المنزلية.
وكتبت شركة السمسرة الصينية "جينرو فيوتشرز كو Jinrui Futures Co" في مذكرة اليوم الإثنين: "إنَّ العوامل الاقتصادية الكلية تعزِّز تداولات النحاس، مضيفة أنَّ المعنويات متفائلة حقاً في الأسواق في الوقت الحالي، بسبب مزيج من أنباء اللقاحات، والتعافي الاقتصادي، والانتقال الرئاسي السلس في الولايات المتحدة".
وارتفع النحاس بنسبة 2.6% إلى 7692.50 دولاراً للطن، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2013، وتمَّ تداول المعدن عند 7622 في الساعة 11:20 صباحاً بتوقيت لندن، ويتجه إلى أكبر مكسب شهري منذ 2016.
وانضم الحديد الخام لموجة الصعود، وارتفعت العقود الآجلة في سنغافورة بنسبة 1.3% ،وتتجه لمكسب شهري بنسبة 11%، ووصلت الأسعار إلى 140 دولاراً للطن، وهو أعلى مستوى منذ بدء تداول العقود الآجلة في 2013، ولكن سرعان ما فقد بعض مكاسبه.
بوصلة الذهب
انخفض الذهب بنسبة 0.9% إلى 1771.01 دولار للأوقية، ويسير المعدن النفيس على مسار الشهر الرابع على التوالي من الخسائر، وهبطت الفضة بنسبة 1.6%.
ويعاني الذهب أيضاً بسبب عدول المستثمرين العام الجاري عن اقتناص الملاذات الآمنة، بسبب التصدُّعات الاقتصادية العميقة، والانتخابات الرئاسية الأمريكية المثيرة للجدل، ومع ذلك لا تزال العوامل المحابية للذهب قائمة، مثل السياسة النقدية شديدة التيسير، ومخاطر خروج التضخم عن السيطرة.
وقال "كارستن فريتش"، محلل في "كومرز بنك Commerzbank AG" في مذكرة عبر البريد الإلكتروني: "يعدُّ الضعف الحالي في الذهب ملحوظاً أكثر بالنظر إلى ضعف الدولار الأمريكي كذلك.. وبعد انخفاض الأسعار دون مستوى الدعم؛ 1800 دولار للأوقية يوم الجمعة؛ أصبحت الصورة التقنية أكثر كآبة، وهو بالتأكيد ما حفَّز المستثمرين قصيري الأجل على الانسحاب".