بلومبرغ
أُجبرت العديد من المؤسسات في جنوب إفريقيا، بينها أكبر الشركات في البلاد، على تعليق عملياتها بعد أن شهدت مناطق مختلفة بعض أسوأ الاحتجاجات منذ انتهاء حكم الأقلية البيضاء، إذ قام مثيرو الشغب بإحراق الشاحنات، وسرقة المتاجر.
وقد أغلقت أكبر أربعة مصارف في البلاد، بينها "ستاندارد بنك غروب"، و"فيرست راند"، كل فروعها في إقليم "كوازولو ناتال"، مركز الاحتجاجات العنيفة، وفي إقليم "خاوتينغ"، مركز الثقل الاقتصادي لجنوب إفريقيا، بحسب ما أفادت به الشركتان في ردٍّ على الأسئلة عبر البريد الالكتروني.
كما أغلقت متاجر "ماسمارت هولدينغز" المملوكة لشركة "ولمارت"، وعمالقة الاتصالات "فوداكوم"، و"أمتي إن غروب" فروعها، في حين تستمر الأخيرة في تشغيل مركز الاتصال الرئيسي التابع لها بأقل سعة.
وأغلقت سلسلة صيدليات "ديس – كيم" فروعها كافة في "كوازولو ناتال"، مما تسبَّب في عرقلة فحوصات كورونا وتوزيع اللقاحات، بحسب الرسائل النصية التي تلقَّاها الزبائن.
وأغلقت المتاجر الصغيرة في وسط مدينة جوهانسبرغ أبوابها مع انتشار مرتكبي أعمال السلب والنهب في الشوارع، فيما أغلق مركز التسوق الراقي "روزبانك" الواقع قرب المركز المالي في "ساندتون" مبكِّراً كإجراء احترازي.
أعمال عنف
ويطالب أصحاب المؤسسات السلطات بوضع حدٍّ لأعمال العنف التي تصاعدت إثر اعتقال الرئيس السابق جاكوب زوما، الأسبوع الماضي، ودفعت الجيش إلى الانتشار من أجل دعم الشرطة.
وكانت أعمال السرقة والتدمير قد أدت إلى إفراغ رفوف المتاجر، وإغلاق الطرقات الرئيسية في البلاد، ومن بينها الطريق السريع "إن 3" الرابط بين مدينة دوربان الساحلية ومدينة جوهانسبرغ.
ولقي ستة أشخاص حتفهم حتى الآن في أعمال الشغب بحسب بيان صادر عن الشرطة.
وقالت ترودي ماكايا، مستشارة الرئيس سيريل رامافوزا، للشؤون الاقتصادية في ندوة عبر الإنترنت نظَّمها البنك الدولي: "نبذل كل ما بوسعنا من أجل التخفيف من الاضطرابات".
وأضافت: "بالطبع، يبدأ ذلك مع اعتقال المجرمين، والتدخل في البؤر الساخنة التي تشهد تحديات".
معاناة الاقتصاد بسبب كورونا
وجَّهت أعمال العنف ضربة إضافية إلى المؤسسات التي تنازع أصلاً في ظلِّ القيود المفروضة في جنوب إفريقيا لمواجهة انتشار عدوى فيروس كورونا، التي جرى تشديدها نهاية الشهر الماضي، في ظلِّ الموجة الوبائية الثالثة التي تجتاح البلاد، وتمديدها يوم الأحد.
كما أنَّ أعمال العنف تعرقل مساعي إعادة تنشيط الاقتصاد الذي عانى العام الماضي من أسوأ تقلُّص له منذ قرن من الزمن.
و أعلنت هيئات إدارة قطاع الكحول أنَّ متاجر الكحول عرضة للاستهداف بشكلٍ خاص من قبل مثيري الشغب، بعد حظر مبيعات المشروبات الكحولية كافةً لأكثر من أسبوعين في إطار إجراءات احتواء الوباء.
وقال شون روبنسون، رئيس رابطة تجار الكحول في جنوب إفريقيا، إنَّ "العديد من أعضائنا الذي يعانون أصلاً من ضرر شلِّ سيولتهم النقدية نتيجة حظر المبيع، فقدوا حالياً مخزون محَالهم بالكامل بتكلفة مئات الملايين من الراند".
وأضاف: "الأمر مقلق جداً، كما أنَّ الاستمرار في تمديد حظر البيع يزيد من خطر السلوك الإجرامي".
قلق في بورصة جوهانسبرغ
في غضون ذلك، سعت بورصة جنوب أفريقيا للحدِّ من خسائرها، إذ يراقب المستثمرون عن كثب الاحتجاجات، في حين ألقى تمديد الحظر المتشدد الهادف لاحتواء الفيروس بثقله على المعنويات.
وقد سجل مؤشر الأسهم الإفريقية (FTSE/JSE Africa All Share Index) ارتفاعاً بنسبة 1.4% عند الإغلاق في جوهانسبرغ، فيما هبط مؤشر تجار التجزئة (FTSE/JSE Retailers Index) بنسبة 1.1%.
وقال ميشال سانتانجيلو، من شركة "إندبندت سيكوريتز" في جوهانسبرغ: "بالتأكيد المزاج قاتم أكثر اليوم في بورصة جوهانسبرغ".
وأضاف أنَّ "الأسهم المرتكزة في جنوب إفريقيا هي الأكثر عرضة للضغوط، وكذلك الراند. على الأرجح، المستثمرون ليسوا قلقين جداً تجاه الأحداث التي حصلت مؤخراً، ولكنَّهم ليسوا متفائلين جداً أيضاً".