بلومبرغ
انخفضت أسعار المواد الغذائية عالمياً للمرة الأولى خلال عام، ولربما يرفع ذلك شيئاً من أحمال المستهلكين ويخفف من الضغوط التضخمية.
انخفض مقياس الأمم المتحدة لتكاليف الغذاء بنسبة 2.5% في يونيو، متدنياً من أعلى مستوى في 9 سنوات، وهذا أول انخفاض منذ مايو 2020. حيث تراجعت أسعار الزيوت النباتية والحبوب خلال يونيو، معوضة ارتفاع أسعار اللحوم والسكر.
كانت تكلفة الحبوب واللحوم والزيوت النباتية -وهي مكونات تصب في عدد لا يحصى من مواد البقالة- قد ارتفعت هذا العام بدفع من واردات كبيرة إلى الصين ومن إعادة فتح الاقتصادات، إضافة إلى مساهمة مخاطر الظروف المناخية على المحاصيل.
قد يؤدي تراجع أسعار المواد الغذائية في الشهر الماضي إلى تقليل مخاطر التضخم، سواء بالنسبة للبنوك المركزية التي تواجه ضغوطًا لتضييق إجراءات التحفيز، أو الدول الفقيرة التي تعتمد بشكل كبير على الواردات لإطعام سكانها.
اقرأ أيضاً: الوقود الأخضر يثير المخاوف من تضخم أسعار الغذاء
رغم ذلك، يتحرى المؤشر التكاليف على مستوى المواد الخام ويستغرق الأمر وقتاً حتى تصل تغييرات الأسعار إلى أرفف المتاجر. كما ارتفعت تكاليف الشحن، مما أدى إلى تعقيد تجارة منتجات مثل السكر، وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي أن تصل فاتورة الواردات الغذائية عالميا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في 2021.
المدى المتوسط الى الطويل
قال عبد الرضا عباسيان، أحد كبار اقتصاديي "فاو"، عبر الهاتف: "لا أعتقد أننا سنرى تأثير هذا الانخفاض المعتدل على المستهلكين بالنظر إلى جميع العوامل الأخرى التي نعلم بوجودها".
قد يأتي شيء من الراحة للمستهلكين على المدى المتوسط إلى الطويل. أشارت توقعات حديثة من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن تباطؤ الطلب وزيادة الإنتاج قد يلجم أسعار المواد الغذائية في السنوات المقبلة. قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إنها تتوقع ارتفاع مخزونات الحبوب العالمية بنسبة 2.4% في 2021-2022، وهي أول زيادة في أربعة مواسم.
لا تزال أسعار الغذاء العالمية مرتفعة تاريخياً بنحو 34% على أساس سنوي.
تتوقف أسعار المحاصيل على الظروف المناخية في الأشهر المقبلة لتحديد ما إذا كان حصاد المحاصيل في أوروبا وأمريكا الشمالية ستكون كبيراً بما يكفي لتعويض المخزونات التي ترزح تحت ضغوط الاستجرار. الى ذلك، قال عباسيان إن الكثير سيعتمد أيضا على واردات الصين في الأشهر المقبلة، مستشهدا بتوقعات متزايدة لمخزونات الذرة في البلاد.
وفي بيان منفصل يوم الخميس، قال برنامج الأغذية العالمي إن خسائر الدخل خلال الوباء تؤدي أيضا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، مما يضيف إلى التحديات الناشئة عن ارتفاع الأسعار. وقال كبير اقتصاديي برنامج الأغذية العالمي عارف حسين: "ما فتئنا نواجه تحالفاً بين عوامل الصراعات والمناخ وكوفيد-19 يدفع مزيداً من الناس نحو الجوع والبؤس. والآن انضمت أسعار المواد الغذائية إلى ذلك الثلاثي المميت".