كيف ستساهم الرقمنة في خفض تكاليف وقود الطيران؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
عامل يرتدي بدلة أمن حيوي يقوم بتطهير طائرة - المصدر: بلومبرغ
عامل يرتدي بدلة أمن حيوي يقوم بتطهير طائرة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدى وباء فيروس كورونا إلى تسريع استفادة شركات الطيران من البرامج الرقمية، إذ تبحث شركات الطيران عن طرق كي تقللَّ من نقاط التواصل مع البشر. لكن هذه الدفع له أثر آخر أيضاً، فقد قللت من وزن المقصورة، مما يعني إمكانيات كبيرة للتوفير.

قال شركة سكوت للطيران الاقتصادي السنغافورية يوم الخميس، إنَّها ستقدم نظاماً ضمن الرحلات، يسمى "سكوت هاب"، ويسمح للعملاء بطلب خدمات الطعام، والمشروبات، ومشتريات السوق الحرة وغيرها من الخدمات من خلال هواتفهم المحمولة. ويُقدَّر أنَّ هذه الخطوة لن تقللَّ من استهلاك الورق بأكثر من 156 طناً مترياً فحسب، بل ستساهم في تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بأكثر من 41 طناً، وتوفير أكثر من 13 طناً من الوقود.

كما دفع انتشار فيروس كوفيد 19 بالخطوط الجوية البريطانية، لإزالة النسخ المطبوعة من مجلتها المميزة التي توزَّع أثناء الرحلات منذ أكثر من خمسين عاماً. وتتوَّر المجلة الآن للتحميل المجاني على الأجهزة الشخصية للمسافرين، مما ساعد الخطوط الجوية البريطانية على تخفيض وزن كبير، على حدِّ قول إنمارسات أفييشين.

وقال ديفيد كولي، نائب رئيس إنمارست أفييشين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: "مَنحَ الوباء لشركات الطيران الزخم اللازم لتفضيل الحلول الرقمية بشكل أكبر بكثير، كوسائل لتقليل نقاط التواصل الشائعة مع المسافرين، في حين أنَّ التقليل من الوزن يمثل فائدة إضافية".

وأيُّ شيء يقلل من التكاليف في قطاع الطيران الآن، هو شيء جيد. وتُعدُّ إدارة النفقات أمراً في غاية الأهمية لشركات الطيران التي تواجه الأثر الاقتصادي للوباء.

فقد قامت شركات الطيران بتسريح مئات الآلاف من الموظفين، ومن المتوقَّع أن تصل خسائر الصناعة الآن إلى حوالي 118.5 مليار دولار في عام 2020، وفقاً لبيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي.

أغراض السوق الحرة وأدوات المائدة

يعدُّ الوقود من أضخم التكاليف، وأكثرها تغيُّراً بالنسبة لشركات الطيران، ويشكِّل حوالي ربع التكاليف التشغيلية، ويُعرف وزن المقصورة بأثره الملحوظ على التقليل من هذه التكاليف.

في عام 2018، وفَّرت شركة "يوناتيد إيرلاينز هولدينغز" 290.000 دولار من تكاليف الوقود السنوية فقط من خلال استخدام ورق بوزن أقل لمجلتها التي توزَّع أثناء الرحلات. وفي مثال آخر موثَّق، قامت شركة "أمريكان إيرلاينز" بإزالة حبة زيتون واحدة من كل طبق سلطة، ووفَّرت 40.000 دولار.

كما مكَّن التقدُّمُ التكنولوجي شركات الطيران أن تتخلى عن قوائم الطعام، والمجلات، ولوحات مفاتيح أجهزة الترفيه في رحلاتها، التي قد يصل وزن كل منها إلى 6 كيلوغرامات، وفقاً لكولي. وتمثل الأغراض المعدَّة للبيع على متن الطائرة مجالاً آخر، يمكن لشركات الطيران تخفيف الوزن فيه، فبدلاً من ذلك سيتمُّ استخدام تطبيقات التجارة الإلكترونية، وخدمات التوصيل لتسليم المشتريات أثناء الرحلة بعد هبوطها على الأرض.

وأنهت شركة "فين إير أويج"، العمل بمبيعات السوق الحرَّة في وقت سابق من هذا العام، كما قامت بإزالة أدوات المائدة البلاستيكية لصالح بدائل أخف وزناً، وأكثر استدامة كجزء من عملها على تخفيف الوزن، لتوفِّر بذلك 20.000 دولار من تكاليف الوقود.

وقال فاسوديفان إس، شريك مجال الطيران في "كي بي إم جي" في الهند:" زاد فيروس كوفيد 19 من الحاجة لوسائل توفير النفقات، وسرَّع من استخدام التكنولوجيا بدون لمس"

وأضاف أنَّ من بين الطرق الأخرى التي يمكن لشركات الطيران اتباعها لتخفيف الوزن، تخفيف عدد أكياس دوار الجو، واستخدام عربات طعام أخف وزناً، وحمل الأطعمة والمشروبات التي تم طلبها مسبقاً فقط.

تصنيفات