
بلومبرغ
لم ترد الصين بشكل فوري على الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، ما يعد خروجاً عن المعتاد في الجولات السابقة عندما كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرفع الرسوم، فترد بكين خلال دقائق.
بعد نحو 4 ساعات من دخول ما يسمى بالرسوم الجمركية بالمثل التي فرضها ترمب حيز التنفيذ اليوم، لم تعلن الصين عن أي إجراءات انتقامية. يتناقض هذا مع ما حدث خلال فبراير ومارس الماضيين، حينما ردت الصين مباشرة بعد بدء تطبيق جولات الرسوم الأميركية السابقة.
بدلاً من ذلك، وفي حوالي الساعة 3 مساء بتوقيت بكين، أصدرت بكين وثيقة رسمية من 28 ألف حرف تتناول التجارة مع الولايات المتحدة الأميركية. كما أرفقت بها مستنداً يحتوى على أسئلة وأجوبة كررت فيها وزارة التجارة الصينية استعدادها للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية.
الصين تتعهد بالقتال حتى النهاية
في لهجة أقل ودية، أضافت الصين أن لديها الإرادة والوسائل لـ"القتال حتى النهاية"، محذرة من أن الولايات المتحدة الأميركية "ستجني ما زرعته".
حتى وقتنا هذا، كانت الصين والولايات المتحدة الأميركية عالقتين في دورة تبادل للرسوم الجمركية منذ وقت قريب بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. لم يتحدث الرئيس الأميركي بعد مع نظيره الصيني الرئيس شي جين بينغ بعد أكثر من شهرين من تنصيبه.
منح التأخير الظاهر في الرد الأسواق بعض الارتياح بعد تراجعها الأسبوع الحالي بسبب تصعيد الحرب التجارية. عوض مؤشر "هانغ سنغ" لشركات الصين خسائره بعد أن هبط بما يصل إلى 4.4% في تداولات الصباح الباكر.
ربما تصدر بكين ردها في وقت لاحق. من المتوقع أن يلتقي كبار قادة الصين في وقت مبكر من اليوم لمناقشة تدابير دعم الاستهلاك المحلي والأسواق المالية بعد الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، وفقاً لتقرير وكالة رويترز، نقلاً عن أشخاص لم تكشف عن هوياتهم.
انتظرت الصين أكثر من يوم قبل أن ترد على إعلان الرسوم الجمركية الذي أصدره ترمب الأسبوع الماضي، إذ جاء البيان الصيني في عطلة عامة بعد الساعة 6 مساء بتوقيت بكين الجمعة الماضية.
إلى جانب الرسوم الجمركية، تملك الصين مجموعة أدوات واسعة ومتنامية للرد على الولايات المتحدة الأميركية.
انتقام الصين
في الأسبوع الماضي، أعلنت بكين أنها ستفتح تحقيقاً في شركة أميركية وأدرجت شركات أميركية أخرى على "قائمتها للكيانات المحظورة"، ما يمنعها فعلياً من الشراء من الصين. كما فرضت الصين تراخيص على صادرات بعض المعادن الأرضية النادرة، وهو ما من المرجح أن يحد من الشحنات على المدى القصير ويجعل من الصعب على الشركات الأميركية شراؤها.
ربما تزيد من ذلك من خلال حرمان الشركات الأميركية من شراء المعادن الأرضية النادرة المنتجة في الصين، كما فعلت مع بعض المعادن الحيوية الأخرى العام الماضي. تتحكم الصين في معظم إنتاج ومعالجة مجموعة من المعادن الحيوية، وأظهرت على مدى الـ 15 عاماً الماضية استعدادها لاستخدام نقطة القوة هذه في النزاعات مع دول أخرى.
هذا الأسبوع، نشر مدونان مؤثران منشورات حول خيارات أخرى، من بينها حظر واردات الدواجن الأميركية، وتقليص واردات الخدمات، وتعليق التعاون في قضية الفنتانيل.
يمكن لبكين أيضاً استخدام أدوات أخرى مثل إضعاف العملة لجعل صادراتها أرخص، أو بيع حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية، رغم أن كلاً من هذين الإجراءين سيكون لهما عواقب سلبية خطيرة على الصين أيضاً.