الشرق
كشفت دراسة جديدة صدرت عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، أن إحلال السلام في ليبيا سيؤدي إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة تصل قيمتها الإجمالية إلى 162 مليار دولار حتى عام 2025، ليس فقط لليبيا، ولكن أيضا لدول الجوار.
أكدت الدراسة التي حملت عنوان "السلام في ليبيا: فوائد للبلدان المجاورة والعالم"، على أهمية التطورات الإيجابية الأخيرة التي تشهدها البلاد، والتي ستُترجم إلى ارتفاع في معدلات النمو الاقتصادي وزيادة في الاستثمارات وخلق فرص عمل داخل ليبيا وفي البلدان المجاورة، خاصة مصر وتونس والجزائر والسودان.
تشير الدراسة إلى أنه بحلول عام 2025، ستصل المكاسب الاقتصادية في مصر إلى حوالي 100 مليار دولار، وفي السودان إلى حوالي 22 مليار دولار، وفي تونس إلى حوالي 10 مليارات دولار، وفي الجزائر إلى حوالي 30 مليار دولار.
كما سيطرح السلام في ليبيا فرصا على الصعيد الدولي أيضا، إذ سيولد مكاسب اقتصادية للشركاء التجاريين الرئيسيين لليبيا، كإيطاليا وألمانيا وفرنسا وتركيا، حيث من المتوقع أن تصل المكاسب في هذه الدول إلى 13 مليار دولار، و7.5 مليار دولار و6 مليارات دولار و5.5 مليار دولار على الترتيب.
نمو اقتصادي وانخفاض البطالة
بحسب الدراسة، فإن إحلال السلام في ليبيا سيطلق جهود إعادة الإعمار، مما سيولد مكاسب اقتصادية كبيرة لليبيا والدول المجاورة في ضوء ارتباط اقتصاداتها بالاقتصاد الليبي.
وقال المشرف على فريق الدراسة، طارق العلمي، إنه من الممكن أن تنخفض البطالة في السودان بنسبة 14% حتى عام 2025، وبنسبة 9% في مصر و6% في تونس و2% في الجزائر.
يذكر أن "الإسكوا" أصدرت سابقاً دراسة بعنوان "الكلفة الاقتصادية للصراع في ليبيا" في ديسمبر 2020 حذرت فيها من تفاقم الخسائر الاقتصادية التي تسببت بها الحرب في ليبيا، حيث تضطلع الإسكوا في مشروع تحت عنوان "الحوار الاقتصادي والاجتماعي في ليبيا"، ليكون منبرا لليبيين، يطورون فيه رؤية جامعة ومتكاملة وعملية، للانتقال من مرحلة وقف النزاع إلى بناء السلام المستدام.
مؤتمر برلين الثاني
تأتي هذه الدراسة في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لعقد مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا في العاصمة الألمانية اليوم الأربعاء على مستوى وزراء خارجية الدول، بمشاركة الحكومة الانتقالية في ليبيا.
وأكدت الأمم المتحدة أن الاجتماع يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية/حقوق الإنسان منذ اجتماع برلين الأول والذي عُقد في يناير 2020، كما سيناقش المؤتمر ويتصدى للتحديات المتبقية في تنفيذ خارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي.