
بلومبرغ
قال رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، إن بلاده وشركاءها في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) سيرسلون مسؤولين إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء محادثات عقب فرض الرئيس دونالد ترمب رسوماً جمركية عالمية.
أوضح أنور في كلمته الافتتاحية أمام "مؤتمر آسيان للاستثمار 2025" في كوالالمبور: "قد لا نتمكن من إعادة النظر في قرار فرض هذه الرسوم، ولكن يمكن تعديل كيفية تنفيذ السياسة أو تطبيقها، حيث يتعرض النظام التجاري العالمي لضغوط شديدة، أكثر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث".
تضررت دول جنوب شرق آسيا بشدة من "الرسوم الجمركية المتبادلة" التي فرضها ترمب الأسبوع الماضي، على الرغم من أن تأثيرها يختلف حسب العلاقة التجارية لكل دولة مع الولايات المتحدة.
تواجه ماليزيا رسوماً بنسبة 24%، أما الرسوم الجمركية الأميركية على إندونيسيا فقد تم تحديدها عند 32%، وسيتم فرض رسوم على صادرات فيتنام بنسبة 46%. تم تحديد الرسوم الجمركية الأميركية على سنغافورة بنسبة 10%، في حين ستكون الرسوم على الفلبين بنسبة 17%.
ماليزيا هي الرئيسة الحالية لمجموعة "آسيان" المكونة من 10 دول في جنوب شرق آسيا. وقال أنور مطلع الأسبوع إن ماليزيا ستقود الجهود لتنسيق استجابة إقليمية من دول جنوب شرق آسيا تجاه الرسوم الجمركية الأميركية. وابتعد أنور يوم الثلاثاء قليلاً عن النسخة المكتوبة الموزعة من الخطاب عندما ذكر بشكل محدد دور "آسيان" في المحادثات مع الولايات المتحدة.
"الآسيان" تحاور واشنطن
قال أنور: "في إطار دبلوماسيتنا الناعمة القائمة على الحوار الهادئ- وقد نجحت في بناء هذا التوافق بين قادة الرابطة- سنرسل مع زملائنا في آسيان مسؤولينا إلى واشنطن لبدء عملية الحوار".
وأشار أنور إلى أن حجم التجارة الإجمالية في السلع لدى دول الرابطة يبلغ 3.5 تريليون دولار، ودعا أيضاً إلى مزيد من التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في آسيان، بما في ذلك تعزيز التوافق التنظيمي والعمل اللوجستي عبر الحدود والتواصل الرقمي.
استطرد أنور: "مع اجتياح وابل التعريفات الجمركية العالم بوتيرة سريعة وشديدة، نشهد تآكلاً في النظام العالمي. ولذلك، يجب على رابطة دول جنوب شرق آسيا الاعتماد بشكل أكبر على نفسها".
رسوم ترمب وتحديات أخرى
أوضح أنور، الذي شغل منصب وزير المالية الماليزي خلال الأزمة المالية الآسيوية 1997-1998 حتى فقد مكانته لدى رئيس الوزراء آنذاك مهاتير محمد، أن "رسوم ترمب الجمركية" ليست التحدي الأول للتعددية ولن تكون الأخير.
واختتم: "إذا استطاعت دول الآسيان الصمود، وأن تظل منفتحة وعملية ومتماسكة، فقد تكون من بين آخر المجموعات التي تؤمن بأن العالم يمكن أن يعمل بشكل أفضل إذا تعاونت الدول معاً".