
الشرق
أعلنت شركات استثمارية مملوكة للحكومة الصينية، وجهات تنظيمية، عن خطوات لحماية استقرار السوق وتعزيز ثقة المستثمرين، وذلك بعد الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقررت إدارة الدولة للتنظيم المالي، زيادة نسبة أموال التأمين المستثمرة في سوق الأسهم، كما رفعت الحد الأعلى لنسبة تخصيص أصول الأسهم، بالإضافة إلى زيادة دعم سوق رأس المال والاقتصاد الحقيقي، وفق "رويترز".
الخطوات التي أعلنت عنها الجهة التنظيمية المالية تشمل أيضاً، زيادة نسبة تركيز الاستثمار في صناديق رأس المال الاستثماري، فضلاً عن تعهدها بمواصلة "تحسين السياسات التنظيمية المتعلقة باستخدام صناديق التأمين لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، و"توجيه صناديق التأمين لزيادة استثمارات الأسهم في الصناعات الناشئة الاستراتيجية الوطنية".
الشركات الحكومية تتحرك أيضاً
الإدارة الحكومية ليست الوحيدة التي بادرت إلى اتخاذ إجراءات في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني بسبب الرسوم الأميركية، إذ أعلن صندوق "هويجين" الحكومي الصيني أنه سيلعب دور عامل استقرار للسوق، وسيتخذ إجراءات حاسمة عند الحاجة.
يوم الإثنين، تدخل "هويجين" التابع لمؤسسة الاستثمار الصينية، لدعم الأسهم المحلية التي تراجعت على خلفية مخاوف الرسوم الجمركية الأميركية.
وأضاف في بيان نقلته "رويترز" أنه يتمتع "بميزانية عمومية قوية، وسيولة وفيرة، وقنوات تمويل سلسة"، مشيراً إلى أنه سيزيد تخصيصه للأسهم الصينية كرأس مال طويل الأجل.
كما أعلن "بنك الشعب الصيني" (المركزي) دعمه لصندوق "هويجين" لزيادة حصصه في صناديق مؤشرات الأسهم، وأضاف في بيان أنه سيقدم دعماً لإعادة إقراضه عند الضرورة للحفاظ على سلاسة سير سوق رأس المال.
من جهتها، أعلنت شركة "تشاينا تشنغتونغ هولدينغز غروب" (China Chengtong Holdings Group)، وهي شركة استثمار مملوكة للدولة، أنها ستزيد استثماراتها في الأسهم وصناديق المؤشرات المتداولة لحماية استقرار السوق.
وأضافت في بيان نقلته وكالة "رويترز" أنها تخطط لضخ 80 مليار يوان (نحو 11 مليار دولار) في السوق، مع التركيز على أسهم الشركات الحكومية وشركات التكنولوجيا.
كما شددت على أنها "متفائلة بقوة" تجاه آفاق نمو السوق المالية الصينية، وستستخدم أدوات مثل برامج إعادة شراء الأسهم، لزيادة حجم حيازاتها.
تأتي هذه الخطوات بعد إعلان مماثل من شركة "تشاينا غوشين هولدينغز"، التي أكدت أيضاً عزمها شراء حجم مماثل من الأسهم، فضلاً عن إعلان شركة "تشاينا إلكترونيك تكنولوجي غروب" أنها ستكثف عمليات إعادة شراء الأسهم لتعزيز ثقة المستثمرين، من دون تحديد القيمة.
تهديد أميركي بزيادة الرسوم مجدداً
فرض الرئيس الأميركي رسوماً متبادلة على الصين، والتي ردت أيضاً بفرض رسوم انتقامية إضافية بنسبة 34% على الصادرات الأميركية. أثارت هذه الرسوم غضب ترمب الذي هدّد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الصين اعتباراً من 9 أبريل، إذا لم تسحب زيادتها الأخيرة للرسوم الانتقامية.
جاء تهديد ترمب في منشور غاضب على منصة "Truth Social"، قال فيه إن الصين أقدمت "أمس" على فرض رسوم انتقامية إضافية بنسبة 34% على الصادرات الأميركية، فوق ما وصفه بـ"رسومها القياسية طويلة الأمد، والدعم غير القانوني لشركاتها، والتلاعب الواسع بسعر صرف العملة".
وكتب ترمب: "رغم تحذيري، فرضت الصين رسوماً انتقامية جديدة. لذلك، إذا لم تسحب زيادتها البالغة 34% بحلول يوم غد، 8 أبريل، فإن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً إضافية بنسبة 50% على الصين اعتباراً من 9 أبريل".
وأضاف: "ستُعلق جميع المفاوضات الجارية مع الصين، وسنبدأ مباشرة محادثات جديدة مع دول أخرى مهتمة بإبرام اتفاقات تجارية معنا".
تلميح أميركي بالتفاوض مع بكين
في الوقت ذاته، لمح ترمب إلى إمكانية التفاوض مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، وقال في تصريحات للصحفيين، إن الرسوم التي فرضها على الصين قد تكون دائمة، كما أن المحادثات قد تكون كذلك أيضاً.
وأوضح أنه سيتحدث مع الصين، مشدداً على العلاقة "الرائعة" التي تجمعه مع نظيره الصيني شي جين بينغ. وتابع: "نأمل في التوصل لاتفاق معها، إذا حدث هذا الأمر فسيكون رائعاً، وإذا لم يحدث فلا بأس بذلك أيضاً".
وبشأن إمكانية تعليق الرسوم، أكد ترمب أن إدارته "لا تبحث ذلك الآن"، مشدداً على أن بلاده "تخسر تريليون دولار سنوياً لمصلحة الصين".