بعد زلزال ترمب.. الاقتصاديون يحذرون من انزلاق الاقتصاد الأميركي نحو الركود

كبير الاقتصاديين في "جيه بي مورغان": خطر حدوث الركود قائم بنسبة 60%

time reading iconدقائق القراءة - 4
شخص يعبر من أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية وقد زينت واجهتها الأعلام الوطنية للولايات المتحدة الأميركية، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شخص يعبر من أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية وقد زينت واجهتها الأعلام الوطنية للولايات المتحدة الأميركية، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

مع دخول التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب يومها الثاني، تزايدت مخاطر وقوع الاقتصاد الأميركي في فخ الركود، ما انعكس في تزايد التحذيرات من جانب كبار الاقتصاديين في وول ستريت.

أحد التحذيرات جاء على لسان بروس كاسمان، كبير الاقتصاديين في بنك "جيه بي مورغان"، الذي كشف في مذكرة للعملاء أن خطر حدوث ركود للاقتصاد الأميركي، وربما العالمي، خلال العام الجاري، قائم بنسبة 60% مقارنة بـ40% سابقاً، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ".

تسبب إعلان الرئيس الأميركي بفرض الرسوم الجمركية المتبادلة على كافة الدول، في زلزال اقتصادي حول العالم، وأشعل حرباً تجارية مع الحلفاء والدول الأخرى.

بحسب كبير الاقتصاديين في "جي بي مورغان" فإن هذه التعريفات الجمركية تمثل "أكبر زيادة ضريبية على الأسر والشركات الأميركية منذ عام 1968".

"ستكون هناك دماء"

أضاف كاسمان في المذكرة التي حملت عنوان "ستكون هناك دماء": "من المرجح أن يتفاقم تأثير هذه الزيادة الضريبية من خلال الردود الانتقامية، وتراجع ثقة الشركات الأميركية، والاضطرابات في سلاسل التوريد".

كان من المفترض أن يؤدي الإعلان عن التعريفات الجمركية وحسمها من قبل  ترمب إلى تقليل حالة عدم اليقين لدى الشركات، لكن على العكس، فقد عمّق ذلك من حالة الغموض، خاصة عقب قول ترمب على متن طائرة الرئاسة بعد ظهر الخميس، إنه منفتح على خفض التعريفات الجمركية إذا تمكن الشركاء التجاريون من تقديم شيء "استثنائي".

أحدث إعلان ترمب بالفعل اضطرابات في الأسواق المالية العالمية، وتراجع مؤشر "إس أند بي 500" مسجلاً أسوأ أداء يومي له منذ عام 2020.

وبحسب ما قاله كاسمان في مذكرته فإن "التنفيذ الكامل للسياسات المعلنة بمثابة صدمة كبيرة للاقتصاد الكلي لم يتم تضمينها حالياً في توقعاتنا"، وتابع: "لذلك، نُشدّد على أن هذه السياسات إذا استمرت، من المرجح أن تدفع الاقتصاد الأميركي وربما الاقتصاد العالمي نحو الركود هذا العام".

سيناريو متوقع

كاسمان لم يكن وحده الذي حذر من الركود، إذ كشف استطلاع أجرته "بلومبرغ" بعد الإعلان عن الرسوم، ترجيح 92% من الاقتصاديين خطر حدوث انكماش اقتصادي خلال العام الحالي، فيما قال 76% من بين 54 خبيراً شاركوا في الاستطلاع، إن فرض الرسوم واسعة النطاق يزيد فقط من حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسة التجارية بالنسبة لاتخاذ قرارات الأعمال.

تتوافق هذه النتائج مع مراجعات التوقعات الاقتصادية التي نشرتها عدة شركات في وول ستريت مساء الأربعاء ويوم الخميس، عقب إعلان ترمب. وحذر الكثيرون من احتمالية وقوع ركود وعودة معدلات التضخم إلى مستويات شوهدت خلال الجائحة، وقال بعضهم إن هذا السيناريو بات الآن هو القاعدة الأساسية في توقعاتهم.

فيما قالت كاثي بوسجانسيك، كبيرة الاقتصاديين في شركة "ناشيونال وايد ميوتشوال إنشورانس" إنه "لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن ما ستكون عليه معدلات الرسوم الجمركية النهائية على الواردات، ومدة سريانها". 

وأجمع كافة المشاركين في استطلاع "بلومبرغ" على أنهم بحاجة إلى مراجعة توقعاتهم بشأن النمو الأميركي نحو الانخفاض، وتوقعاتهم بشأن التضخم نحو الارتفاع بعد إعلان ترمب.

في الوقت نفسه، قال 58% من المشاركين إن هذه الرسوم زادت من احتمال أن يسعى الشركاء التجاريون بشكل أكبر هذا العام إلى التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يؤدي إلى إزالة معظم، إن لم يكن جميع، التعريفات الجمركية.

تحذيرات من صندوق النقد

من جهتها، حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا من أن الرسوم الأميركية المتبادلة تمثل خطراً كبيراً على الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل تباطؤ النمو.

ودعت في بيان إلى تجنب الخطوات التي قد تلحق ضرراً إضافياً على التعافي الاقتصادي، مناشدة الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين العمل معاً لحل التوترات وتقليل حالة عدم اليقين.

وأشار البيان إلى أن الصندوق سيعرض نتائج تقييمه الكامل في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، خلال اجتماعات الربيع لـ"صندوق النقد" و"البنك الدولي" هذا الشهر.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.