ماكرون يدعو شركات أوروبا لوقف استثماراتها في أميركا

شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة وجود "تضامن اجتماعي" في أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرد على التعريفات الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الاتحاد الأوروبي، من خلال دعوة الشركات في أكبر تكتل تجاري في العالم إلى وقف استثماراتها في الولايات المتحدة.

وقال ماكرون: "ما هي الرسالة التي سنرسلها إذا كان اللاعبون الأوروبيون الكبار الذين يستثمرون مليارات الدولارات في الاقتصاد الأميركي يفعلون ذلك في وقت تتعرض أوروبا لهذه الضربات؟ يجب أن يكون لدينا تضامن جماعي".

رغم وصفه لهذا الموقف على أنه مجرد "توقف مؤقت"، إلا أنه بدا تحذيراً من رئيس لآخر. يربط ماكرون وترمب تاريخ من التوترات، لكن كانت هناك أيضاً قنوات اتصال خلفية واضحة بينهما. ولقد استخدم ماكرون مزيجاً من الإطراء والصراحة في حواره مع ترمب على مدى الأيام والأسابيع وحتى السنوات الماضية، لكن يبدو الآن أن الأجواء الودية قد انتهت.

حين أعلن ترمب فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على واردات الاتحاد الأوروبي، أثار ذلك رد فعل فوري. كرّر ترمب تأكيداته بأن الاتحاد الأوروبي "مثير للشفقة" ويقوم باستغلال أميركا. ورد ماكرون على هذا الاستفزاز، لكنه تحدّث أيضاً عن الروح القتالية الجماعية للاتحاد الأوروبي في مواجهة الإهانة الاقتصادية الأميركية.

وقال ماكرون، متحدثاً قبل اجتماع مع ممثلي المجموعات الصناعية المتأثرة بالتعريفات: "ليس من المنطقي أن تستثمر الشركات الأوروبية هناك في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بضرب أوروبا".

تحديات أمام تنفيذ دعوة ماكرون

يتحمل الرئيس الفرنسي بعض المسؤولية في التوترات الأخيرة التي أدت إلى تراجع الأسهم الفرنسية. في المقابل، أكد ترمب مساء الخميس، أن تنفيذ خطته يسير بشكل "جيد جداً".

مع ذلك، سيكون من الصعب على الشركات الأوروبية التي تحقق مبيعات كبيرة في الولايات المتحدة الامتثال لنصيحة ماكرون، لأن عدم وجود موطئ قدم قوي لها هناك قد يجعل التعريفات الجديدة تُخرجها من السوق.

وفي الواقع، تجاوز ماكرون الحدود الجيوسياسية من قبل، عندما وصف حلف الناتو بأنه يعاني من "موت دماغي" في عام 2019، ويبقى أن نرى ما إذا كانت شركات مثل "إل في إم إتش مويت هينيسي لوي فيتون" ستستجيب لدعوته.

وذكر ترمب شركتي الملاحة الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA) وصانع السيارات "ستيلانتيس" (Stellantis NV) كأمثلة لشركات فرنسية استثمرت مؤخراً في الولايات المتحدة بفضله. وكانت شركة الشحن الفرنسية العملاقة قد أعلنت الشهر الماضي أنها ستستثمر 20 مليار دولار في الولايات المتحدة لتطوير البنية التحتية البحرية.

وفي عام 2023، بلغت قيمة الاستثمار الفرنسي المباشر في الولايات المتحدة حوالي 370 مليار دولار، ما يمثل نحو 7% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أميركا، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي.

فرنسا تضغط لتوسيع الرد الأوروبي

التقى الرئيس الفرنسي قادة الأعمال المتضررة من التعريفات الجمركية، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" غِيوم فوري، والرئيس التنفيذي لشركة "سافران" أوليفييه أندريس، ورودولف سعادة رئيس شركة الشحن "سي إم إيه سي جي إم".

وفي وقت سابق من يوم الخميس، كانت فرنسا تضغط على الاتحاد الأوروبي للرد على شركات التكنولوجيا الأميركية، وتوسيع الإجراءات لتشمل قطاع الخدمات، بحسب المتحدثة باسم الحكومة صوفي بريماس.

ويُصر ماكرون على أن الاتحاد الأوروبي يجب ألا يتردد في الرد بقوة على التعريفات الأميركية. كما طرح احتمال استخدام أداة مكافحة الإغراق الخاصة بالاتحاد الأوروبي، والتي تعد أقوى أسلحته، لاستهداف الخدمات الرقمية الأميركية وكذلك "آليات تمويل الاقتصاد الأميركي".

ويشكل ذلك تصعيداً واضحاً. لكن ماكرون، الذي يقضي ولايته الأخيرة في الحكم، يبدو مستعداً للمواجهة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.