بدء سريان رسوم ترمب الجمركية وسط خسائر تريليونية وهلع في الأسواق العالمية

تهدد الرسوم الجمركية الأميركية بمحو أكثر من نصف نقطة مئوية من معدل نمو الناتج الاقتصادي الفرنسي، كما ستعرقل الجهود الرامية إلى سد عجز الميزانية. وفق تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" نُشرت في وقت متأخر من يوم السبت.

قال بايرو: "مخاطر فقدان الوظائف ارتفعت للغاية، وكذلك خطر التباطؤ الاقتصادي وتوقف الاستثمار"، وأضاف أن قرار ترمب "خطيرٌ للغاية على فرنسا، بل إن ضرره أكبر على الولايات المتحدة".

وأضاف بايرو للصحيفة: "إن فرض هذه الرسوم الجمركية الهوجاء سيؤدي إلى أزمة عالمية.. إنه زلزال سيكون الأميركيون من بين أول ضحاياه".

تعهدت الصين باتخاذ إجراءات حازمة للدفاع عن اقتصادها، بعد يوم من فرض رسوم على السلع الأميركية وضوابط تصدير المعادن النادرة رداً على رسوم دونالد ترمب الجمركية.

أوردت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" يوم السبت أن بكين ستواصل اتخاذ "إجراءات حازمة" لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها الأخرى.

أعلنت حكومة الرئيس شي جين بينغ، يوم الجمعة، أنها ستفرض تعريفات جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات من الولايات المتحدة بدءاً من 10 أبريل، وهو ما يُعادل مستوى ما يُسمى بالتعريفات الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب على المنتجات الصينية. وأعلنت السلطات في بكين عن عدة إجراءات أخرى، بما في ذلك فرض قيود فورية على صادرات سبعة أنواع من المعادن النادرة

إجراءات الصين تأتي في أعقاب قرار ترمب زيادة الرسوم الجمركية على شركائه التجاريين العالميين بفرض أشد رسوم جمركية أميركية منذ قرن، مما وجه ضربة موجعة للأسواق العالمية. ومن شأن التعريفات الجمركية الأميركية المُعلنة هذا الأسبوع أن ترفع الرسوم على جميع المنتجات الصينية تقريباً إلى 54% على الأقل، مما قد يُعيق صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة.

قال إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا"، إنه يأمل في إنشاء نظام "خالٍ من الرسوم الجمركية" بين الولايات المتحدة وأوروبا من شأنه أن يخلق فعلياً "منطقة تجارة حرة"، وذلك خلال مشاركته في فعالية لرابطة الدول المستقلة في إيطاليا، وذلك بعد أيام من فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية أدت إلى انهيار الأسواق العالمية.

ماسك قال: "من وجهة نظري، ينبغي على كل من أوروبا والولايات المتحدة الانتقال، في الوضع الأمثل، إلى إعفاء تام من الرسوم الجمركية. هذا ما آمل أن يحدث".

أعلن ترمب يوم الأربعاء فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، في إطار سلسلة من التعريفات التجارية العالمية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تفضيله التفاوض للتوصل إلى تسوية، لكنه أكد الاستعداد للرد بإجراءات مضادة إذا لزم الأمر، بما في ذلك فرض رسوم جمركية خاصة به، وفرض ضرائب على الخدمات، واستهداف شركات التكنولوجيا الأميركية.

توقفت صفقات استحواذ وطروحات عامة أولية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، بعدما تسببت الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قلب الاقتصاد العالمي رأساً على عقب، ما فاقم تعقيدات سوق الصفقات التي كانت تواجه صعوبات أصلاً منذ بداية العام الحالي.

أوقفت كل من منصة بيع التذاكر "ستاب هاب هولدينغز" (StubHub Holdings)، وشركة المدفوعات الرقمية "كلارنا بنك" (Klarna Bank)، ومجموعة تكنولوجيا الإعلانات "إم إن تي إن" (MNTN)، وشركة التأمين "أتيغريتي سبيشالتي هولدينغز" (Ategrity Specialty Holdings) خططها لطرح أسهمها للاكتتاب العام، وفق أشخاص على دراية بالأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المعلومات.

أوقفت شركة صناعة السيارات البريطانية "جاغوار لاند روفر" شحنات سياراتها إلى أميركا بعد فرض حكومة دونالد ترمب الرسوم الجمركية.

الشركة، الواقع مقرها الرئيسي في كوفنتري، قررت تعليق الصادرات هذا الشهر في حين تبحث عن طرق لمعالجة الشروط التجارية الجديدة، وفق تصريحات متحدث باسم الشركة الإنجليزية يوم السبت.

فرضت الحكومة الأميركية تعريفات جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، ودخلت حيز التنفيذ يوم الخميس. وتعد خطوة "جاغوار لاند روفر" أحدث مثال على التداعيات العالمية لهذه السياسة، إذ تعيد شركات صناعة السيارات الأخرى النظر في استراتيجياتها التجارية.