السعوديات يقدن تحول سوق العمل مع بلوغ البطالة أدنى مستوياتها التاريخية

مشاركة النساء في سوق العمل تسجل رقماً قياسياً جديداً

time reading iconدقائق القراءة - 5
عاملات يعملن على خط لإنتاج المواد الغذائية في مصنع تابع لشركة المنجم السعودية، جدة، المملكة العربية السعودية (المصدر: شركة المنجم) - المصدر: بلومبرغ
عاملات يعملن على خط لإنتاج المواد الغذائية في مصنع تابع لشركة المنجم السعودية، جدة، المملكة العربية السعودية (المصدر: شركة المنجم) - المصدر: بلومبرغ
الرياض -طلال الصياح
المصدر:

الشرق

سجّلت البطالة بين المواطنات السعوديات انخفاضاً غير مسبوق بنهاية عام 2024، بالتزامن مع تراجع معدل البطالة العام بين المواطنين ذكوراً وإناثاً إلى أدنى مستوى في تاريخ المملكة.

اختتم معدل البطالة العام للسعوديين الربع الرابع من العام الماضي عند 7%، وهو ما يعادل المستوى المستهدف سابقاً ضمن "رؤية السعودية 2030"، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي تشهدها سوق العمل الوطنية.

ووفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء، فإن هذا المعدل يُعد الأدنى منذ بدء السجلات في عام 2021، ويعكس تراجعاً فصلياً وسنوياً متطابقاً بمقدار 0.8 نقطة مئوية.

انخفاض لافت في بطالة السعوديات

لكن التحسن لا يتوقف عند هذا الرقم، بل فيما يعكسه من تحول هيكلي عميق داخل الاقتصاد السعودي. فعلى مدى سنوات، كانت بطالة النساء واحدة من أبرز التحديات في سوق العمل السعودي، بفعل عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية معقدة. اليوم، تنخفض بطالة السعوديات إلى 11.9%، في أدنى مستوى لها على الإطلاق، بتحسن سنوي لافت بلغ 2 نقطة مئوية.

في المقابل، استمر معدل بطالة الذكور السعوديين في التراجع، ليسجل 4.3%، بانخفاض سنوي قدره 0.3 نقطة مئوية، في إشارة إلى استقرار الاتجاه العام في سوق العمل وتماسكه.

رقم قياسي في التوظيف بالقطاع الخاص

تحت سطح هذه الأرقام تكمن ديناميكيات جديدة. ففي عام واحد فقط، تم توظيف أكثر من437  ألف مواطن ومواطنة، بفضل تدخلات مباشرة من "صندوق تنمية الموارد البشرية –هدف"، الذي ضخ أكثر من 7.5 مليار ريال في التدريب والإرشاد المهني، في ما يمكن وصفه بأوسع تدخلات الصندوق في سوق العمل.

ولعل المؤشر الأكثر دلالة على عمق هذا التحول، هو قفزة السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى 2.45  مليون موظف وموظفة؛ وهو رقم لم يسبق تحقيقه في تاريخ المملكة. هذا النمو يعكس، ليس فقط فعالية سياسات التوطين، بل أيضاً تحوّل النظرة الاجتماعية تجاه العمل في القطاع غير الحكومي، خصوصاً بين فئة الشباب.

طموح بطالة 5%

معدل البطالة المحقق في الربع الرابع، والذي يبدو للوهلة الأولى مجرد دلالة إحصائية، يحمل في جوهره السعي لتحقيق أحد أكثر أهداف "رؤية 2030" طموحاً.

في تحوّل لافت في لغة الخطط الحكومية، أعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد الراجحي، في نوفمبر الماضي، عن تحديث لمستهدف البطالة ضمن "رؤية 2030"، مؤكداً خلال ملتقى ميزانية 2025 أن الهدف الجديد لمعدل بطالة السعوديين سيكون 5% بدلاً من 7%، في تعبير واضح عن طموحات أعلى وثقة متزايدة في المسار الإصلاحي.

وفي هذا السياق، أشارت الباحثة الاقتصادية ومستشارة التقنية في "إف إس إيه بي" (FSAB) للاستشارات فدوى البواردي إلى المبادرات التي تقودها المملكة  لتطوير الكوادر البشرية، على غرار "أكاديمية سوق العمل" و"تقرير استشراف المستقبل"، والتي تبشر بخفض أكبر لمعدلات البطالة مستقبلاً.  ونوهت في مقابلة مع "الشرق" بالتطوير الذي شهدته استراتيجيات التعليم في البلاد، والذي يساهم في سد فجوات المهارات وتعزيز التعلم. 

اتساع مشاركة السعوديات في سوق العمل

لكن التحول الأبرز ربما يكون على جبهة تمكين المرأة. فقد بلغت مشاركتهن في سوق العمل 36%، في الربع الرابع، بزيادة سنوية قدرها نقطة مئوية؛ متجاوزةً المستهدف السابق البالغ 30%، والذي تحقق مبكراً في عام 2022. لذلك، رفع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا المستهدف لمشاركة السعوديات في سوق العمل إلى 40%، في خطوة تعكس إيماناً متزايداً بدور المرأة كمحرك رئيسي للنمو.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.