
بلومبرغ
تأتي المساعي الأميركية لوقف إطلاق النار في البحر الأسود، والتي دفعت الكرملين إلى طلب تخفيف بعض العقوبات في المقابل، في وقتٍ تشهد صادرات المحاصيل من روسيا ارتفاعاً كبيراً، كما عادت الشحنات الأوكرانية إلى مستوياتها ما قبل الحرب تقريباً.
تُعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح والمنتجات الزراعية الأخرى في العالم، كما حافظتا على هيمنتهما على الأسواق العالمية بعد اضطراب قصير في أعقاب غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا مباشرة.
أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن المحادثات مع الجانبين في السعودية أسفرت عن اتفاقات "لضمان الملاحة الآمنة" في البحر الأسود. وأضاف أن أوكرانيا وروسيا اتفقتا أيضاً على منع استخدام الشحن التجاري لأغراض عسكرية.
ومع ذلك، قال الكرملين إن مشاركته ستعتمد على سلسلة من الشروط المسبقة، بما في ذلك تخفيف العقوبات على البنك الزراعي الروسي، والمنظمات المالية الأخرى المشاركة في تجارة الأغذية والأسمدة، وربطها بنظام المدفوعات الدولي "سويفت".
كيف أبلت الصادرات الأوكرانية؟
في يوليو 2022، توسطت الأمم المتحدة في اتفاق يسمح باستئناف تدفق التجارة من بعض موانئ البحر الأسود الأوكرانية. وبعد عام، انسحبت روسيا من هذا الاتفاق، ومنذ ذلك الحين حافظت أوكرانيا على ممر الشحن وقامت بحمايته من جانب واحد.
ورغم الهجمات على السفن والبنية الأساسية في ميناء أوديسا، إلا أن شحنات الحبوب عبر البحر الأسود تقترب من مستوياتها ما قبل الحرب.
صادرات القمح منذ بداية الموسم في يوليو 2024 حتى الآن بلغت 12.9 مليون طن، وفقاً لوزارة الزراعة الأوكرانية، وهو أقل من الموسم السابق. وبشكل عام، انخفضت شحنات الحبوب هذا العام جزئياً بسبب تراجع الإنتاج الناجم عن الطقس الجاف وبقاء أجزاء من البلاد تحت الاحتلال.
هل حافظت روسيا أيضاً على حصتها السوقية؟
تدفقات الحبوب الروسية كانت وفيرة، ويُتوقع أن تحافظ روسيا على صدارتها للدول التي تشحن القمح حول العالم للموسم الثامن، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. وأدى الإنتاج الوفير في السنوات الأخيرة إلى جعل محصول القمح في الدولة من بين الأرخص في العالم، ما دفع المشترين إلى التهافت على شراء الإمدادات.
كانت الصادرات قوية في بداية الموسم الحالي، لكنها تباطأت مع بدء تطبيق حصة التصدير السنوية. وفي الوقت الحالي، فإن التدفقات الخارجة مقيدة بسبب الروبل الأقوى والهوامش الضعيفة، وفقاً لشركة الاستشارات "سوف إيكون" (SovEcon). ومع ذلك، فإن الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي تعوقها التعريفات الجمركية التي تستهدف حظر استيراد المواد الروسية، ويأتي ذلك رغم أن روسيا لم تشحن كميات كبيرة إلى التكتل قبل الحرب.
ماذا عن الأسمدة الروسية؟
حافظت روسيا على حصتها الأكبر في سوق الأسمدة العالمية وكانت تتجه العام الماضي لتحقيق صادرات قياسية، وفقاً لجمعية منتجي الأسمدة الروس. ودفع هذا التفوق الاتحاد الأوروبي لمناقشة فرض تعريفات جمركية إضافية لتقليص عوائد الكرملين وتقليل الاعتماد على روسيا.
كيف يمكن للاتفاق أن يؤثر على التدفقات الزراعية؟
يمكن أن يؤدي الاتفاق إلى خفض كلفة الشحن عبر تقليص تكاليف التأمين على السفن ضد ممارسات الحرب.
أسعار إيجار سفن الشحن ارتفعت في أعقاب الحرب بسبب تصاعد تكاليف التأمين على السفن التي تبحر إلى مناطق محفوفة بالمخاطر.
قال سفين رينغباكن، المدير الإداري لجمعية التأمين المتبادل ضد مخاطر الحرب لأصحاب السفن النرويجية "DNK": "عندما تكون هناك هدنة متفق عليها، ويكون هناك تهديد أقل للأصول البحرية في تلك المنطقة، فإن ذلك سيؤدي إلى تخفيف أقساط التأمين المفروضة". وأضاف: "ولكن إذا وقع هجوم على السفن رغم الهدنة المتفق عليها، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي على مستوى أقساط التأمين".