صعود الوظائف الشاغرة في يناير يشير لقوة سوق العمل الأميركية

ارتفعت فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة في يناير، بينما انخفضت عمليات تسريح العمال وصعدت حالات الاستقالة، مما يشير إلى مرونة سوق العمل مع تولي إدارة ترمب السلطة.

زاد عدد الوظائف المتاحة إلى 7.74 مليون وظيفة مُقارنةً ببيانات ديسمبر المراجعة والبالغة 7.51 مليون وظيفة، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الشهرية التي نشرت يوم الثلاثاء. وكان متوسط ​​التقديرات في استطلاع أجرته بلومبرغ بين خبراء الاقتصاد توقع بلوغها 7.6 مليون وظيفة شاغرة.

ارتفاع الوظائف الشاغرة جاء بقيادة قطاعات الأنشطة المالية وتجارة التجزئة وصناعة البناء. وكان صعود عدد الاستقالات واسع النطاق.

وتظل فرص العمل المتاحة أعلى من متوسطات ما قبل الوباء رغم الاتجاه النزولي على مدى السنوات الثلاث الماضية، مما يشير إلى أن أصحاب العمل ما زالوا يتطلعون إلى التوظيف. وأظهرت تفاصيل مسح فرص العمل ودوران العمالة أن معدل التوظيف ظل دون تغيير في يناير، في حين انخفض معدل تسريح العمال إلى 1%، وهو أدنى مستوى منذ يونيو، وهو ما يظهر أن الاقتصاد الأميركي ظل في بيئة من التوظيف والتسريح المحدود.

وارتفع معدل ترك العمل، الذي يقيس النسبة المئوية للأشخاص الذين يتركون وظائفهم طواعية كل شهر، إلى 2.1%، وهو أعلى مستوى منذ يوليو، مما يخالف الانخفاض المتواصل السائد منذ 2022.

لكن البيانات تأتي متأخرة عن التقارير الأحدث التي أشارت إلى تباطؤ سوق العمل الشهر الماضي وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترمب. فقد ارتفعت طلبات إعانة البطالة المستمرة إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أعوام تقريباً في الأسبوع المنتهي في 22 فبراير، وأظهر تقرير الوظائف لشهر فبراير الذي نُشر يوم الجمعة أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.1%.

البيانات الأضعف وتراجع سوق الأسهم دفعت المستثمرين إلى المراهنة على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيميل لخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية ثلاث مرات هذا العام، وهو ما يزيد عن الخفضين اللذين توقعهما في ديسمبر. ومن المقرر أن يحدث مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي توقعاتهم في اجتماع السياسة النقدية المرتقب الأسبوع المقبل.

رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس:

أظهر تقرير مسح فرص العمل ودوران العمالة في يناير تحسناً مفاجئاً في سوق العمل، ولكننا نتعامل مع البيانات بحذر. فقد كان ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة مدفوعاً بالخدمات المالية وتجارة التجزئة، ولكن في الآونة الأخيرة، أعلنت شركات الخدمات المالية عن تسريح عدد كبير من الموظفين، وخفضت شركات أخرى توقعاتها للمستثمرين.

-المحلل الاقتصادي ستيوارت بول

ظل عدد الوظائف الشاغرة لكل عامل عاطل عن العمل، وهي النسبة التي يراقبها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عن كثب باعتبارها مؤشراً على التوازن بين الطلب والعرض على العمالة، دون تغيير عند 1.1 فرصة. وكانت هذه النسبة بلغت ذروتها في 2022، عند 2 إلى 1.