
بلومبرغ
يُتوقع أن تواجه بولندا عواقب في حالة فرضها ضريبة على شركات التكنولوجيا الكبرى، الأمر الذي حذر منه المبعوث الأميركي إلى وراسو. ما سيصعد حدة الخلاف بين الدولتين.
أوضح وزير الشؤون الرقمية كشيشتوف غافكوفسكي لإذاعة "راديو زت" الثلاثاء أن الحكومة لا تعتزم التراجع عن فرض الضريبة، ووصف التدخل الأميركي بأنه "سافر". ومن جهته، قال توم روز، الذي عينه الرئيس دونالد ترمب سفيراً جديداً للولايات المتحدة في بولندا، في منشور على منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً) الاثنين، إن الضريبة المرتقبة تمثل خطوة "لا تتسم بالذكاء الشديد".
ونوَّه المبعوث أن الضريبة الجديدة ستؤثر على العلاقات بين الدولتين، وأن الرئيس الأميركي "سيرد بالشكل المناسب".
تصاعد التوترات
أشار غافكوفسكي إلى أن الضريبة على شركات التكنولوجيا الكبرى ستحقق إيرادات إضافية للموازنة ستتراوح ما بين مليار زلوتي (258 مليون دولار) و3 مليارات زلوتي سنوياً، وأنه ينبغي أن تكون الخطة جاهزة خلال شهور.
وأكد لـ"راديو زت" أنه "لا يحق لأي شخص- سواء كان سفيراً أو سياسياً أو حتى رئيس شركة كبرى- أن يفرض أي شيء على الحكومة البولندية"، وأن الضريبة لا تستهدف قطاع التكنولوجيا الأميركي، بل الشركات الأجنبية التي تحقق أرباحاً في بولندا. وأضاف: "هذا تدخل سافر، يقوض أسس الديمقراطية".
يفاقم الخلاف التوترات التي حدثت في الآونة الأخيرة بين الحكومة في وارسو وإدارة ترمب. وفي يوم الأحد، وقعت مشادة بين وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي وإيلون ماسك على منصة "إكس" بشأن استخدام أوكرانيا لنظام "ستار لينك" (Starlink) لتقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابع للملياردير.
انضم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت لاحق في المشادة، وقال لسيكورسكي إنه ينبغي على بولندا "تقديم الشكر، لأنه من دون (ستارلينك) كانت خسرت أوكرانيا الحرب منذ فترة طويلة، ولوصلت القوات الروسية إلى الحدود مع بولندا في الوقت الحالي".
استثمارات أميركية في بولندا
يأتي توتر العلاقات بين البلدين بعدما أصبحت بولندا من أكبر مشتري الأسلحة الأميركية، وأحد أكبر أعضاء حلف "ناتو" من حيث نسبة الإنفاق العسكري إلى الناتج الاقتصادي.
وقع اختيار الحكومة السابقة على شركات أميركية لبناء أول محطة طاقة نووية في بولندا، بينما وصل مستقبل إنشاء المحطة التالية إلى منعطف خطير وسط منافسة فرنسية للفوز بالصفقة.
أعلنت حكومة رئيس الوزراء دونالد توسك الشهر الماضي عن اتفاقيات مع "ألفابت" و"مايكروسوفت" لزيادة الاستثمارات في البلاد.