يبدو تعافي سوق العمل أفضل في 2023 و2024، مع ذلك ينبغي كبح توقعات العام الجاري قليلاً، ويأتي أفضل دليل على النظرة المتفائلة من مكان مفاجيء: المراهقين.
بدد أحدث تقريرين للوظائف الأمل، بأننا يمكن أن نضيف ملايين الوظائف أو أكثر خلال شهور قليلة على التوالي، وهو ما يعني أن التعافي لحالة العمالة الكاملة المشهودة قبل الوباء سيستغرق وقتاً أطول مما اعتقدنا.
انتعاش توظيف المراهقين
ولكن اتجاهات التوظيف المنتعشة بين المراهقين، تشير إلى أنه خلال السنوات القليلة المقبلة، قد يُترجم الطلب القوي على العمالة إلى مستويات من مشاركة القوة العاملة أعلى من تلك المشهودة في أواخر العقد الماضي.
والأمر الذي يجعل التوظيف بين المراهقين مفيداً للدراسة في الوقت الحالي، هو أن المراهقين أقل تأثراً من أي فئة سكانية أخرى، بالعوامل التي تعيق معروض العمالة.
فهم إذا عاشوا مع آبائهم، فلن يكونوا مؤهلين للحصول على المدفوعات المالية التي تقدمها الحكومة لمواجهة التأثير الاقتصادي، وإذا كانوا طلاباً بدوامٍ كامل، لن يكونوا مؤهلين لتأمين البطالة، ما ينفي عامل إعانات البطالة المحسنة.
علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يكونوا آباء غير قادرين على الالتحاق بالقوة العاملة بسبب المدارس المغلقة ونقص دور رعاية الأطفال، ومن الواضح أنهم ليسوا عاملين أكبر سناً من الذين قد يسرَّعون خطط التقاعد خلال الوباء.
كما أن المراهقين أقل عرضة للإصابة بالأعراض الخطيرة لكوفيد- 19، وبالتالي ربما أقل احتمالية من تجنب العمل لأسباب تتعلق بالصحة.
المراهقون مناسبون أكثر
أيضاً من المرجح أن ينجذب المراهقون إلى أنواع الوظائف، التي يرغب أصحاب العمل بشدة في شغلها حالياً، إذ يفتقر المراهقون إلى المستويات الأعلى من التعليم والخبرة التي تسمح للعاملين الأكبر سناً بتولي مناصب تتراوح من المديرين التنفيذيين للشركات، إلى مساعدي الصحة المنزلية.
وعلى الأرجح، يبحث المراهقون أكثر من أي فئة عمرية أخرى عن وظائف خدمية منخفضة الأجر، وربما بدوام جزئي.
ولأول مرة في التاريخ، في شهر مايو، كانت البطالة بين المراهقين، أقل منها بين العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاماً، وبشكلٍ ما يتحدى ذلك قوانين الاقتصاد، لأنه عند ثبات جميع المتغيرات الأخرى، يُفضِل أصحاب العمل عادة توظيف عمال أكبر سناً بقليل لمهاراتهم وخبراتهم الأعلى.
وعادة يكون معدل البطالة بين المراهقين أعلى بنسبة 5% على الأقل من البطالة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاماً، وهو ما يشير إلى أن العمال الأكبر سناً بقليل ما زالوا يؤجلون الحصول على وظائف بطريقة لا يفعلها المراهقون.
قفزة في الطلب على المراهقين
ولا يعد الارتفاع في نسبة العمالة بين المراهقين خدعة إحصائية، لأنه يظهر في مقاييس أخرى للمشاركة في القوة العاملة، ورغم أن مستويات العمالة بين الأشخاص في أوائل العشرينات والأكبر سناً لا تزال أدنى بكثير من مستويات قبل الوباء، فإنها قفزت بين المراهقين، ووصلت نسبة العمالة إلى عدد السكان بين المراهقين إلى أعلى مستوى في 13 عاماً في مايو، وانخفضت مشاركة القوى العاملة في سن المراهقة قليلاً من أبريل حتى مايو، لكنها ظلت عند مستويات أعلى مما كانت عليه في أي وقت في عقد 2010.
إذن، يظهر التقريران السابقان للوظائف، أن هناك طلب قوي وواضح على العمالة في البيانات الخاصة بتوظيف المراهقين، بينما يظهران نقص في معروض العمالة في الفئات العمرية الأخرى.
ومن المفترض أن نعرف في الأشهر القليلة المقبلة، أي القيود على معروض العمالة هي قيود مؤقتة - إغلاق المدارس أم الخوف من الإصابة بكوفيد- 19، أم الحصول على إعانات البطالة المحسنة - وأيها قيود هيكلية أكثر.
ادفع أكثر
ومن المفهوم إذا لم يُرِد أرباب العمل الدفع أكثر للعاملين في يونيو، عندما يكون من المحتمل أن يمتد نقص العمالة لشهرين أو ثلاثة آخرين فقط، ولكن في حال امتد النقص إلى ما بعد يوم العمال الأمريكي، ينبغي أن نثق في قدرة السوق على إيضاح الأمور طالما يظل الطلب على العمالة قوياً.
وفي الوقت الحالي، نرى حلاً سهلاً نسبياً لزيادة مشاركة القوى العاملة في وظائف قطاع الخدمات منخفضة الأجر، وهو ببساطة: ادفع أكثر وكن على استعداد لتوظيف المراهقين.
أما إعادة العمال الأكبر سناً، الذين يعملون في مجموعة متنوعة من الصناعات ذات المتطلبات المختلفة، فيتطلب مزيج من التعديلات مثل الأجور الأعلى، وجداول العمل المرنة، وتوفير رعاية أطفال في الموقع، وأرباب عمل يفكرون في عالم أوسع من المرشحين المحتملين والمزيد من التدريب المهني، وسيدرك أرباب العمل تلك الأمور بمرور الوقت.
ومن المهم أن نحافظ على الطلب القوي على العمالة، وإذا كنا نشهد تحسن آليات التوظيف بين المراهقين بعد جيل من التراجع، فليس هناك سبب يمنعنا من رؤية تقدم في فئات عمرية أخرى من العمال مع تبدد قيود المعروض المرتبطة بالوباء خلال الأشهر المقبلة.