
بلومبرغ
أعلنت الصين أنها ستفرض رسوماً جمركية على مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية الأميركية كجزء من تدابيرها المضادة ضد واشنطن، مما يهدد باضطراب جزء رئيسي من التجارة بين قوتين زراعيتين كبيرتين.
ورغم أن التدابير التي أعلنتها الصين كانت محدودة بشكل عام، فإن قرارها بتوسيع نطاق الرسوم ليشمل المنتجات الزراعية كان مفاجئاً، حيث طال سلعاً متنوعة مثل لحوم الأبقار إلى الذرة وفول الصويا. وحذرت الصين سابقاً، عبر صحيفة "غلوبال تايمز" المملوكة للدولة، من أن المنتجات الزراعية ستقع في مرمى نيرانها عند ردها على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
الصين تنتقم من رسوم ترمب
أعلنت بكين يوم الثلاثاء أنها ستفرض رسوماً إضافية بنسبة 10% على شحنات فول الصويا الأميركية اعتباراً من 10 مارس، وفق ما أفاد به مجلس الدولة الصيني. كما ستُطبق رسوم جمركية إضافية قدرها 10% على الذرة الرفيعة ولحوم الخنزير ولحوم الأبقار، بينما سترتفع الرسوم بنسبة 15% على واردات الدواجن والقمح والذرة والقطن من الولايات المتحدة، وذلك بحسب بيان نشرته وزارة المالية الصينية على موقعها الإلكتروني.
تشمل هذه التدابير بعضاً من أبرز الصادرات الزراعية الأميركية إلى الصين، وتأتي في وقت حساس، إذ يستعد العديد من المزارعين الأميركيين لبدء موسم الزراعة الجديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وتُعد الصين أكبر مستورد لفول الصويا عالمياً، حيث يُستخدم في إنتاج زيت الطهي وأعلافاً لتغذية قطيعها الكبير من الخنازير.
انخفضت العقود الآجلة لفول الصويا، والتي تُعد بالغة الأهمية بالنظر إلى حجم الواردات الصينية، بنحو 0.3% اعتباراً من الساعة 1:40 بعد الظهر بتوقيت بكين، بعد أن لامست أدنى مستوياتها خلال ما يقرب من شهرين. كما تراجعت العقود الآجلة للقطن في نيويورك إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أربعة أعوام، بينما لم تشهد أسعار الذرة والقمح تغيرات كبيرة.
الصين "جاهزة للرد"
وفي هذا السياق، قال هانفر لي، كبير المحللين لدى شركة "شنغهاي جيه سي إنتليجنس" (Shanghai JC Intelligence Co)، إن "الصين ستتمكن من إعادة تحقيق التوازن بين العرض والطلب، على سبيل المثال، من خلال زيادة وارداتها من فول الصويا من أميركا الجنوبية أو عبر الإفراج عن المخزونات الاحتياطية". وأضاف أن "الصين كانت تستعد لهذا السيناريو منذ فترة طويلة، وهي جاهزة لمواجهته".
ومنذ آخر حرب تجارية مع الولايات المتحدة، سعى أكبر اقتصاد في آسيا إلى تنويع مصادر إمداداته، ما ساعده في تقليل تأثير التدابير الجديدة التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء.
كانت الأسواق الزراعية في مرمى نيران الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة خلال ولاية ترمب الأولى، ما أدى إلى تراجع مبيعات فول الصويا الأميركية بنحو 80% على مدى عامين. ومنذ ذلك الحين، اتخذت الصين خطوات لتعزيز وارداتها من دول أخرى مثل البرازيل.
من جانبها، أعلنت وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن المزارعين الأميركيين سيبدأون قريباً في تلقي الدفعة الأولى من حزمة دعم بقيمة 30 مليار دولار، التي أقرها الكونغرس لمواجهة الخسائر التي تشهدها الأسواق.
لن تخضع الشحنات التي تم إرسالها قبل 10 مارس، واستيرادها بين 10 مارس و12 أبريل، للرسوم الجمركية الإضافية، بحسب بيان صادر عن الحكومة الصينية.