
الشرق
أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التأكيد على أن العصر الذهبي للولايات المتحدة بدأ بشكل رسمي، معتبراً أن التقدم الاقتصادي الذي حدث منذ تسلمه السلطة "مذهل".
تأتي تصريحات ترمب خلال الجلسة الافتتاحية لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار" السعودية والتي انطلقت نسختها الثالثة اليوم في ميامي، حاملة شعار "الاستثمار الموجه بهدف"، ليكون بذلك أول رئيس أميركي يلقي كلمة افتتاحية في المؤتمر.
ترمب قال: "إذا كنت تريد بناء المستقبل، وتجاوز الحدود، وإطلاق العنان للابتكارات، وتحويل الصناعات وتحقيق ثروة، فلا يوجد مكان على وجه الأرض أفضل من الولايات المتحدة الحالية والمستقبلية، تحت قيادة رئيس اسمه دونالد ترمب".
تعزيز ريادة أميركا في العملات المشفرة
يريد الرئيس الأميركي إبقاء بلاده في "طليعة كل القطاعات، منها صناعة التشفير"، مجدداً التزامه بأن يجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة".
اعتبر ترمب أن قادة الأعمال من حول العالم يسارعون إلى الدخول للأسواق الأميركية، خصوصاً مع تطور مؤشرات الاقتصاد الأميركي. وأشار إلى إعلان "داماك"عزمها استثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات في الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذه الاستثمارات ستخلق نحو 10 آلاف وظيفة. أما الاستثمارات التي أعلنت "سوفت بنك" عنها والتي تتراوح بين 100 مليار دولار و200 مليار دولار، "فستخلق 100 ألف وظيفة في الولايات المتحدة".
زيادة إنتاج النفط والغاز وخفض الأسعار
يريد الرئيس الأميركي خفض أسعار النفط، وأعلن عن رغبته في زيادة إنتاج بلاده من خلال تشجيع الشركات على الحفر. كما طلب من تحالف "أوبك+" المساعدة على خفض الأسعار.
في الوقت ذاته، فإن خططه بشأن تنفيذ أقصى قدر من الضغط على إمدادات إيران، بالتزامن مع بحثه تشديد العقوبات على نفط فنزويلا، تشكل ضغوطاً صعودية على الأسعار.
شدد ترمب على أنه سينهي السياسة التي انتهجها الرئيس السابق جو بايدن بشأن إنتاج النفط والغاز، متعهداً بمواصلة سياسة الحفر التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية. وقال: "لدينا الكثير من موارد الطاقة، وسنقوم باستخدامها. سنستخدمها لتأمين الطاقة لمنشآت الذكاء الاصطناعي"، خصوصاً أنها مسؤولة بشكل كبير عن زيادة الطلب على الكهرباء.
تعهد الرئيس أيضاً بخفض الضرائب على شركات النفط والغاز الأميركية، وذلك لتحفيزها على زيادة الإنتاج.
وعود ترمب لخفض الضرائب
قبل تسلمه السلطة في يناير الماضي، أعلن ترمب تأسيس إدارة الكفاءة الحكومية، ووضع على رأسها الملياردير إيلون ماسك. ترمب أشارفي كلمته إلى أن الإدارة استطاعت خلال وقت قصير توفير نحو 55 مليار دولار، معتبراً أن هذا المبلغ هو "البداية فقط".
كشف الرئيس الأميركي أنه يدرس فكرة جديدة تتمثل في تخصيص 20% من الأموال التي تمكنت إدارة الكفاءة الحكومية من توفيرها إلى دافعي الضرائب، على أن تذهب 20% أخرى لغرض سداد الديون.
ورغم بعض التقارير التي تشير إلى أن الوفورات التي حققتها الإدارة التي يقودها ماسك أقل بكثير من 55 مليار دولار، إلا أن إرسال 20% من المبلغ المعلن عنه سيعني حصول كل دافع ضرائب على 11 دولاراً فقط، وفق "بلومبرغ".
شدد الرئيس في كلمته على أن إدارته ستنهي ما قيمته مليارات الدولارات من الهدر، و"هو ما سيعني انخفاض أسعار الفائدة، والتضخم ومدفوعات البطاقات الائتمانية، كما ستساهم هذه الخطوات في رفع قيمة الأسواق المالية". وأضاف: "نحن نقوم بتوسيع الاقتصاد بشكل سريع من خلال تقليص حجم الحكومة الفيدرالية".
خفض الضرائب من السياسات الرئيسية التي تعهد بها ترمب في حملته الانتخابية. واعتبر في كلمته أمام "مبادرة مستقبل الاستثمار"، أنه سيعمل مع الكونغرس على تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها في ولايته الأولى.
كما أكد أن الإدارة الجديدة ستخفض الضرائب بشكل كبير عن كاهل العائلات والعاملين والشركات، وخصوصاً الضرائب على الإكراميات، معرباً عن أمله في إلغاء الضرائب عن الضمان الاجتماعي أو ساعات العمل الإضافية.
الرسوم الجمركية والاتحاد الأوروبي
لطالما هدد الرئيس الأميركي الحلفاء والخصوم بفرض رسوم جمركية على صادراتهم إلى الولايات المتحدة. آخر تهديداته كانت بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية بنسبة 25% كحد أدنى، معتبراً أن الإعلان قد يكون في 2 أبريل.
ترمب أعاد التأكيد في كلمته على أنه سيعلن عن رسوم جمركية على واردات السيارات والرقائق والأدوية والأخشاب، "خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك".
ووجه الرئيس مجدداً سهام انتقاده إلى الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً سياسته المرتبطة بالضريبة على القيمة المضافة، واعتبرها مماثلة للرسوم الجمركية و"غير عادلة".
"المعاملة بالمثل" ستكون أساس العلاقات التجارية بين أميركا ودول العالم، وفق ترمب. إذ ستلجأ الولايات المتحدة إلى فرض رسوم بالقيمة ذاتها المفروضة على صادراتها.
ترمب يشيد بدور السعودية وولي العهد
شدد الرئيس الأميركي على رغبته في إنهاء الحرب، مشيراً إلى أنه تحدث مع نظيريه الروسي والأوكراني في هذا الشأن.
قال الرئيس الأميركي إن "المملكة العربية السعودية بلد عظيم، ويتمتع بقيادة عظيمة"، وأعرب عن شكره لاستضافة المملكة للمحادثات بين مسؤولين أميركيين وروسيين، مؤكداً أن "الرياض قامت بعمل عظيم لعقد هذه المحادثات". كما أعرب "عن شكره بشكل خاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على استضافة هذه المحادثات التاريخية".
كان ولي العهد السعودي وجه باستضافة المملكة للمحادثات بين البلدين، والتي جرت قبل أيام. قاد وزير الخارجية ماركو روبيو الوفد الأميركي، في حين قاد نظيره الروسي سيرغي لافروف وفد بلاده.
وأشار الرئيس إلى أن "من أجل الحفاظ على السلام ستحتاج للقوة، وتحقيق السلام يتم من خلال القوة"، معرباً عن أمله "بالوصول إلى الاستقرار في الشرق الأوسط".
الضغط على إيران
تطرق ترمب أيضاً إلى إيران وجماعة الحوثي في اليمن، معتبراً أنه وجه بإعادة سياسة الضغط القصوى على إيران، بهدف "تحقيق السلام"، كما لفت إلى قرار الإدارة بإعادة تصنيف الجماعة اليمنية المتحالفة مع إيران كـ"منظمة إرهابية".