تحطم طائرة مدنية بعد اصطدامها بمروحية عسكرية قرب واشنطن

تحطمت طائرة ركاب إقليمية تابعة لمجموعة "أميركان إيرلاينز" بعد اصطدامها بمروحية عسكرية في حادث جوي مميت قرب العاصمة الأميركية واشنطن، مما أدى إلى تعليق العمليات في مطار رونالد ريغان واشنطن الوطني وإطلاق عملية بحث وإنقاذ في نهر بوتوماك، حيث سقطت الطائرة.

ذكرت إدارة الطيران الفيدرالية في بيان، مساء الأربعاء، أن الطائرة، التي تشغلها شركة "بي إس إيه إيرلاينز" (PSA Airlines)  التابعة لـ"أميركان إيرلاينز"، اصطدمت بمروحية عسكرية من طراز "Sikorsky H-60 Black Hawk" أثناء اقترابها من مطار ريغان في حوالي الساعة 9 مساءً بالتوقيت المحلي.

وأوضحت الشركة أن الرحلة أقلعت من ويتشيتا، كانساس، وكان على متنها 60 راكباً و4 من أفراد الطاقم. وقال المسؤولون إنه لم ينج أحد من بين 67 شخصاً كانوا على متن الطائرتين.

تفاصيل تحطم طائرتين أميركيتين

كان على متن المروحية العسكرية ثلاثة أفراد من القوات الجوية التابعين لقاعدة فورت بلفوار في فيرجينيا، وفقاً لمسؤول في الجيش طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة تفاصيل لم تُعلن رسمياً.

الطائرة المنكوبة هي من طراز "سي آر جيه – 700" (CRJ-700)، والتي تتسع عادةً لـ65 راكباً وتستخدم في الرحلات الأقصر طولاً. ووفقاً لبيانات منصة "فلايت ترريد 24" Flightradar24))، كانت الطائرة تحلق بسرعة 228 كيلومتراً في الساعة وعلى ارتفاع 400  قدم فوق نهر بوتوماك أثناء اقترابها للهبوط على مدرج 33 في مطار ريغان، قبل توقف عمليات رصد  البيانات.

تعليق الرحلات في مطار رونالد ريغان

أعلن الشركة المسؤولة عن إدارة  المطار عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) عن تعليق جميع عمليات الإقلاع والهبوط، مؤكداً أن المطار سيظل مغلقاً حتى الساعة 5 صباحاً الجمعة بالتوقيت المحلي. كما انتشرت فرق الطوارئ بكثافة داخل المطار، وظهرت إشعارات حمراء على شاشات الصالات تحذر المسافرين من إلغاء الرحلات بسبب الحادث.

وغرد المحلل الاقتصادي ماريو باركر على منصة "إكس" تعليقاً على الحادث: "شوهدت حشود تتجمع في جزيرة دينجرفيلد قرب مطار ريغان، وهي المنطقة التي تعمل السلطات فيها على عمليات الإنقاذ وانتشال الحطام".

استجابة "أميركان إيرلاينز" والجهات الرسمية

أفادت فرق الطوارئ في إدارة الإطفاء والشرطة والإسعاف في واشنطن بأنها تستجيب لعدة بلاغات وردت بشأن تحطم طائرة في نهر بوتوماك بالقرب من المطار.

ومن جانبها، قالت "أميركان إيرلاينز" إنها على اتصال بالسلطات وتقدم المساعدة لفرق الطوارئ، كما وفرت خط هاتفي مجاني لعائلات الركاب على متن الرحلة.

فيما نشرت إدارة مطار "رونالد ريغان" تغريدة جاء فيها: "جرى تعليق جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار واشنطن ريغان الوطني. وفرق الطوارئ تساهم في جهود التعامل مع حادث طائرة، فيما لا تزال صالة المطار مفتوحة. وسنقدم تحديثات لاحقاً".

وتضم شبكة "أميركان إيغل" ست شركات طيران داخل الولايات المتحدة تعمل لصالح شركة الطيران الأم، وتمتلك "أميركان إيرلاينز" ثلاثاً منها.

تُعد "بي إس إيه إيرلاينز" أصغر هذه الشركات الثلاث، حيث تشغل 130  طائرة وتُسيِّر متوسط 600 رحلة يومياً. ويقع مقرها الرئيسي في دايتون، أوهايو.

"نعلم يقيناً أن هناك وفيات في حادث الطائرة والمروحية".

السيناتور الأميركي تيد كروز

وقالت إدارة إطفاء وإسعاف واشنطن العاصمة  على تغريدة بصفحتها الرسمية على منصة "إكس": "تأكيد سقوط طائرة صغيرة في نهر بوتوماك بالقرب من مطار ريغان الوطني. زوارق الإطفاء متواجدة في الموقع".

انعكاسات الحادث واختبار لإدارة ترمب

يقع مطار ريغان في أرلينغتون، فيرجينيا، بالقرب من العاصمة الأميركية، وجنوب البنتاغون. ومن المعروف أن الجيش الأميركي ينفذ منذ سنوات مهام طيران ليلية ونهارية في أجواء شمال فيرجينيا قرب المطار.

يمثل الحادث أحدث اختبار لإدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب في أسبوعها الثاني بالسلطة، خاصة أن وزير الدفاع الجديد بيت هيجسث أدى اليمين الدستورية قبل أيام فقط، كما تم تأكيد تعيين شون دافي وزيراً للنقل، التي تشرف على إدارة الطيران الفيدرالية، يوم الثلاثاء الماضي.

قال ترمب، مساء الأربعاء، إنه تلقى إحاطة كاملة بشأن الحادث ويتابع التطورات عن كثب، فيما أكد وزير الدفاع أن وزارته تراقب الوضع عن كثب ومستعدة لتقديم المساعدة.

كوارث جوية سابقة

أعاد الحادث إلى الأذهان كارثة جوية وقعت في يناير 1982 عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة "إير فلوريدا" (Air Florida) من طراز "بوينغ 737" بعد إقلاعها من مطار ريغان بسبب تراكم الجليد على محركاتها وأجنحتها، مما أدى إلى اصطدامها بـ جسر الشارع الرابع عشر وسقوطها في نهر بوتوماك المتجمد، مما أسفر عن مقتل 74  شخصاً كانوا على متن الطائرة، إلى جانب 4  أشخاص على الأرض.

ويعد هذا أول حادث تحطم لطائرة ركاب في الولايات المتحدة منذ حادث رحلة "كولغان إير 3407" (Colgan Air Flight 3407 ) عام 2009، في رحلة إقليمية داخل الولايات المتحدة وتابعة لشركة "كونتيننتال إيرلاينز" (Continental Airlines)، حيث سقطت الطائرة حينها قرب بافالو، نيويورك، وكان على متنها 45  راكباً.