الشرق
تطرق مصر أبواب سوق السندات الدولية للمرة الأولى منذ 4 سنوات تقريباً، لسد فجوة تمويلية تقدر بنحو 10 مليارات دولار خلال السنة المالية الحالية 2024-2025 التي تنتهي يونيو المقبل.
طرحت البلاد سندات بقيمة ملياري دولار على شريحتين لأجل 5 و8 سنوات، بعائد استرشادي يبلغ 9.25% للشريحة الأولى و10% للثانية، بحسب بيانات "بلومبرغ" التي نقلتها عن مصدر مطلع. وتشير البيانات إلى أن الطرح ستتم تسويته في 4 فبراير المقبل.
التزام بـ4 مليارات دولار
يأتي الطرح بعد أن اقترضت البلاد ملياري دولار يوم الجمعة الماضي من مجموعة مستثمرين إقليميين ودوليين بعد السداد الكامل لتسهيلات بقيمة 3 مليارات دولار في نوفمبر الماضي. يُذكر أن مصر باعت أول صكوك لها في 2023 بقيمة 1.5 مليار دولار.
وتلتزم مصر بألا تتجاوز إصدارات الدين الدولية 4 مليارات دولار خلال السنة المالية الحالية، وفق وزير المالية المصري أحمد كجوك بوقت سابق من الشهر الحالي خلال مقابلة مع "الشرق" على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس السويسرية.
اقرأ أيضاً: توقعات خفض الفائدة في مصر تدفع الأجانب للعودة إلى الأسهم والسندات
كجوك وصف خطة الإصدارات الدولية لبلاده بأنها "في مسارها السليم"، متوقعاً أن يشهد النصف الثاني من السنة المالية مجموعة من الإصدارات المتنوعة، ما يشكل "عودة لمصر إلى الأسواق العالمية مرة أخرى".
كان آخر إصدار سندات دولية دولارية من قِبل مصر عام 2021، والذي باعت فيه الحكومة سندات مقوّمة بالدولار بقيمة 6.75 مليار دولار من خلال إصدارين أحدهما في فبراير والآخر في سبتمبر.
صعود السندات
بدأت علاوة مخاطر السندات المصرية المقومة بالدولار تتراجع، إذ ارتفعت مسجلة واحدة من أكبر المكاسب في الأسواق الناشئة، وسط تفاؤل بأن البلاد ستستفيد من عودة دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة، واتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
اقرأ أيضاً: إقبال كبير على سندات لبنان وفنزويلا رهاناً على زيادة مكاسبها
قال فادي جندي، مدير محافظ الدخل الثابت في شركة "أرقام كابيتال"، إن "مصر ستستفيد على المدى القصير من رئاسة ترمب، ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي يقلل من توترات التجارة عبر البحر الأحمر ويحسن توقعات إيرادات قناة السويس". وكانت هذه الاضطرابات قد تسببت في انخفاض إيرادات قناة السويس بمقدار 7 مليارات دولار على الأقل، أي حوالي 60% العام الماضي.
وأضاف جندى في حديث مع بلومبرغ أن "اختيار إدارة أميركية تركز على تبادل المصالح الثنائية، إضافة إلى العلاقة التاريخية الجيدة بين ترمب والسيسي" ستدعم مصر كذلك.
عينت مصر "جيه بي مورغان تشيس" و"سيتي غروب"، و"إتش إس بي سي هولدينغز"، و"غولدمان ساكس"، و"ستاندرد تشارترد" و"سوميتومو ميتسوي بانكينغ كوربوريشن" لإدارة صفقة السندات الأحدث. كان غولدمان ساكس قال في وقت سابق من الشهر الجاري إنه يتوقع أن بيع مصر ديوناً بقيمة تتراوح بين 3 و4 مليارات دولار في النصف الأول من العام.