
الشرق
حاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقديم إغراءات للشركات عموماً، والشركات العاملة في مجال إنتاج الكهرباء خصوصاً، من خلال إعطاء تصاريح سريعة لأي شركة تريد بناء مصنع لإنتاج الكهرباء في البلاد.
تحاول إدارة الرئيس الأميركي زيادة إنتاج الكهرباء، بهدف تلبية الطلب المتزايد من قبل مراكز البيانات وشركات الذكاء الاصطناعي.
تشير "بلومبرغ بيزنيس ويك" إلى أن الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة يُتوقع أن يشهد ارتفاعاً غير مسبوق منذ عقود، "مدعوماً بالطلب من مراكز البيانات وتطوير برامج الذكاء الاصطناعي".
هذا الارتفاع قد يصل إلى 16% خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب الشركة الاستراتيجية "غريد ستراتيجيز" (Grid Strategies) ومقرها في العاصمة واشنطن، معتبرةً أنه تحول كبير نظراً لأن الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة لم يسجل أي ارتفاع يزيد عن 1% سنوياً على مر العقدين الماضيين. وبحسب الشركة فإن الأحمال ستنمو بنسبة تقارب 3% خلال 2024.
هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها رئيس أكبر اقتصاد في العالم إلى تقديم إغراءات للشركات، إذ قال في ديسمبر الماضي إنه سيمنح أي جهة تستثمر مليار دولار في أميركا، موافقات وتصاريح معجلة.
اقرأ أيضاً: رحلة تطوير الذكاء الاصطناعي.. دول يخفت ضوؤها وأخرى يسطع نجمها
ترمب أشار أيضاً في كلمة إلى المشرعين الجمهوريين في ناديه للغولف في ميامي، إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على خفض الضرائب على الشركات بشكل أكبر، وهو أمر كان وعد بتنفيذه خلال حملته الرئاسية.
ولفت إلى ضرورة جعل التخفيضات الضريبية التي أقرت خلال فترة ولايته الأولى دائمة، معرباً عن حماسه للعمل مع الكونغرس على هذا الأمر.
وفي سياق منفصل، أشار ترمب إلى أن البلاد ستحتاج إلى "زيادة ضخمة" في الإنفاق من أجل تأمين الحدود، مشيراً إلى أنه سيعمل مع الكونغرس على خطة لتأمينها، وهو ما قد يضعه في مواجهة مع "سقف الدين"، وفي الوقت نفسه يضغط على وعوده الانتخابية بخفض الإنفاق في الموازنة الفيدرالية بنحو تريليوني دولار.
أثارت قضية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، والتي نسج ترمب حملته الانتخابية حولها، توتراً دبلوماسياً مع كولومبيا، بعدما رفضت البلاد هبوط طائرتين تحملان مهاجرين في مطاراتها.
اقرأ أيضاً: ترمب يتوعد كولومبيا بعقوبات ورسوم جمركية لرفضها استقبال مهاجرين
أدى هذا الأمر إلى غضب الرئيس الأميركي، الذي أعلن فرض رسوم جمركية وعقوبات على البلاد، قبل أن تتراجع عن قرارها لتقبل هبوط طائرات المهاجرين.
الرسوم الجمركية
أما في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، فأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يخطط لفرض رسوم جمركية على واردات رقائق الكمبيوتر والأدوية والصلب، في محاولة لإجبار المنتجين على تصنيعها في الولايات المتحدة.
كما يخطط ترمب لفرض رسوم على الألومنيوم والنحاس، وهي المعادن اللازمة لإنتاج المعدات العسكرية الأميركية.
تطبيق "تيك توك"
وفي ما يتعلق بتطبيق "تيك توك" توقع ترمب أن يكون هناك العديد من الأشخاص الراغبين في شراء التطبيق التابع لشركة "بايت دانس" الصينية، ولكنه أشار إلى أنه غير راغب في أن تنخرط الصين في وسيلة التواصل الاجتماعي الرائجة، مجدداً تصريحاته بشأن إنشاء مشروع مشترك للتطبيق، على أن تبلغ ملكية الولايات المتحدة 50% من المشروع.
ترمب أشار في تصريحات للصحفيين بعد كلمته، إلى أن شركة "مايكروسوفت" منخرطة في محادثات لشراء تطبيق "تيك توك"، معبراً عن رغبته في رؤية "حروب من المزايدات" بين الشركات لشراء التطبيق.
بعد أن توقف التطبيق عن العمل إثر انتهاء المهلة المحددة بالقانون بشأن بيعه أو إغلاقه، وقع ترمب على أمر تنفيذي في 20 يناير -أول يوم له في منصبه- لتمديد الموعد النهائي للبيع لمدة 75 يوماً.
اقرأ أيضاً: "تيك توك" يعود للعمل في الولايات المتحدة بعد تطمينات ترمب
وبعد يومين من هذا التاريخ، أعرب ترمب عن انفتاحه لقيام الملياردير إيلون ماسك أو رئيس شركة "أوراكل" لاري إليسون، بشراء التطبيق كجزء من مشروع مشترك مع الحكومة الأميركية.
وقال ترمب آنذاك: "لديك أصل لا قيمة له أو قيمته تريليون دولار. كل هذا يتوقف على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمنح التصريح أم لا".
تزايد الراغبين بشراء التطبيق
الراغبون في شراء التطبيق يتزايدون، إذ أعلنت مجموعة من المستثمرين الأميركيين الذين جمعهم رجل الأعمال جيسي تينسلي، ومن بينهم "مستر بيست"، وهو صانع المحتوى الأكثر متابعة والأعلى ربحاً على الإنترنت، عن عرض في وقت سابق من الشهر.
وقدم الملياردير فرانك ماكورت، المالك السابق لفريق "لوس أنجلوس دودجرز"، والمستثمر في برنامج "شارك تانك" كيفن أوريلي، عرضاً رسمياً لشراء "تيك توك" في وقت سابق من الشهر أيضاً.
التقى أوريلي بالفعل بالرئيس الأميركي في منتجعه "مارالاغو" لمناقشة العرض، وأوضح ماكورت أنه سيكون سعيداً بشراء "تيك توك" بدون خوارزمية المحتوى المرغوبة للخدمة، والتي قالت "بايت دانس" والحكومة الصينية إنها ليست للبيع. تم أيضاً طرح اسم "أمازون دوت كوم" و"أوراكل"، وكلاهما يتعامل بالفعل مع "تيك توك"، كمشترين محتملين.