واحداً تلو الآخر.. زعماء العالم في دافوس يتقبلون قواعد عصر ترمب

المعجبون بالرئيس الأميركي يحتفلون بعودته إلى البيت الأبيض ومنطقة اليورو تغير موقفها من ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 6
أشخاص يحضرون إحدى الجلسات وفي الخلفية شعار المنتدى الاقتصادي العالمي - بلومبرغ
أشخاص يحضرون إحدى الجلسات وفي الخلفية شعار المنتدى الاقتصادي العالمي - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

رغم أن دونالد ترمب لن يحضر بنفسه وستأتي كلمته المصورة مع انتهاء أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، إلا أنه ما يزال الشخص الذي يرغب الجميع في التحدث عنه في "دافوس".

المعجبون به مثل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يحتفلون، فيما يعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الآمال على نظيره الأميركي الجديد. أما من ينتقدهم ترمب مثل المستشار الألماني أولاف شولتس فيؤثرون الابتعاد عن الأضواء. تكاد لا تخلو محادثة في هذا المنتجع في جبال سويسرا من تقييم لخطط الرئيس الجديد.

استعداد لامتثال قواعد ترمب

قال ميلي لرئيس تحرير "بلومبرغ"، جون ميكلثويت، يوم الأربعاء ضمن فعالية "بلومبرغ هاوس": "إذا لم تفهم نهج ترمب، سيصعب عليك تقبل رؤيته. التوجيهات العامة التي يطرحها ستخلق عالماً أفضل".

بصفته تحررياً متشدداً وأول رئيس أجنبي يلتقي بترمب بعد الفوز بالانتخابات، لا يرى ميلي تناقضاً بين آرائه المؤيدة للتجارة الحرة، وشغف ترمب بالرسوم الجمركية، فأشار إلى أن "الأمر لا يقتصر على كونه مؤيداً للحمائية، بل إنه يعرف أيضاً أهمية الولايات المتحدة في العالم، وبالتبعية فسياستها التجارية جزء من استراتيجيتها الجيوسياسية".

اقرأ أيضاً: لماذا تثير خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية جدلاً واسعاً؟

لم يُبد زعماء آخرون حماسة بذات القدر علناً، لكنهم أشاروا إلى استعدادهم للتعامل مع ترمب وفق القواعد التي وضعها. فقال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب في مقابلة: "انصت لما سيطرحه الرئيس ترمب وتصرف وفقاً لذلك. هذا ما ستفعله دولة مثل فنلندا بالتأكيد".

كان بعض القادة أكثر مرحاً، مثل رئيس الوزراء الفيتنامي فام منه تشينه، الذي قال: "إذا كان لعب الغولف سيحقق منافعَ لبلدي وشعبي، فبمقدوري أن ألعب طوال اليوم"، ما أثار ضحك الحضور.

تغير الموقف الأوروبي من ترمب

حدثت تغيرات كثيرة خلال عام، ففي يناير الماضي، عندما سألت مذيعة تلفزيون "بلومبرغ"، فرانسين لاكوا، رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد عن احتمال فوز ترمب بالرئاسة مرة أخرى، قالت ممازحة إنها تحتاج لقدح آخر من الشاي قبل الإجابة عن هذا السؤال. ثار ضحك الحاضرين حينها، لكن لم يعُد هناك ما يُضحِك الآن.

تخلت مجموعة من زعماء دول منطقة اليورو هذا الأسبوع عن الانتقادات السابقة، واستبدلوها بنهج أكثر ميلاً للتعاون. فصرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لتلفزيون "بلومبرغ": "يتعين علينا تبني نهج بناء في علاقتنا مع الإدارة الجديدة".

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يبحث قيود بايدن على رقائق الذكاء الاصطناعي مع ترمب

في العام الماضي، حضر مارك روته قمة "دافوس" بصفته رئيس وزراء هولندا، وفيما كان يسعى لتولي منصبه الحالي أميناً عاماً لحلف الناتو، أشاد بترمب لضغطه على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها العسكري. وهو موقف كان محل خلاف حينها، لكنه أصبح مقبولاً بشكل كبير حالياً.

زعيم إحدى أحدث الدول المنضمة إلى الحلف، رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، انتقى كلماته بعناية، فقال لتلفزيون "بلومبرغ" يوم الأربعاء إن "السياسة في الولايات المتحدة تُدار بطريقة مختلفة عن الدول الأوروبية".

زعماء طالتهم انتقادات ماسك

حتى الزعماء الذي وجدوا أنفسهم هدفاً لانتقادات إيلون ماسك، الذي ساعده الدعم الكبير الذي قدمه لترمب سواء كان بالتمويل أو على منصات التواصل الاجتماعي، في دخول الدائرة المقربة من الرئيس، حاولوا استخدام أسلوب لطيف.

أجاب شولتس عن سؤال بشأن تزايد دعم ماسك الصريح لأقصى اليمين في ألمانيا دون ذكر اسم أغنى رجل في العالم بقوله: "لدينا حرية التعبير عن الرأي في أوروبا وألمانيا، يمكن لأي شخص أن يقول ما يريد حتى لو كان مليارديراً".

اقرأ أيضاً: افتقاد أوروبا للقيادة يعيق التصدي لتهديدات ترمب

سخرت وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز وضحكت على "استفزازات" ماسك، رغم أن الحكومات التي تقودها أحزاب يسار الوسط، مثل حكومة المملكة المتحدة، تجد نفسها في وضع صعب مع ترمب، وتحاول أن تحدد ما إذا كان عليها تجاهل ماسك أم التعامل معه.

تساءل الحاضرون هذا الأسبوع عما إذا كان ترمب سيفاجئهم بحضوره، كما فعل في 2018 ووصل إلى "دافوس" على متن طائرة هليكوبتر. وقد تحمس الرئيس البولندي- الذي تقترب ولايته من نهايتها- لهذا الاحتمال، فأوضح لتلفزيون "بلومبرغ" أن ترمب "يفكر دوماً بطريقة غير تقليدية".

ظهور خليجي متميز وآمال أوكرانية

بخلاف توزيع ألعاب على شكل ثعبان برتقالي احتفالاً بالعام القمري الجديد، ابتعدت الصين عن الأضواء بدرجة ما، على النقيض من الظهور الأكثر وضوحاً لدول الخليج طوال المنتدى.

اقرأ أيضاً: توقعات: الاستثمار الأجنبي المباشر حول العالم مهدد في عهد ترمب

أجاب وزير المالية القطري علي أحمد الكواري عن سؤال عن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بقوله: "لا نفضل خلط العلاقات عندما يتعلق الأمر بهذه المسائل"، وأوضح عدم وجود حاجة لدعم طرف دون الآخر، مضيفاً: "أتفهم دوافع الولايات المتحدة وإجراءاتها، لكنني أعتبر الرسوم الجمركية سلاحاً ذا حدين".

يحتاج رئيس أوكرانيا زيلينيسكي أسلحة من أنواع مختلفة لمواصلة القتال ضد روسيا، وعندما أثير احتمال نشر قوات حفظ السلام في حال التوصل إلى هدنة، أشار بصراحة فجة إلى أن قدرات أوروبا محدودة.

ولفت في مقابلة مع "بلومبرغ" إلى أن "هذا لا يمكن حدوثه من دون مساعدة الولايات المتحدة، حتى لو اعتقد بعض الأصدقاء في أوروبا أنه أمر ممكن، فهو ليس كذلك، فلن تخاطر أي دولة من دون مساعدة الولايات المتحدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.