بلومبرغ
كثفت الصين دعمها لعملتها المحلية، اليوان، من خلال إصدار تحذيرات وإجراء تعديلات على قيود رأس المال، بعدما اقتربت العملة من أدنى مستوياتها التاريخية أمام الدولار في التداولات الخارجية.
أعلن بنك الشعب الصيني، إلى جانب جهات تنظيمية أخرى، عن عزمه تعزيز إدارة سوق الصرف الأجنبي والتصدي لأي تصرفات قد تؤدي إلى اضطراب النظام السوقي، مع اتخاذ خطوات لمنع المخاطر المرتبطة بانخفاض اليوان بشكل مفرط. وأضاف البنك المركزي في بيان أن بكين ستضمن استقرار العملة عند مستويات معقولة.
كما عدل بنك الشعب الصيني يوم الإثنين قواعده للسماح للشركات بزيادة الاقتراض من الخارج. ورفع ما يُعرف بـ"معامل السلامة الاحترازية الكلية" لتمويل الشركات والمؤسسات المالية عبر الحدود من 1.5 إلى 1.75، وفقاً لبيان رسمي. وكانت آخر مرة أجرت فيها السلطات تعديلاً مشابهاً في يوليو 2023.
جاء تراجع اليوان في الأشهر الأخيرة بفعل تباطؤ الاقتصاد الصيني، وقوة الدولار، واحتمالات فرض رسوم جمركية أميركية إضافية، مما دفع المتداولين للتساؤل عن مدى التزام البنك المركزي بالدفاع عن العملة. وحتى الآن، حافظ البنك على سعر الصرف اليومي عند مستويات أقوى قليلاً من عتبة 7.2 للدولار لتقديم الدعم، منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
دعم اليوان
قال تومي شي، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي الآسيوي في بنك "أوفسي-تشاينيز بانكينغ كورب"، إن "استقرار اليوان يمثل أولوية في الوقت الراهن، لكن نجاح هذه الاستراتيجية على المدى المتوسط يعتمد على الأساسيات الاقتصادية".
يُعد سعر الصرف المرجعي اليومي، الذي يحد من تحركات اليوان في السوق المحلية بنسبة 2% صعوداً أو هبوطاً، الأداة الأكثر استخداماً من قبل بنك الشعب الصيني لإدارة العملة. وأصدر البنك يوم الإثنين سعراً مرجعياً أقوى بشكل ملحوظ من تقديرات السوق.
كثف البنك المركزي دعمه للعملة هذا الشهر عبر إجراءات متعددة. يخطط البنك لإصدار كمية قياسية من السندات في هونغ كونغ، في خطوة تهدف إلى امتصاص السيولة في السوق الخارجية وزيادة الطلب على العملة. كما أوقف عمليات شراء السندات الحكومية، وهو إجراء يمكن أن يحد من الانخفاض المتواصل في العوائد الصينية ويقلص الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية.
وأفاد متداولون بأن البنوك المملوكة للدولة خفضت الأسبوع الماضي الإقراض باليوان في هونغ كونغ، مما زاد تكلفة بناء مراكز بيع على العملة.
ومع ذلك، كان المستثمرون يتوقعون أن يسمح بنك الشعب الصيني في النهاية بضعف اليوان للتخفيف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية المحتملة. كما أن حذر الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة المستقبلية في ظل قوة البيانات الأميركية، مقابل التوقعات بمزيد من التيسير من جانب البنك المركزي الصيني، يزيد من الضغط على بكين لاتخاذ موقف مرن.
وقالت لين سونغ، كبيرة اقتصاديي منطقة الصين الكبرى في "آي إن جي بنك": "من المرجح أن تقدم هذه الإجراءات دعماً لليوان على المدى القريب، لكنها لن تغير كثيراً من العوامل التي تضغط باتجاه تراجع قيمته". وأضافت: "نتوقع أن يظل زوج الدولار-اليوان أقل تقلباً نسبياً مقارنة بالعملات الآسيوية الأخرى".