بلومبرغ
شهدت أسواق السندات العالمية عمليات بيع كثيفة منذ مطلع العام الجديد مدفوعةً بقلق المستثمرين بشأن الضغوط التضخمية المستمرة والاقتراض الحكومي الضخم.
ازدادت عمليات البيع المكثفة في سوق سندات الخزانة الأميركية البالغة قيمتها 28 تريليون دولار، بعد أن عزز تقرير الوظائف الجامح الرهانات بين المتداولين وخبراء الاقتصاد في وول ستريت على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحجم عن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. وأثارت اضطرابات السندات البريطانية الأخيرة مقارنات مع كارثة ليز تروس في الميزانية المصغرة لعام 2022، في حين ارتفعت العائدات في اليابان إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عقد.
فيما يلي بعض الرسوم البيانية التي عرضتها "بلومبرغ" هذا الأسبوع بشأن أحدث التطورات في الاقتصاد العالمي والأسواق والظروف الجيوسياسية:
العالم
يبدو سوق سندات الخزانة غير مطمئن مرة أخرى، يتعين على الساسة، بل على الجميع، أن ينتبهوا. يُعد هذا البيع المكثف أكثر تعقيداً وخطورة من بعض الحالات الأخرى. كما أنه لا يقتصر على الولايات المتحدة، فأسواق السندات في الاقتصادات الأوروبية الكبرى تختبر أيضاً مستوياتها التي بلغتها أواخر عام 2023. كان هناك اعتقاد بأن تخفيضات أسعار الفائدة، التي أجرتها جميع البنوك المركزية الرئيسية، من شأنها أن تضمن عدم بلوغ تلك الذروة. لكن هذا الاعتقاد أصبح الآن موضع تساؤل.
توصل اتحاد عمال الموانئ في الولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي بشأن عقد عمل جديد مع مجموعة من شركات النقل البحري ومشغلي المحطات، مما قد يخفف من الضغوط على سلسلة التوريد العالمية التي يُظهر مقياس البنك الدولي أنها الأسوأ منذ الوباء.
الولايات المتحدة وكندا
أضاف الاقتصاد الأميركي الشهر الماضي أكبر عدد من الوظائف منذ مارس الماضي، كما انخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع، لينهي بشكل مفاجئ عاماً قوياً، ويدعم الرأي المساند لتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة.
ارتفعت توقعات المستهلكين الأميركيين بشأن التضخم على المدى الطويل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، وسط مخاوف بشأن الرسوم الجمركية المحتملة التي قد تفرضها إدارة ترمب القادمة.
تشير التقديرات الأولية للخسائر المالية لحرائق لوس أنجلوس إلى أن الحادث يعد من بين الكوارث الطبيعية الأكثر تكلفة على الإطلاق في الولايات المتحدة، حيث من المرجح أن تكون تكلفتها الأعلى تاريخياً بين جميع حرائق الغابات التي شهدتها البلاد. يُرجح أن تتسبب الكارثة في أضرار وخسائر اقتصادية تتراوح بين 52 مليار دولار و57 مليار دولار، وفقاً لشركة "أكو ويذر" (AccuWeather Inc).
نهاية فترة رئيس الوزراء جاستن ترودو التي دامت تسع سنوات تعكس إلى حد كبير السخط المتزايد إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة وضعف النمو الاقتصادي. والآن، بينما تستعد كندا لولاية دونالد ترمب، أصبح حزب المحافظين في وضع ممتاز لتولي السلطة ودفع البلاد بعيداً عن السياسات التقدمية التي اتسمت بها ولاية ترودو.
أوروبا
على مدى الأيام القليلة الماضية، ارتفعت تكاليف الاقتراض طويل الأجل في المملكة المتحدة بينما انخفض الجنيه الإسترليني، وهو مزيج نادر قد يشير إلى أن المستثمرين فقدوا الثقة في قدرة الحكومة على إبقاء الدين الوطني تحت السيطرة، وفي قدرتها على كبح التضخم. وتعكس هذه الأحداث "كابوس" أزمة الديون في عام 1976 التي أجبرت الحكومة على طلب خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، وفقاً لمارتن ويل، المسؤول السابق عن تحديد أسعار الفائدة في بنك إنجلترا.
تسارعت وتيرة التضخم في منطقة اليورو الشهر الماضي، ما يدعم النهج التدريجي الذي يسلكه البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة، دون التوقف بشكل كامل. لا يشكل هذا التسارع مفاجأة للبنك المركزي الأوروبي، الذي كرر تحذيره من أن الطريق إلى هدفه البالغ 2% سيكون وعراً. ولا يتوقع البنك أن يصل إلى هذا المعدل المستهدف على نحو مستدام إلا بحلول نهاية العام.
طموح تحويل ألمانيا إلى قوة عظمى في مجال أشباه الموصلات، والذي وصفه المطلعون بأنه دافع شخصي للمستشار أولاف شولتس، يبدو حالياً مستحيلاً على نحو متزايد. تُعد محاولة ألمانيا إعادة تشكيل نفسها كمركز لأشباه الموصلات جزءاً من سباق عالمي للسيطرة على نفط العصر الرقمي، والقوة الدافعة وراء التقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي.
آسيا
خفضت الحكومة الهندية توقعاتها للنمو الاقتصادي للسنة المالية ليكون الأضعف منذ الوباء، وقال خبراء الاقتصاد إنه حتى هذا التوقع قد يكون متفائلاً للغاية. توقعت وزارة الإحصاء أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.4% لهذا العام حتى مارس، بانخفاض عن 8.2% في السنة المالية الماضية.
لم يسبق للمستثمرين في سوق السندات الحكومية الصينية البالغة قيمتها 11 تريليون دولار أن يكونوا متشائمين إلى هذا الحد حيال ثاني أكبر اقتصاد في العالم مثل الآن، حيث يراهن بعضهم على موجة انكماش تشبه ما شهدته اليابان في تسعينيات القرن العشرين.
قالت الصين إنها تمتلك القوة المالية الكافية للرد على التحديات الخارجية، وتعهدت بتنفيذ أفضل للتدابير الداعمة للنمو الاقتصادي قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الشهر. وكرر نائب وزير المالية لياو مين تعهده بارتفاع نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، مضيفاً أن التفاصيل سيتم الإعلان عنها بعد إتمام الإجراءات القانونية.
الأسواق الناشئة
أبرم زعماء ماليزيا وسنغافورة اتفاقاً رسمياً لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة في المنطقة الحدودية بينهما، مستهدفين جذب 50 مشروعاً خلال السنوات الخمس الأولى التالية لإنشائها. توقع المسؤولون في إقليم جوهور، في وقت سابق، أن تخلق المنطقة ما يصل إلى 100 ألف وظيفة جديدة، وتضيف 26 مليار دولار سنوياً إلى الاقتصاد الماليزي بحلول عام 2030.
أصبح الأرجنتينيون أكثر تفاؤلاً بشأن مستقبل اقتصاد بلادهم المحاصر، وهو التحول الذي من شأنه أن يدعم الرئيس خافيير ميلي، الذي يميل إلى التقشف، قبل انتخابات التجديد النصفي في وقت لاحق من هذا العام.