توقعات تشير إلى متانة سوق العمل الأميركي في تقرير ديسمبر المرتقب

من المتوقع أن يُظهر تقرير الوظائف الأميركية لشهر ديسمبر استمراراً في متانة سوق العمل، حيث أضاف أرباب العمل عدداً كبيراً من الوظائف، مع بقاء معدل البطالة دون تغيير، مما يشير إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة قد واصل تحدي التوقعات بتباطؤ حاد.

تشير تقديرات متوسط استطلاع أجرته "بلومبرغ" لخبراء الاقتصاد إلى أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بمقدار 165 ألف وظيفة في ديسمبر. هذا الرقم، الذي يعكس انخفاضاً عن مكاسب نوفمبر البالغة 227 ألف وظيفة، يدعم الرواية بأن سوق العمل يتباطأ تدريجياً فقط.

هذه البيانات، المتوقع صدورها يوم الجمعة في التقرير الشهري لمكتب إحصاءات العمل، ستدعم توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو إعادة التركيز على التضخم بعد أن خفض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة العام الماضي للحفاظ على استقرار سوق العمل.

وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن صانعي السياسات النقدية يمكنهم التمهل في اتخاذ قرارات جديدة بشأن خفض الفائدة طالما ظل سوق العمل قوياً.

ووفقاً لمذكرة صادرة عن خبراء الاقتصاد في "بنك أوف أميركا"، شروتي ميشرا وأديتيا بهافي، في 6 يناير: "السيناريو الأساسي يشير إلى توقف خفض الفائدة في يناير، مع وجود مخاطرة بأن دورة الخفض قد تنتهي إذا توقف التباطؤ التدريجي في سوق العمل".

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً

الشركات الأميركية تسجل أدنى معدلات التوظيف منذ ما يقرب من عقد

خفّضت الشركات الأميركية خطط التوظيف في عام 2024، حيث أعلن أرباب العمل عن أقل زيادات في عدد الموظفين خلال ما يقرب من عقد، وفقاً لأرقام نُشرت اليوم الخميس.

تتراوح التوقعات بين 100,000 إلى 268,000 وظيفة، وفي حال جاءت البيانات متماشية مع أوسط التقديرات، فهذا يعني أن الاقتصاد الأميركي أضاف 2.1 مليون وظيفة في 2024. وعلى الرغم من أن هذا الرقم أقل من الزيادة البالغة 3 ملايين وظيفة في 2023، إلا أنه يتجاوز مكاسب 2019 التي بلغت مليوني وظيفة.

تحت السطح، بدأت تظهر بعض مؤشرات الضعف في سوق العمل الأميركي. فقد تركز التوظيف الشهري غالباً في عدد محدود من القطاعات، فيما ارتفع معدل البطالة تدريجياً. إضافة إلى ذلك، يجد العاطلون عن العمل صعوبة متزايدة في العثور على وظائف جديدة، حيث شهد عام 2024 أدنى عدد من التعيينات الجديدة في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد.

وقالت آنا وونغ وإستيل أو، خبيرتا الاقتصاد في "بلومبرغ"، في تحليل استباقي للتقرير صدر في 9 يناير: "من المتوقع أن تكون أرقام الوظائف في ديسمبر قوية، ونحن نعترف بأنها إشارة مشجعة لتحسن سوق العمل". وأضافتا: "مع ذلك، لا يمكننا أن نؤكد بثقة أن سوق العمل يشهد انتعاشاً مجدداً".

معدل البطالة: محور اهتمام الاقتصاديين وسط إشارات الركود

يراقب الاقتصاديون عن كثب معدل البطالة، خاصة بعد ارتفاعه بشكل متتالٍ في وقت سابق من عام 2024، ما أثار مخاوف من حدوث ركود اقتصادي وفقاً لمؤشرات شائعة. ويتوقع المحللون أن يستقر المعدل عند 4.2% بنهاية العام، وهو نفس مستواه في نوفمبر، لكنه أعلى من معدل 3.7% المسجل في بداية العام.

وقالت فيرونيكا كلارك وأندرو هولنهورست، خبيران اقتصاديان لدى "سيتي غروب"، في مذكرة صدرت في 6 يناير: "يبقى معدل البطالة العنصر الأكثر أهمية في بيانات التوظيف الشهرية". وأضافا: "نتوقع أن يؤدي ارتفاع معدل البطالة إلى ما فوق 4.5% خلال الأشهر المقبلة إلى تعديل حاد في توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي هذا العام".

يتألف تقرير الوظائف من مسحين: الأول يركز على بيانات الأعمال، والثاني على بيانات الأسر. وسيشمل تقرير الجمعة السنوي تعديلات على بيانات المسح الأخير، التي تستند إليها إحصاءات مثل معدلات البطالة ومشاركة القوى العاملة.

قال أندرو هاسبي، كبير الاقتصاديين في الولايات المتحدة لدى بنك "بي إن بي باريبا"، في مذكرة صادرة بتاريخ 3 يناير: "عادةً ما تسفر هذه العملية عن تعديلات طفيفة على معدل البطالة، ونتوقع أن يكون الأمر كذلك هذه المرة أيضاً".

وسيتضمن تقرير الشهر المقبل مراجعات مرجعية لمسح الأعمال، بالإضافة إلى عوامل موسمية جديدة، والتي غالباً ما تكون ذات تأثير أكبر على الصورة العامة لسوق العمل. وأظهرت بيانات مرجعية أولية نُشرت في أغسطس أن الولايات المتحدة ربما أضافت 818,000 وظيفة أقل مما تم الإبلاغ عنه في البداية خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس 2024. وأشارت تقديرات لاحقة من الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا إلى أن هذا الاتجاه الأضعف في التوظيف امتد على الأرجح إلى الربع الثاني من العام.