الشرق
حظي مؤتمر باريس لدعم السودان الذي عُقد مؤخراً في العاصمة الفرنسية بمشاركة واسعة من المجتمع الدولي، سعياً إلى مساعدة السودان على الخروج من عقوبات اقتصادية وعزلة دولية دامت عقوداً خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وشارك نحو 15 من رؤساء الدول الإفريقية والأوروبية والخليجية والمنظمات الدولية، في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي للوقوف إلى جانب السودان بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بعمر البشير من السلطة في أبريل 2019.
وحصل السودان من خلال مؤتمر باريس على عديد من الفوائد على الصعيدين السياسي والاقتصادي، من حيث إعادة تقديم السودان للمجتمع الدولي بشكل جديد، إضافة إلى تعهدات دولية بمنح وقروض ميسرة والتزامات دولية بمعالجة ديون السودان، وكذلك تسويق الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يمتلكها في عديد من المجالات، التي يمكن من خلالها دعم المرحلة الانتقالية في السودان، وتيسير اندماجه في الاقتصاد العالمى.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي، إن دولاً أعضاءً في صندوق النقد الدولي وافقت على تسوية متأخرات السودان للمؤسسة المالية الدولية، وهو ما يزيل عقبة أخيرة أمام الخرطوم للحصول على تخفيف أوسع نطاقاً لديون خارجية تتخطى 50 مليار دولار.
قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إنّ بلاده تريد استقطاب الاستثمارات، وجذب الشركات للقطاعات المهمة، لا سيما الثروات المعدنية، والطاقات المتجددة وغير المتجددة التي يُعتبر السودان غنيّاً بها، وكذلك القطاع الزراعي الذي ينطوي على إمكانيات هائلة من ناحية الأراضي الزراعية والمحاصيل والمواشي والمناطق المناخية المتعددة.
"قطاع الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي واعد لدينا، فلا دولة تمكّنَت من تحقيق التنمية بلا مرور بدورة تصنيع، السودان بلد غني جدّاً، لا نريد صدقات، نريد استثمارات"، هكذا تَحدَّث حمدوك في افتتاحه مؤتمر باريس. حمدوك أكّد أنّ حكومته ورثت جبلاً من الديون يُقدَّر بـ60 مليار دولار، "لكنّنا سنواصل دعم بعض السلع". "نسبة ما يُحصَّل من الضرائب إلى الناتج المحلي الإجمالي أقلّ من 6%، ويجب أن تكون أكثر"، حسبما ذكر حمدوك في مؤتمر في باريس لدعم السودان.
أهم نتائج المؤتمر
- أعلنت فرنسا شطب 5 مليارات دولار من ديون السودان.
- إيطاليا وألمانيا تعهدتا بتسوية حصتيهما من ديون السودان البالغة 1.8 مليار دولار.
- ألمانيا ألغت 360 مليون يورو من الديون الثنائية مع الدولة الإفريقية.
- دعم فرنسي وألماني لسداد متأخرات السودان لصندوق النقد الدولي، تقدم فيه برلين نحو 90 مليون يورو لهذه الغاية، كما ستقدم باريس قرضا بـ1,5 مليار دولار.
- السعودية تقدّم 20 مليون دولار لتغطية فجوة تمويلية للسودان لدى صندوق النقد، إضافة إلى تحويل رصيد المملكة في حسابَي الطوارئ والرسوم المؤجَّلة لدى الصندوق للمساهمة في معالجة متأخرات وتخفيف أعباء ديون السودان.
- الكويت أكبر دائن للسودان بديون قدرها 9.8 مليار دولار، أكّدت أنها ستدعم مناقشات "تسوية" الدين.
- الولايات المتحدة والسويد تعهدتا بالمضي في نفس الطريق.
- مشاريع بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة والتعدين والبنية التحتية والزراعة.
- النرويج تلغي دينها المستحق على السودان الذي يبلغ 100 مليون دولار.
قالت هبة محمد علي، وزيرة المالية السابقة ومستشارة وزير المالية الحالي، إن المؤشرات تتجه نحو إعفاء السودان من نحو 70% من ديون نادي باريس، فيما قرّرَت إسبانيا إعفاء الخرطوم من ديونها دولة لدولة. "محونا جميع المتأخرات للبنك الدولي بقرض تجسيري من الولايات المتحدة، كما محونا متأخرات البنك الإفريقي للتنمية بقرض تجسيري من بريطانيا وإيرلندا"، حسب مستشارة الوزير.
قال وزير الاتصالات والتحول الرقمي السوداني هاشم حسب الرسول لقناة "الشرق"، إنه خُصّصت 200 مليون دولار لقطاع الاتصالات من القرض الممنوح من البنك الدولي بقيمة ملياري دولار. "القيمة المخصصة لقطاع الاتصالات كبيرة، ونعتقد أنها ستعمل على تأسيس وتأهيل وتطوير البنيات التحتية، كما سيفتح القطاع فرصاً غير محدودة مباشرة وغير مباشرة لقطاعات واسعة من الشباب السوداني".