الشرق
تنظر روسيا إلى المملكة العربية السعودية بصفتها شريكاً استراتيجياً أساسياً على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وبالأخص في مجالات الصناعة والتكنولوجيا والتعدين والبنية التحتية، حسبما أفاد كيريل ديميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، في حديث لـ"الشرق".
ديميترييف كشف، في مقابلة خاصة أجرتها الزميلة نور عماشة، أن 30% من استثمارات الصندوق تتركز في قطاع التكنولوجيا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، و40% منها تتجه لمشاريع البنية التحتية، فيما تذهب باقي الاستثمارات إلى قطاعات مختلفة كالصناعات الدوائية ومبيعات التجزئة والصناعة.
"ننظر إلى السعودية كشريك في مجال التكنولوجيا، وليس مجرد عميل أو مستهلك للمنتجات الروسية، ونرى أفقاً هائلاً في المملكة لشركات التكنولوجيا الروسية للتعاون والشراكة مع الجانب السعودي"، بحسب ديميترييف.
تركز المملكة إلى حد كبير على الاستثمار في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهي تخطط لاستثمار ما يزيد عن 20 مليار دولار، في مشاريع الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، بحسب تصريح قبل أيام لرئيس "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي"، عبد الله الغامدي.
وكان وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف أعرب عن ثقته في أن المملكة "ستكون أسرع الدول في التحرك لمساعدة أي تقنية جديدة على النمو"، وقال في ختام القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في سبتمبر: "التفكير الذي لدينا هنا في السعودية هو أننا قد نستورد اليوم العديد من التقنيات، لكن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن نرى البلاد تصدّر التكنولوجيا".
الصناعة والتعدين
"نؤمن بالتعاون مع السعودية في مجال الصناعة وخاصة التعدين الذي يتركز فيه نحو 10% من نشاطنا"، بحسب ديميترييف، الذي رأى أن السعودية تتحول إلى بلد رائد في مجال التعدين.
تركز المملكة على الاستثمار بقطاع الصناعة والتعدين إذ تستهدف الوصول به للمساهمة بنحو 15% في الناتج المحلي بحلول 2030، كما تنظر للقطاع بصفته الركيزة الثالثة للاقتصاد بعد قطاعي النفط والبتروكيماويات، خصوصاً بوجود ثروات معدنية لديها تقدر قيمتها بـ9.4 تريليون ريال، ما من شأنه أن يساعدها في رحلة تنويع اقتصادها.
الاقتصاد الروسي
اعتبر ديميترييف أن أداء الاقتصاد الروسي جيد، إذ حقق نمواً بنحو 4% العام الماضي، ويُتوقع أن يحقق النسبة نفسها هذا العام، فيما معدلات البطالة منخفضة عند 2%، معرباً عن تفاؤله باتجاه الاقتصاد العالمي نحو مزيد من الاستقرار مع انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، والذي سيكون "أكثر براغماتية" من سلفه.
كان ترمب قال قبل أيام إن لديه "خطة جيدة" للمساعدة في إنهاء الحرب الأوكرانية، وانتقد استخدام أوكرانيا للصواريخ الأميركية في شن هجمات داخل العمق الروسي، ووصفه بـ"القرار الأحمق".
وعن مجموعة "بريكس"، رأى ديميترييف أنها تتمتع بقوةٍ كبيرة وتتجه لتصبح قوة اقتصادية مهيمنة في العالم، مشيراً إلى أن استخدام إدارة بايدن للدولار كسلاح دعم التوجه للتعاون بين دول المجموعة.
واعتبر أن مستويات أسعار النفط الحالية معقولة، وأن السعودية وروسيا تعاونتا بشكل جيد لتأمين توازن السوق عبر اتفاق "أوبك+" الذي وصفه بـ"التاريخي".