"موديز": تغيّر المناخ يؤثر سلباً على تصنيف معظم دول العالم

time reading iconدقائق القراءة - 3
تايلند تأثرت بالفيضانات الناتجة عن التغيّر المناخي في بدايات عام 2021 - المصدر: بلومبرغ
تايلند تأثرت بالفيضانات الناتجة عن التغيّر المناخي في بدايات عام 2021 - المصدر: بلومبرغ

تغيُّر المناخ في طريقه لرفع تكاليف الاقتراض في العديد من البلدان في العالم، وذلك لأنَّ ارتفاع منسوب مياه البحر، والعواصف العاتية، وحالات الجفاف قد تؤدي إلى تلاشي الاستقرار الاقتصادي للدول. وذلك وفقاً لوكالة "موديز" لخدمات المستثمرين.

ويعدُّ هذا التحذير الصادر عن وكالة "موديز" هو الأحدث ضمن سلسلة من التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية الأخرى، التي تحاول التعامل مع تأثيرات الاحتباس الحراري.

فجوة في التمويل

ومن جهتها، قالت شركة "بلاك روك" - التي تعدُّ أكبر شركة لإدارة الأموال في العالم- إنَّها تسعى لتحقيق المزيد من الإفصاح عن الكيفية التي ستحقق بها استثمارات أقل في المجالات ضد مخاطر المناخ. وقد دعا كلٌّ من البنك المركزي الأوروبي، ووزارة الخزانة الأمريكية، الدول إلى تكثيف المزيد من الجهود نحو خفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري.

كذلك، ترى وكالة "موديز" أنَّ هناك فجوة كبيرة بين التمويل اللازم للتكيف مع الظروف على كوكب يزداد احتراراً بمرور الوقت، واستمرار الوصول إلى التمويل منخفض التكلفة. ويمكن أن يتسع هذا الصدع، إذ تضطر البلدان الأكثر ضعفاً إلى الإنفاق للتعافي من الكوارث المتكررة التي يسببها تغيُّر المناخ، بما في ذلك الفيضانات وحرائق الغابات.

ومن خلال بيان، قال ستيفن ديك، نائب الرئيس في "موديز": "هذه الفجوة تهدِّد الملامح الائتمانية للجهات، والهيئات السيادية المعرَّضة بشكل كبير لمخاطر المناخ المادية، خاصةً تلك ذات القدرة المالية المنخفضة بالفعل".

وخلص التقرير، إلى أنَّ ثلاثة أرباع الدول البالغ عددها 144 دولة، تواجه مخاطر تغيُّر المناخ بشكل كبير. والغالبية العظمى منها تقع في الأسواق الناشئة في نصف الكرة الجنوبي.

وقد تمَّ تصنيف وتحديد الدنمارك، وهونغ كونغ، وهولندا، وسنغافورة على أنَّها الاقتصادات المتقدِّمة الأكثر عرضة لمخاطر تغيُّر المناخ، في حين تأتي كمبوديا، والفلبين، وتايلاند من بين أكثر المناطق الأكثر تعرُّضاً لمخاطر الفيضانات.

ووفقاً للتقرير، فإنَّ الفجوة الكبيرة بين احتياجات التمويل المتعلِّقة بالتكيُّف، ومصادر التمويل المنخفضة تشير إلى أنَّ الحكومات، ولا سيَّما الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ، ستواجه تكاليف مادية كبيرة خلال العقود المقبلة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

كورونا فاقم الضرر الناتج عن الكوارث المناخية العام الماضي

time reading iconدقائق القراءة - 4
متطوعون ينوّهون السكّان بضرورة الإخلاء الفوري، خلال إعصار \"أمفان\" الذي ضرب بنغلاديش في 2020. - المصدر: بلومبرغ
متطوعون ينوّهون السكّان بضرورة الإخلاء الفوري، خلال إعصار "أمفان" الذي ضرب بنغلاديش في 2020. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

فيروس كورونا أسهم بالقليل فيما يتعلق بخفض معدل انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل مؤثر في عام 2020. ولكنه أسهم بشكل كبير في تعقيد عملية الاستجابة للكوارث الإنسانية، بحسب تقرير "حالة المناخ العالمي للعام 2020" الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة.

ومرة أخرى، جاء التقرير مليئاً بالأدلة والتحذيرات المتكررة بأن الأشخاص الذين سيعانون أكثر من التغير المناخي، هم الأشخاص الذين لعبوا الدور الأقل في التسبب به.

بين الفيروس وكوارث المناخ

وبحسب تقرير المنظمة، فإن أكثر من 50 مليون شخص حول العالم تعرضوا لــ"ضربة مزدوجة" في العام الماضي، تسببت بها الكوارث الناجمة عن التغير المناخي من جهة، والقيود المرتبطة بفيروس كورونا من جهة أخرى.

وكان الإعصار "هارولد"، الذي يعتبر أقوى إعصار يهبّ فوق جنوب المحيط الهادئ، قد أدى إلى نزوح نحو 100 ألف شخص في الدول الجزرية في أبريل 2020، وذلك في ظلّ تعرقل الاستجابة الإنسانية بسبب الوباء الذي أبطأ توصيل المعدات والمساعدات.

وفي الشهر التالي، أجبر إعصار "فونغ فونغ" الذي ضرب الفليبين 180 ألف شخص على إخلاء منازلهم، وسط بطء هائل في جهود الإخلاء بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي التي حدّت من سعة النقل في المركبات وسعة الاستيعاب في الملاجئ.

وفي بعض المناطق الأخرى، ارتفع عدد النازحين إلى الملايين. ففي مايو الماضي، أجبر الاعصار "أمفان" نحو 5 ملايين شخص على مغادرة منازلهم في شرق الهند وبنغلادش، حيث واجه أكثر من نصفهم خطر التشرد. وفي الصيف، أجبرت الفيضانات وانجرافات التربة 2.2 مليون شخص في الصين على إخلاء منازلهم، وأدت إلى تدمير 29 ألف مسكن. وللأسف، قُتل أكثر من ألفيْ شخص في الفيضانات الناتجة عن الأمطار الموسمية في جنوب ووسط آسيا.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

الدول المتطورة ليست بعيدة أيضاً عن الكوارث

من ناحيتها، تكبدت الدول المتطورة خسائر كبرى هي الأخرى. على الرغم من أن بنيتها التحتية وثرائها أسهما في حمايتها من أسوأ النتائج. إلا أن حرائق قياسية قد اجتاحت ولاية كاليفورنيا وغيرها من الولايات غرب الولايات المتحدة، فيما شهد جنوب غرب البلاد أسوأ موجة حرّ في التاريخ بين يوليو وسبتمبر، تلتها عواصف شتوية غير مسبوقة. كما أدى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة إلى حرائق مدمرة في أستراليا في مطلع العام.

وأدت عاصفة رعدية مصحوبة برياح عاتية، عرفت بـ"ديرشو" إلى تدمير 90% من المباني في مدينة سيدر رابيدز في أيوا في شهر أغسطس. وقد شهد موسم الأعاصير في منطقة شمال الأطلسي عدداً قياسياً من العواصف بلغت 30 عاصفة. وضربت 12 منها الولايات المتحدة، خمسة منها ضربت ولاية لويزيانا.

ويعتبر العام الماضي بين أكثر ثلاثة أعوام حراً على السجل استناداً إلى قواعد البيانات الخمسة للحرارة، حيث ارتفعت الحرارة بـ1.2 درجة مئوية بالمقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية. ويهدد ذلك بخطر الاقتراب من الهدف العالمي بإبقاء ارتفاع درجة الحرارة ما دون 1.5 درجة مئوية، وهو موضوع سيناقشه القادة الدوليون في وقت لاحق هذا الأسبوع عبر تقنية "زووم" ضمن قمة المناخ التي يستضيفها الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

وفي يونيو الماضي، سجلت أعلى درجة حرارة في التاريخ في المنطقة القطبية الشمالية، حيث بلغت الحرارة 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) في فرخويانسك، في روسيا. كذلك، ارتفعت كثافة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروس، التي تعتبر ثلاث أهم غازات دفيئة.

وشهدت 80% من المحيطات موجات حرّ بحرية، وارتفعت مستويات البحار مع استمرار الذوبان الجليدي في غرينلاند وغرب أنتركاتيكا.

وقال أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، المؤسسة الأم للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "إن هذا العام محوريّ فعلاً لمستقبل البشرية". وأضاف "التغير المناخي قد بدأ، وأدعو الجميع للتعامل جدياً مع الرسالة التي يوجها هذا التقرير".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.