ماكرون يتوج زيارته للسعودية باتفاقيات مشتركة في الطاقة والنقل

الرياض وباريس تتطلعان لتوسيع التعاون بعد الاتفاق على تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين الحكومتين

time reading iconدقائق القراءة - 7
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مراسم استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر اليمامة في الرياض، المملكة العربية السعودية، 2 ديسمبر 2024 - وكالة الأنباء السعودية
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مراسم استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر اليمامة في الرياض، المملكة العربية السعودية، 2 ديسمبر 2024 - وكالة الأنباء السعودية
المصدر:

الشرق

توج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى الرياض، بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية، في قطاعات رئيسية أبرزها الطاقة والطاقة المتجددة والنقل والمواصلات وتدوير النفايات، وسط تطلع البلدين لتوسيع الشراكة بعد توقيع مذكرة تفاهم لتشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي.

استضافت العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء، منتدى "الاستثمار السعودي-الفرنسي" بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية مع ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي. ويأتي المنتدى على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة الاثنين للمشاركة في قمة "المياه الواحدة"، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقمة "المياه الواحدة" مبادرة تقودها السعودية بالشراكة مع فرنسا وكازاخستان والبنك الدولي.

واستعرض المنتدى الاستثماري، الذي يحمل شعار "رؤية المملكة 2030 - خطة فرنسا 2030: الاستثمار المتبادل عبر الرؤيتين"، الخطط الاستراتيجية للبلدين حتى عام 2030. وتخللت المنتدى جلسات حوارية تضم وزراء ومسؤولين تنفيذيين وقادة أعمال، بهدف مناقشة فرص الشراكة والتعاون طويل الأمد، وتحقيق النمو المشترك في القطاعات الحيوية، وفق ما أوردته "واس". كما ناقش المنتدى سبل الاستفادة من التحول الرقمي، مع التركيز على تعزيز مبادرات الطاقة الخضراء والتبادل الثقافي بين البلدين.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن شراكة بلاده الاقتصادية مع المملكة تنمو في كل المجالات، مؤكداً في كلمته خلال المنتدى: "توصلنا إلى مشاريع اقتصادية مشتركة وواعدة مع السعودية"، لافتاً إلى أن باريس تعمل على توسيع نطاق الشراكات مع السعودية وتعزيزها بمزيد من الاستثمارات. وشدد ماكرون على مكانة السعودية كـ"شريك موثوق" لفرنسا على مدى سنوات طويلة؛ مؤكداً أن البلدين يعملان على مشاريع اقتصادية مشتركة تعكس قوة علاقتهما الثنائية.

ومن جانبه، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن "الشراكة مع فرنسا مهمة للطرفين وتتطور بشكل مستمر".

ووقعت السعودية وفرنسا اتفاقيات جديدة في عدد من القطاعات الرئيسية أبرزها الطاقة والنقل وإعادة التدوير، حيث تم توقيع اتفاقيات لتوفير الوقود المستدام للطيران بين شركات سعودية وفرنسية.

أبرز الاتفاقيات: 

  • اتفاقية بين وزارة الاستثمار ووزارة النقل والخدمات اللوجستية وشركة "CMA CGM" الفرنسية لشحن الحاويات.
  • اتفاقية لتعزيز التعاون في مجالات نقل الركاب وصيانة الطائرات بين السعودية والخطوط الجوية الفرنسية "KLM".
  • اتفاقية بين شركة أرامكو، وشركة الاستثمار السعودية لإعادة التدوير "SIRC"، مع "توتال إنيرجيز"، لتطوير محتمل لمعمل وقود طيران مستدام في المملكة.
  •  إتفاقية بين شركة "SIRC" وشركة "فيوليا" بشأن إدارة النفايات وإعادة التدوير.
  •  اتفاقية بين الشركة السعودية لشراء الطاقة و"توتال" لتنفيذ مشروع محطة "رابغ 2" للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية 300 ميغاواط. 
  • اتفاقية شراء الطاقة بين الشركة السعودية لشراء الطاقة وشركة "EDF Renewables" وشركة SPIC لمحطة الطاقة الشمسية الحناكية 2.
  • اتفاقية شراء الطاقة بين الشركة السعودية لشراء الطاقة وشركة كهرباء فرنسا "EDF" وشركة "SPIC" الصينية لمحطة الطاقة الشمسية.
  • اتفاقية تطوير الاقتصاد الدائري للنفايات في المملكة بين شركة "SIRC" وشركة فرنسية.

استثمارات فرنسا في السعودية

بلغت قيمة الاستثمارات الفرنسية في السعودية نحو 17.4 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وفق بيانات وزارة الاستثمار السعودية، ما يجعلها ثالث أكبر مستمثر أجنبي في البلاد، بعد الإمارات المتصدرة بنحو 40.5 مليار دولار، ولوكسمبورغ بإجمالي استثمارات 27.1 مليار دولار.

من جانبها، أعلنت شركة "نيو سبيس غروب" (Neo Space Group) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن توقيعها اتفاقية نهائية مع شركة "إيرباص للدفاع والفضاء" للاستحواذ على منصة "UP42"، وهي منصة رقمية لمراقبة الأرض، وفقاً لبيان صحفي صدر اليوم، وستلعب المنصة دوراً رئيسياً في تطوير نظام متكامل لمراقبة الأرض في السعودية. ولم يذكر البيان قيمة الصفقة.

بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وفرنسا نحو 40.3 مليار ريال في عام 2023، مقارنة بأكثر من 45 مليار ريال في عام 2022، ونحو 31 مليار ريال في عام 2021، وحوالي 23.4 مليار ريال في عام 2020. 

وقد حصلت الشركات الفرنسية على 117 ترخيصاً للعمل في السوق السعودية هذه السنة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 503 تراخيص، في حين تتخذ 33 شركة فرنسية في المملكة مقراً إقليمياً لها.

كان ماكرون قد نوّه في منشور عبر "إكس" بالاتفاقيات وكتب: "مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نوقع الليلة شراكة استراتيجية. الطاقة، الدفاع، التنقل، الثقافة والمزيد"، وأضاف: "سنعزز تعاوننا في جميع المجالات". 

وقفز صافي الاستثمار الفرنسي المباشر في السعودية 167% خلال العام الماضي، بعد أن ضخت باريس استثمارات بقيمة 2.9 مليار دولار في المملكة مقارنة بعام 2022، وذلك بحسب بيانات وزارة الاستثمار السعودية. 

 

يتسع نطاق التعاون بين فرنسا والمملكة ليشمل قطاعات اقتصادية، من أحدثها "التنقل المستدام"، والذي تجسد قبل أيام في إطلاق المرحلة الأولى من مسارات "مترو الرياض" الستة، والتي يرى وزير الاستثمار السعودي أنها تمثل البداية فقط للشراكة المتنامية سريعاً بين السعودية وفرنسا في هذا القطاع.

والمشروع أطلقته شركة "مترو العاصمة" وهي مشروع مشترك بين "آر إيه تي بي ديفيلوبمنت" (RATP Dev) الفرنسية، و"الشركة السعودية للنقل الجماعي" (سابتكو) و"ألستوم" (Alstom)، وقد افتتحه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي، ليكون أحد عناصر منظومة النقل في العاصمة، ويشمل 6 مسارات بطول 176 كيلومتراً و85 محطة تربط مختلف شرايين المدينة.

تصنيفات

قصص قد تهمك