بلومبرغ
تدرس مجموعة الدول السبع اقتراحا أمريكيا لمواجهة ما يعتبره البيت الأبيض إكراها اقتصاديا للصين. وجرى توزيع ورقة قبل اجتماع يستمر ليومين يضم وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في لندن، وفقا لمسؤولين، تحدثوا بضمان عدم ذكر أسمائهم نظرا لسرية المحادثات. واستمر اجتماع المسؤولين يوم الثلاثاء حوالي 90 دقيقة لمناقشة الطرق التي تحاول بها الصين إجبار الدول والأفراد على فعل ما تريده عبر مبادرة الحزام والطريق أو عن طريق توجيه التهديدات الاقتصادية، وفقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد آلية تشاور من شأنها أن تشمل مجموعة السبع - بالإضافة إلى أصحاب المصلحة الآخرين، لضمان استجابة منسقة ضد تحركات الصين وبهدف تعزيز صمود دول مجموعة السبع، وفقا لما ذكره دبلوماسي آخر.
تتزامن المبادرة مع تعاضد ألمانيا وإيطاليا وفرنسا - دول الاتحاد الأوروبي الثلاث التي تشارك في مجموعة السبع - حيث بدأت في التوافق مع إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في مواجهتها مع الصين. ولا تزال الولايات المتحدة أكثر تشددا إلى حد ما من الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر ببكين.
وبصفتها مستضيفة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، تسعى المملكة المتحدة إلى تحقيق توازن بشأن التعامل مع الصين، حيث تلفت الانتباه لانتهاكاتها المزعومة لحقوق الإنسان مع إبقاء الباب مفتوحا أمام مجالات التعاون، مثل تغير المناخ. ويعتبر التحدي الذي تواجهه حكومة "بوريس جونسون" هو تجنب تأطير مجموعة السبع على أنها مناهضة للصين في ظل رئاسته.
إحداث توازن
خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وتريد إبرام صفقات تجارية خاصة بها حول العالم، بما في ذلك مع الولايات المتحدة والهند. وتسعى الدول الأوروبية أيضا إلى إحداث توازن مثل محاسبة الصين على سجلها في مجال حقوق الإنسان مع عدم عزلها باعتبارها شريكا اقتصاديا رئيسيا.
كما جرت مناقشة اقتراح لإنشاء مجموعة تسمى "أصدقاء هونغ كونغ" لتبادل المعلومات والمخاوف بشأن المستعمرة البريطانية السابقة، وفقا لما جاء على لسان دبلوماسي مطلع على الأمر. وفرضت الصين العام الماضي قانونا شاملا للأمن القومي على هونغ كونغ في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2019.
وتشمل القضايا الأخرى قيد المناقشة ميانمار وروسيا وأوكرانيا والاتفاق على آلية الاستجابة السريعة لمواجهة المعلومات المضللة وهي القضايا التي من المتوقع أن يجري تبنيها كإضافة للبيان المشترك النهائي.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين" إلى لندن في وقت سابق من هذا الأسبوع لوضع الأساس لقمة الرئيس "بايدن" مع قادة مجموعة السبع المقرر انعقادها في شهر يونيو المقبل.
وقال بلينكين في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة "على قناة "سي بي إس نيوز " الذي جرى بثه يوم الأحد الماضي: "هدفنا ليس احتواء الصين، أو كبحها، أو لجمها ". تابع: "إن الهدف هو دعم هذا النظام القائم على القواعد والذي تشكل الصين تحديا له، وأي شخص يشكل تحديا لهذا النظام، سنقوم بالتصدي له والزود عن ذلك النظام.