بلومبرغ
تعهد صانعو السياسات والجهات التنظيمية الرئيسية في الصين بمواصلة انفتاح البلاد على المستثمرين والشركات الأجنبية، في أول ظهور علني لهم مع شخصيات مالية عالمية بارزة خلال مؤتمر كبير في هونغ كونغ.
في كلمته خلال القمة السنوية الثالثة لقادة الاستثمار العالميين في هونغ كونغ، أكد نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ ومسؤولو الجهات التنظيمية على متانة الاقتصاد الصيني وانفتاحه على المستثمرين الأجانب. ووعدوا أيضاً بتعزيز الوصول المتبادل بين الأسواق الصينية وهونغ كونغ.
أشار ليفينغ أمام المسؤولين التنفيذيين من قطاعات البنوك والاستثمار من جميع أنحاء العالم إلى أن التدابير التحفيزية الأخيرة التي أطلقتها الصين "أثبتت فاعليتها".
سياسات بكين المالية تدعم النمو
أطلقت الصين منذ سبتمبر سلسلة من تدابير التحفيز بهدف أن يستعيد الاقتصاد عافيته، وتبعتها بوعود بتبني سياسات مالية أكثر "قوة" العام المقبل لدفع عجلة النمو. والتجمع يمثل الحضور الأول الفعلي لصناع السياسات والمنظمين الصينيين في قمة مؤسسة سلطة النقد في هونغ كونغ، بعد أن كانوا يلقون خطباً مسجلة سلفاً في السابق.
زادت وتيرة تواصل المسؤولين الصينيين مع البنوك العالمية خلال الأسابيع الأخيرة لجمع وجهات نظرهم حول التدابير التحفيزية للبلاد، وفقاً لما ذكرته بلومبرغ في السابق. وأبدت الهيئة التنظيمية لأسواق الأوراق المالية اهتماماً خاصاً بالمراجعات التي تجريها البنوك العالمية على توقعاتها الاقتصادية، إضافة إلى تحليل تدفقات الاستثمارات اليومية لفهم توجهات الاستثمار الأجنبي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الموضوع.
تبعت خطاب ليفينغ جلسة نقاشية شارك فيها رئيس الهيئة الوطنية للتنظيم المالي، لي يونزه، ورئيس هيئة تنظيم الأوراق المالية في الصين وو تشينغ، ونائب محافظ بنك الشعب الصيني تشو هيكسين.
أكد الثلاثة جميعاً أن الصين ستواصل تنفيذ إصلاحاتها المالية واستخدام هونغ كونغ بوصفها جسراً للوصول إلى الأسواق العالمية.
الصينن ترحب بالمستثمرين الأجانب
قال هيكسين: "نرحب بالمستثمرين الأجانب لضخ الأموال في الصين ومشاركة عوائد التنمية الاقتصادية". وأضاف أن بكين ستواصل تعزيز الوصول المتبادل للأسواق مع هونغ كونغ، وتحسين برامج الربط للأسهم والسندات ومنتجات إدارة الثروات، مع دعم هونغ كونغ بقوة لتطوير سوقها لليوان الخارجي.
في أعقاب الظهور الأول للمسؤولين الصينيين، سيستضيف رؤساء البنوك جلسات نقاشية أخرى، بمن فيهم الرئيسة التنفيذية لبنك "سيتي غروب"، جين فريزر، والرئيس التنفيذي لبنك "مورغان ستانلي"، تيد بيك، والرئيس التنفيذي لبنك "غولدمان ساكس"، ديفيد سولومون، ورئيس بنك "جيه بي مورغان تشيس أند كو"، دانيال بينتو، بحسب جدول الأعمال المعلن من جانب سلطة النقد في هونغ كونغ.
انتعاش الاستهلاك الصيني
بدأت حزمة التيسير النقدي الأولية، التي شملت خفض سعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل وأسعار الفائدة على الرهن العقاري القائم، في التأثير على الاقتصاد، إذ أظهرت بيانات أكتوبر الماضي انتعاشاً في الاستهلاك. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أعرب عن "ثقته التامة" في تحقيق هدف النمو الاقتصادي لبلاده لعام 2024، والمقدر بنحو 5%.
زادت الصين من دعمها المالي بوقت سابق من الشهر الحالي عبر برنامج مقايضة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لمساعدة الحكومات المحلية المثقلة بالديون، لكنها أحجمت عن إطلاق حزمة تحفيز جديدة بهدف الاحتفاظ بمرونة كافية للتعامل مع احتمال اندلاع حرب تجارية عندما يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه خلال يناير المقبل.