يراهن الرئيس جو بايدن، على الاستثمار في برامج رعاية الأطفال والبرامج الاجتماعية الأخرى التي ستحفز النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
يمكن للعديد من السياسات، ومنها جزء من خطة بايدن الجديدة البالغة 1.8 تريليون دولار، أن تفعل ذلك من خلال زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة، وتعزيز الإنتاجية وتوزيع المزايا بشكل أكثر إنصافاً.
لكن من الصعب تحديد حجم تأثير السياسات. يجري تمويل المقترحات جزئياً من خلال الزيادات الضريبية الهائلة على الأثرياء، مما يثير الجدل حول ما إذا كانت المكاسب الاقتصادية تبرر التكاليف التي يتحملها دافعو الضرائب الأمريكيين.
وترجح آن إليزابيث كونكيل، الخبيرة الاقتصادية في شركة التوظيف "إنديد هايرينغ لاب" "أن يكون هناك دعم اقتصادي لتوفير المزيد من رعاية الأطفال". ولكنها تشير إلى أنه "من الصعب للغاية تحديد مقدار التأثير في الوقت الحالي".
عودة المرأة إلى سوق العمل
تتضمن خطة بايدن الجديدة مرحلة ما قبل المدرسة الشاملة، وإجازة عائلية مدفوعة الأجر، وتمديد الائتمان الضريبي للأطفال. كما أنه يقترح رعاية أطفال مدعومة للأسر منخفضة ومتوسطة الدخل، و15 دولاراً كحد أدنى للأجور للقوة العاملة، التي ترعى ما يزيد عن مليون طفل.
يمكن أن تساعد الاستثمارات في هذه الأنواع من البرامج في جلب المزيد من السيدات إلى القوى العاملة. وعادت نسبة السيدات العاملات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 54 عاماً أخيراً إلى مستويات لم نشهدها منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في بداية العام الماضي. لكن تفشي وباء فيروس كورونا وإغلاق المدارس ومراكز الرعاية النهارية أدى إلى إبطال هذا التحسن.
ولغاية الآن مع عودة سوق العمل إلى للنمو مرة أخرى، هناك ما يقرب من مليوني امرأة في القوة العاملة أقل مما كان عليه الأمر قبل تفشي وباء كوفيد-19. وتتأخر النساء من ذوي البشرة السمراء على وجه الخصوص عن المجموعات الأخرى في المكاسب الوظيفية.
تحول كبير في السياسة الأمريكية
يعتقد بيل هوغلاند، نائب الرئيس الأول في مركز السياسات من الحزبين في أن "أي شيء من شأنه تحسين المشاركة في القوى العاملة وتوفير قدر أكبر من المرونة في القوى العاملة سيفيد الاقتصاد على المدى الطويل".
ليس من الواضح ما إذا كانت حزمة بايدن الأخيرة ستحقق نجاحاً كبيراً في الكونغرس. ومع ذلك، فإن الاقتراح يمثل تحولاً كبيراً بعيداً عن نظريات الحكومات الصغيرة التي هيمنت على واشنطن لسنوات.
ستنفق "خطة العائلات الأمريكية" 225 مليار دولار لتمويل مراكز رعاية الأطفال، ودفع المزيد من الأجور للعمال، وتقليل تكلفة الرعاية لبعض العائلات. ويدفع بموجب البرنامح المقترح الآباء جزءاً من دخلهم فقط على أساس مقياس متدرج (حسب مستوي الدخل)، مع تغطية الرعاية بالكامل للأسر ذات الدخل المنخفض.
يمكن أن يساعد ذلك في معالجة حقيقة أن ما يقرب من نصف الأمريكيين يعيشون في مراكز رعاية أطفال فقيرة، وهي أماكن لا يوجد فيها إمدادات كافية من الرعاية بأسعار معقولة. تتجاوز تكاليف رعاية الأطفال 20% من متوسط دخل الأسرة في 21 ولاية ومقاطعة كولومبيا، في حين أن تكاليف رعاية الأطفال بعمر 4 سنوات تزيد عن عُشر الدخل في كل ولاية أمريكية تقريباً.
توفير إجازة أمومة وأبوة مدفوعة الأجر
تسعى الخطة إلى تمديد الائتمان الضريبي للأطفال الموسع حتى عام 2025، وهو بالفعل موضوع مثير للجدل في الكونغرس الأمريكي بمقره في كابيتول هيل. ويعكس التغيير الزيادات التي أقرها الكونغرس الشهر الماضي، مما أدى إلى زيادة الائتمان مؤقتاً وجعل المدفوعات تجري بطريقة دورية.
اقترح بايدن أيضاً 12 أسبوعاً من الإجازة العائلية والإجازة المرضية مدفوعة الأجر، بتكلفة 225 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وسيوفر للعمال ما يصل إلى 4 آلاف دولار شهرياً بناء على متوسط أجورهم الأسبوعية.
تعتبر الولايات المتحدة متأخرة عن الدول الغنية في أوروبا وبقية العالم في توفير إجازة أمومة وأبوة مدفوعة الأجر. وفي الوقت الراهن، يحصل 35% فقط من العاملين في الولايات المتحدة على إجازة أبوية مدفوعة الأجر، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة " كايسر للعائلة" لعام 2019.
معالجة خلل الأجور
سيخصص حوالي 200 مليار دولار لإنشاء حضانة شاملة لجميع الأطفال في سن الثالثة والرابعة، بغض النظر عن دخل الأسرة. وسينقل البرنامج ببطء جزءاً أكبر من التكاليف إلى الولايات، وفقاً لكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
عندما بدأت مقاطعة كولومبيا في تقديم الرعاية للأطفال في سن ما قبل المدرسة للجميع في عام 2009، شهدت النساء في الأسر ذات الدخل المنخفض أكبر قفزة في مشاركة القوى العاملة، بينما شهدت السيدات ذوات الدخل المرتفع أيضاً دفعة كبيرة، وفقاً لمركز التقدم الأمريكي. ومع ذلك، لم تشهد أسر الطبقة المتوسطة أي تحسن.
يريد البيت الأبيض أيضاً تحديد 15 دولاراً كحد أدنى للأجور لمعلمي الطفولة المبكرة.
بلغ متوسط الأجر للعاملين في مجال رعاية الأطفال 11.65 دولاراً للساعة في عام 2019، وفقاً لمركز دراسة توظيف رعاية الأطفال في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي. ويتشكل معلمو المراحل الأولية من السيدات الملونات بشكل غير متناسب. ويتقاضى العمال ذوو البشرة السمراء أجراً أقل في الساعة بنحو 0.78 دولار بالمقارنة مع البيض.
وترى إليز غولد ، كبيرة الاقتصاديين في معهد السياسة الاقتصادية، أن هذه المقترحات تشير إلى "استثمار ذي مغزى في الرعاية، وفي الإجازة مدفوعة الأجر، ومن شأنها أن تساعد العديد من العاملين في سوق العمل الرسمية". وتعتقد أن "ذلك سيكون جيداً بالتأكيد للنمو الاقتصادي".