الشرق
قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن المملكة بحاجة لحشد القطاع الخاص لتحقيق النجاح، مضيفاً "مهما كان لديك من المال كحكومة لا يمكنك النجاح وحدك، بل يجب عليك حشد القطاع الخاص في بلادك لإدراك النجاح".
تولي السعودية أهمية خاصة للأنشطة غير النفطية في قيادة دفة اقتصادها وتنويعه بعيداً عن النفط الخام، وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في إحدى جلسات "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقدة في الرياض أكتوبر الماضي، إن بلاده لم تعد تركز على أرقام الناتج المحلي الإجمالي، بل على تطور القطاع غير النفطي، في ظل مستهدفها لتنويع الاقتصاد وفق "رؤية 2030".
وفي العام الماضي، سجّلت الأنشطة غير النفطية في السعودية أعلى مساهمة لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على الإطلاق بواقع 50%، وفق ما ورد بمعطيات وزارة الاقتصاد والتخطيط الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء.
وترجع نسبة مساهمة القطاع غير النفطي إلى "الأداء المتميز في الاستثمار غير الحكومي خلال آخر عامين بمعدل نمو 57%، لتصل قيمة الاستثمارات غير الحكومية إلى أعلى مستوى تاريخي لها عند 959 مليار ريال في 2023"، وفق الوزارة.
وفيما سجل الناتج المحلي للأنشطة النفطية تراجعاً بنحو 10% في النصف الأول، نما الاقتصاد غير النفطي بمعدل 4.1% خلال تلك الفترة.
وأوضح الجدعان خلال كلمته بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن اليوم، أن السعودية تعتبر اليوم من بين أكبر المانحين للمساعدات العالمية كنسبة مئوية من الدخل القومي الإجمالي، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مشيراً إلى أن ذلك يصب في مصلحتنا.
يترأس وزير المالية السعودي، وفد المملكة المشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين للعام 2024، والاجتماع الرابع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، والتي تعقد في العاصمة الأميركية واشنطن خلال الفترة من 21-26 أكتوبر الجاري.
وأعلن الجدعان الذي يترأس حالياً اللجنة النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي، عن تقديم السعودية دعماً مالياً بقيمة 279 مليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة، لدعم مبادرة المكتب الاقليمي الجديد لصندوق النقد في الرياض، والهادفة إلى تقديم الدعم العملي للأعضاء لإدارة التحديات المالية الصعبة التي تواجههم.
وأبدى صندوق النقد تأييده لاتجاه الحكومة السعودية بإعادة تحديد أولويات الإنفاق الاستثماري، فيما ثبّت توقعاته لنمو اقتصاد المملكة للعام المقبل عند 4.7%، مشيداً بنمو القطاعات غير النفطية التي تقود "تقدماً هائلاً فيما تشهده المملكة من تحول اقتصادي غير مسبوق".
وأكد الوزير السعودي على ضرورة عزل مؤسسات التمويل الدولية عن السياسة، موضحاً "إذا أقحمنا السياسة في كل ما نقوم به من خلال هذه المؤسسات فلن نحقق شيئاً".
وأضاف الجدعان: "إننا نشهد حالياً عدم استقرار سياسي واقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي"، لكنه أكد أنه متفائل بالوصول قريباً إلى طريق للعودة إلى تحقيق التعاون بين دول العالم، رغم الاضطرابات.
واعتبر الجدعان أن الدول تجد صعوبة بالغة في تحقيق النجاح إذا كانت محاطة بدول "فاشلة" أو دول ذات آفاق نمو ضعيفة للغاية.
الجدعان أكد أنه يتعين إصلاح جسور التعددية التي تربطنا من خلال التجارة والاستثمار والملكية الفكرية وتطوير التكنولوجيا وحركة العمالة الماهرة، مشيراً إلى أنه كلما زاد الترابط والاعتماد المتبادل، زادت احتمالات سعي الدول إلى حماية مصالحها من خلال الحوار وربما يمكن تجنب بعض الصراعات.
وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان قد أكد في مقابلة مع صحيفة "الاقتصادية" في مايو، أن المملكة ستواصل الإنفاق الاستراتيجي على برامج "رؤية 2030" والمشاريع الكبرى ذات العائد الاقتصادي المستدام، إضافة إلى زيادة الصرف على البنية التحتية والخدمات العامة.